العلاج بفضل الله عندكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عيد مبارك سعيد كل عام وأنتم بخير، أرجو أن يتكرم علي الدكتور وائل أبو هندي أو الدكتور سداد جواد التميمي بالإجابة، ليس إنقاصا من شأن باقي الأطباء الأفاضل، ولكن أرتاح جداً لإجاباتهم وردودهم.
لا أدري من أين أبدأ قصتي إلا أني مررت في حياتي بمراحل شديدة جدا، أنا شخص أبلغ من العمر 24 سنة، طالب جامعي حصلت هذه السنة على الدبلوم الجامعي. ولدت في أسرة الأب هو المسيطر وكان صعبا جدا مع جميع أخواتي ومعي أيضا بالرغم أنه يحبنا كثيرا ولكن هو شخص لا يبين ذلك الحب، المهم دخل البيت في الصغر عانيت كثيرا بفعل المشاكل الأسرية، وكانت الأم حنونة عن الأب، في الكبر الحمد لله أصبحت الأمور مستقرة في البيت وأحظى بالاحترام من الأب والأهل كلهم. وحاليا أنا أدرس بعيدا عنهم منذ 8 سنوات أدرس وأسكن وحدي وأذهب عندهم في العطل.
المشكلة الكبرى هي أني شخص تعرضت لتحرشات جنسية كتيرة مند 6 أو7 سنوات، ولم أتعرض للاغتصاب، بسبب هذه التحرشات تولدت لدي غريزة جنسية شديدة جدا تجاه الفتيات والنساء وهذا أمر غير طبيعي في ذلك الوقت وتحرشت بفتيات الجيران وأختي والكثير من الفتيات ولكن الحمد لله لم يقع أي شيء، وكنت مارست الجنس مع طفلين من أهلي في ذلك الوقت لما كان عمري تقريبا بين 10 و15 سنة لم يطل ذلك كثيرا، ولم أمارس أي علاقة جنسية شاذة مع أي أحد بعد ذلك مند الطفولة إلى الآن، إلا أن تفكيري ذهب كله إلى الجنس تجاه الفتيات، لما وصل عمري بين 15 و 17 سنة نضج عقلي قليلا وأصبحت أميز بين الأشياء وعلمت أن ما قمت به في صغري كان خطئا كبيرا جدا؛
ولكن رغم هذا بقيت عندي تلك الغريزة الجنسية تجاه الفتيات رغم أنها نقصت بعض الشيء ليس مثل الصغر، وبدأت قصة أخرى وهي الاستمناء أصبحت مدمنا على الاستمناء والأفلام الجنسية الغيرية، وكنت أتخيل في ذلك النساء وكنت أدرس عند أستاذة لما كان عمري حولي 15 سنة وكانت تعجبني كثيرا، المهم جائت مرحلة أخرى وهي الاستمناء الشرج (فعل هذه أمور الإثارة الجنسية) واستمر هذا الاستمناء الشرجي إلى الآن.
بعد ذلك لما اقتربت من سن 18 سنة أصبحت أحس بضربات كثيرة في القلب وضيق في التنفس وكنت أذهب عند الأطباء للفحص وأجد الفحوصات سليمة، بعد أن استكملت 18 سنة في 10 الأواخر من رمضان ذات ليلة أحسست بضيق شديد في صدري وخوف شديد من لا شيء لم أعد أخرج ولا آكل لزمت الفراش 20 يوما، حتى أن بحثت في الإنترنت وعلمت أن ما أصابني هو ما يسمى الوسواس القهري ولابد من زيارة الطبيب النفسي، ذهبت إلى طبيبة نفسية أعطتني الكثير من الأدوية لم تجد أي نفع معي وبقيت أتعذب سنتين مع ألم نفسي شديد وكان أحد الأصدقاء يسعدني ويخفف عني بعض الشيء بعد أن أخبرته بما بي.
المهم استمرت الحالة هكذا إلى أن جاء خالي من أوروبا وأخدني إلى عند محللة نفسانية هنا بدأ العلاج الجيد قمت بعدة جلسات عندها وأرسلتني عند دكتور نفساني تابعت معه وقال لي أنت تعاني من الوسواس والفوبيا وأعطاني دواء وحيدا أخدته مدة طويلة وأعطى نتيجة مبهرة، نقصت أعراض الوسواس والهلع كثيرا وأصبحت حياتي جيدة وتابعت العلاج عند المحللة النفسية وساعدني ذلك كثيرا، ولكن بعد مدة أصبحت آخذ الدواء بعشوائية مرة أتناوله مرة أنساه مدة طويلة إلى الآن، ولكن أعراض الخوف ذهبت منذ أن بدأت العلاج وأصبحت أسيطر على نفسي؛
ولكن في الآونة الأخيرة انقلبت حياتي جحيما بعد أن دخلت إلى شبكة التواصل الاجتماعي للبحت عن فتيات من أجل الصداقة وذات مرة رأيت صورة جسم أثارني في الصورة على الفايسبوك ظننت أنه جسم فتاة لما دخلت عنده وجدته رجلا انصدمت لما رأيت ذلك المنظر لم أتوقع أبدا أن تكون تلك الصورة لرجل.
أرسلت له رسالة قال نعم أنا شاذ ولم أعلم كيف تكلمت معه وقال لي أريد أن آتي عندك لكي أمارس عليه الرذيلة المهم جائتني أفكار أن هذا أسهل من الفتيات للجنس. لكن فطرتي لم تقبل ذلك الأمر شيء داخلي لم يقبل ذلك الأمر وأقفلت الموقع بالمرة ونسيت الأمر ولكن يا دكتور تأثرت كثيرا بتلك الواقعة ودخلت وذات مرة دخلت إلى موقع إباحي للنساء ورأيت رجالا يمارسون الشذوذ المهم إلى حد كبير لم يعجبني ذلك الأمر أبدا وأغلقت ذلك الباب. وبعد ذلك تعرفت على فتيات وفعلت معهن علاقات جنسية وكنت بعد كل علاقة تأتيني وساوس مرض الإيذز وكنت لابد من فعل الفحوصات لكي أرتاح.
حاليا أعاني من وسوس الشك يا دكتور مثلا إذا خرجت من المنزل وينظر إلي ولو بغير قصد تأتيني أفكار أن هذا تحرش أصبحت أشك في كل شيء ولو حتى المزاح مع الأصدقاء وأذهب إلى المنزل وفي صدري نار في بعض الأحيان أمر في منطقة وينظر إلي شخص أصاب بالوسواس وأضطر إلى الرجوع والمرور أمامه مرة لكي أرى هل ينظر إلي، إن كان ينظر إلي قد أتشاجر معه مباشرة، وإن لم ينظر إلي أذهب مرتاحا إلى البيت، وأريد أن أشير أني شكلي رجولي وصوتي ومشيتي 100/100.
والمشكلة الكبرى التي من أجلها أرسلت إليكم هذه الاستشارة، هي أنه من سنة ونصف دخلت إلى موقع يتحدت عن الشذوذ وأن ما أقوم به من استمناء شرجي وألبس شورط النساء للإثارة وعند روئية شورط النساء في المنزل عند أهلي يصيبني خوف شديد وإثارة، هو شذوذ جنسي وهذا أثر عليّ كثيرا، وأصبحت كل يوم تأتيني قشعريرة في الدبر كنت من قبل ذلك الاستمناء أقوم بالاستمناء عند الاستحمام مرة كل مدة طويلة؛
أما الآن تأتيني تلك القشعريرة كل أسبوع، تثيرني ولا أتقبلها في نفس الوقت، فمثلا أجلس عادي مع الأهل أو عند النوم لا أفكر في الجنس ولا أي شيء وتسقط تلك القشعريرة والإثارة فوق رأسي ويصيبني خوف شديد في صدري وأذهب لكي أمارس ذلك الاستمناء لكي أرتاح منه ولا أفكر فيه رغم أنه فيه إثارة بالنسبة لي ولكن لا أريده ويصيبني رعب شديد من تلك الأفكار، وحاليا أصبحت مدمنا على هذه الحالة وقهرية بالنسبة لي.
وعند فعل ذلك الاستمناء يصيبني حزن شديد وأذهب لانوم لكي أنسى كل شيء، وفي الغد يذهب ذلك الخوف تدريجيا، وأنسى كل تلك الأعمال وأكون مرتاحا لأني أعرف أن تلك القشعريرة لن تأتيني إلا بعد مدة وأجلس مدة وتأتيني مرة أخرى، وأصبح في دورة الحزن كل مرة,
أنا أكون مرتاحا عندما لا أفكر في الاستمناء وأكون طبيعيا ومرتاحا، إلا أني لا أتقبل هذه الأمور داخليا وشخصيا ومبدئيا، وأعرف أن هذا فيه دمار بالنسبة لي وحدي، وسأصبح سعيدا عندما أجد طريقة للتخلص من الاستمناء الشرجي. وأريد أن أشير أيضا أنه عندما تذهب تلك القشعريرة مدة ولا تزعجني، أصبح أفكر في أمور أخرى كالخوف من المستقبل، أما في الأمور العاطفية والجنسية فأنا أميل للفتيات 100/100، ولا أميل لذكور أبدا كان جميلا أو كيفما كان، في الشارع عقلي كله للنساء.
أريد أن أوضح كل الأمور الخاصة وأتمنى أن تستوعبوا حالتي، وأنا الحمد لله أسكن وحدي بعيدا عن أهلي، أسلك الطريق الصحيح قدر المستطاع لا أسكر ولا أدخن وعيبي الوحيد هو الفتيات، وفوق كل هذا أحب الحياة ولا استسلام رغم كل ما حصل من عذاب في الصغر، أصبحت أتعلق بالأمل أن الحياة مستمرة وسيأتي يوم سوف تذهب كل هذه الأمور بفضل الله. إلا أني أريد أن أفعل أمورا جيدة في حياتي، مثل تكوين أسرة والنجاح والتفوق أما إن بقيت هكذا فهذا دمار، أنا رجل ولا أحب هذه الأمور كليا أحب أن أكون طبيعيا 100/100 لأني أرتاح كثيرا لذلك.
وأريد أن أشير أني قمت عدة جلسات نفسية وقالت لي أنت تعاني من الوسواس القهري، والخوف من أن تصبح شاذا جنسيا. أتمنى أن أكون زودتكم بكل شيء عني وأريد أن أشير أني سردت لكم كل شيء بصدق لأني أريدكم أن تساعدوني في جميع الأمور، تفسير حالتي، تطورها مستقبلا، العلاج والخطوة للنجاح في ذلك، وأرجوكم إن لم يتضح لكم شيء أو عندكم أسئلة لي اكتبوها لي وسأجيب عنها وأرسلها لكم،
وسامحوني على بعض الكلمات المخلة بالآداب
وشكرا جزيلا لكم.
11/9/2016
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الوقع وتمنياتي لك بالشفاء.
رسالتك مفصلة وفي غاية الوضوح وليست هناك فيها ألفاظا بذيئة. يجب أن تتم صياغة استشارتك باستعمال مختلف النماذج التي تستعمل في الطب النفسي بسبب التفاصيل الموجودة فيها بدلا من التركيز على البعد الجنسي والعاطفي فيها. التركيز على الجانب الأخير بمفرده قد يؤدي إلى استنتاجات مبهمة.
النموذج الطبي النفسي:
أول تاريخ واضح لأعراض طبنفسية كان في عمر 18 عاما. ظهرت أعراض قلق وراجعت عدة أطباء ومن ثم انتكست بصورة مفاجئة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. تشير الاستشارة إلى الإصابة بالوسواس القهري دون التطرق إلى شيء من الأعراض سوى الرهاب. استلمت علاجا كلاميا وعقاقير ودخلت مرحلة شفاء.
لم تلتزم بتناول العقار بصورة منتظمة وهذا ما يحصل مع أغلب المرضى في مرحلة الشفاء وحدثت لك انتكاسة جديدة. رغم أنك تكثر من الإشارة إلى ما حدث عبر عالم الفضاء وتأثيره عليك ولكن الحقيقة هي أن عتبتك للانتكاسة انخفضت بسبب تاريخك الطبي السابق وعدم التزامك بالعلاج. الاحتمال الكبير هو أنك كنت ستنتكس أو تعرضت لصدمة أخرى لا علاقة لها بالحياة الجنسية والإنترنت في ذلك الوقت.
الأعراض الشرجية التي تشير إليها هي أعراض حسية مرتبطة بالأفكار الحصارية أو الوسواسية التي تشير إليها والتي ولدت من جراء حالة وجدانية اكتئابية. أما الاستمناء والتفكير بالفتيات وغير ذلك فهي أفعال قهرية لتجاوز الحصار النفسي الذي أنت فيه من جراء حالة وجدانية اكتئابية جسيمة. أعراض الخوف من الإيدز كذلك هي أفكار اكتئابية وقلق وجميعها تقع ضمن الحصار الوجداني الاكتئابي.
النموذج السلوكي:
تفكيرك بالجنس والاستمناء ومتابعة المواقع الإباحية ناتج عن ظروف الطفولة والتحرش الجنسي ولكنه في إطاره الحاضر لا يمكن فصله من الموقع الوجداني الاكتئابي الذي يحاصرك. في نفس الوقت السلوك لا يساعدك على فك الحصار وإنما في تضييقه ودخلت بحلقة مفرغة من جراء ذلك.
النموذج النفسي:
ما يثير الانتباه في رسالتك هو عدم الحديث عن عاطفة وحب. يتحدث غالبية المراهقين وخاصة بعد دخول العقد الثالث من العمر عن تجربة عاطفية ويبحث عن علاقة حميمية تسد احتياجاته العاطفية والجنسية بصورة أو بأخرى. رسالتك خالية من هذا ومتجهة في طريق واحد وهو الطريق الجنسي.
النظام الأبوي الصارم في الطفولة والذي فشل فشلا ذريعا في حمايتك من التحرش الجنسي وتوجيهك نحو السلوك الجنسي الصحيح، ربما لعب دوره في إصابتك بالقلق والاكتئاب وسلوك جنسي في غاية الاضطراب.
النموذج الاجتماعي:
لم تشر إلى شبكتك الاجتماعية وعلاقتك بالآخرين على واقع الحياة. لم تدخل بعد ميدان العمل وربما هناك حاجة ماسة لدراسة ظروفك الاجتماعية.
ما هو التشخيص؟
٠ أعراض الوسواس القهري والقلق ناتجة عن حالة وجدانية اكتئابية. هناك تاريخ سابق واستجابة للعلاج ويجب أن تبدأ التركيز على علاج الاكتئاب الرديد.
٠ خوفك من التوجه الجنسي يقع ضمن أفكار اكتئابية قلق.
٠ هناك سلوك جنسي قهري لا يساعد على التخلص من الاكتئاب.
التوصيات:
٠ تستمع إلى نصيحة الاستشاري الذي تراجعه والعودة إلى العقاقير السابقة
٠ تتوقف كليا عن متابعة المواقع الإباحية.
٠ حاول مراجعة ظروفك الشخصية والبحث عن عمل وربما حان الوقت أن تسأل لماذا لا تحب كما يحب الشاب في عمرك.
وفقك الله.