لا أستطيع أن أحب نفسي
مش عارفة أحب نفسي أنا شايفة نفسي وحشة وتخينة وماستهلش أن أحد يحبني ومعنديش ثقة في نفسي. في الابتدائي مكونتش بعرف أكون صداقات وزميلة لي كانت مش بتخلي أحد يصاحبني. الموضوع كان منافسة في الدرسة وكدة حتى أنها خلت صاحبتي من الحضانة تروح تصاحبها وتسيبني وكانوا يقعدوا يضحكوا ويهزروا من بعيد علي.
بعد كدة صاحبتي تأسفت وإحنا في الإعدادي ورجعنا صحاب تاني وأنا ما كنتش بصاحب حد تاني كان بالنسبة لي مفيش داعي إني أصاحب حد تاني ده زائد إني كنت بكره المدرسة جدا السبب إني كنت لغات وبعدين حولت حكومة عادي علشان المدرسة اللغات بتاعت الإعدادي كانت بعيدة طبعا كان في فرق واضح في التعامل كان المدرسين بيتكلموا على أساس أننا أقل منهم ويقعدوا يقولوا أنا ابني في مدرسة كذا وبنتي في كذا وأصلا المدارس دي مش حاجة يتفاخروا بيها.
كان كل مدرس عايز يثبت إنه أحسن في كل حاجة مع أنهم كانوا بيقولوا حتى المعلومات بتاعت الدراسة غلط أنا كنت بحب أقرأ زيادة فكنت عارفة إن في حاجات كتيرة غلط ومش بسبب المنهج وكدة لا دي بسبب إنهم أصلا مش دارسين أصلا.
في الثانوي كان نفس الموضوع برده كانت الصداقات سطحية جدا ولسة مصاحبة صاحبتي من الابتدائي، في الكلية كل واحد راح كلية تانية وهنا بدأت أحس إني فعلا مش عارفة أتعامل مع حد بالنسبة للبنات كل واحدة بشخصية مختلفة وكل واحد ليه عيوبه بجد مش عارفة أندمج معاهم والأولاد تقريبا مش بكلم حد منهم، يعني إذا الواحد يقدر يعرف شخصية اللي أدامه ويتعامل معاه بناء على إيه.
كنت في حفلة حاولت إني ما أروحش بس المناسبة كان لازم أحضرها ما كنتش عارفة أكلم حد وكنت قاعدة مش عارفة أفرح وأضحك زي الناس وهي قاعدة كنت زعلانة أوي مش عارفة ليه كنت ناوية أقوم أقف مع أختي وماما قالتلي إنت غلبانة أوي حسيت إني لو روحت وقفت مع أختي هتبقى حاجة غريبة بالنسبة لي أوي فما روحتش وأختي حاولت تعرفني على زمايلها الولاد سبتها وروحت رجعت مكاني.
أنا كل يوم تقريبا لازم أمع ماما وهي بتتكلم عن أختي الكبيرة -إحنا 3 أخوات- وأنها عايزة تتجوز حد أقل منها وقد إيه إنها تعبانة وإن البنات هم وربنا ما يرزقش حد فينا بنات لما نتجوز علشان ما نتعبش, وإن الولد كان هيساعدها أكتر. بعد الكلام ده أنا بأتمنى فعلا لو كان ليا أخ.
بابا ملوش دعوة بحاجة خالص ومش بيسأل على حاجة نهائي ممكن يقعد طول اليوم مش بيتكلم خالص، فاكرة موقف وأنا في تالتة ابتدائي كنت بحكي لبابا على درس في المدرسة راح قالي أنا مش عايز أسمع الكلام ده أنا في الوقت ده فكرت طيب كدة معناها إنت كنت بتسمع قبل كدة غصب عنك جزء من الوقت ده أنا ماكلمتوش في أي موضوع لمدة أكتر من 5 دقايق مع أني مش قاصدة. جزء مني خايف إني أطلع زيه علشان أنا أعتبر الهادية اللي في البيت.
أنا نفسي حد يحبني وفي نفس الوقت مش عارفة إزاي حد ممكن يحبني وأنا مش بحب نفسي.
أعمل إيه ؟
16/9/2016
رد المستشار
حب النفس فطرة يا ابنتي، وحين تتوه منا الفطرة تدق أجراس تنبهنا لوجود "عطل بفعل فاعل!"؛ تسبب فيه طريقة تربية خاطئة، أو خبرات فيها إساءة -جسدية/نفسية/ لفظية- تجعلنا ضد فطرتنا!؛ فحبك لنفسك، وحبي لنفسي أمر فطري تماما؛ ومعنى غيابه الآن أن هناك رسائل خطأ وصلت لك عن غير قصد في الغالب صدقتيها بسبب تكرارها بأشكال مختلفة على مدار عمرك؛
وفي حالتك، انك لم تسمعي غيرها جعلتك لا تحبينها؛ كالشكل سواء بالتعليقات، أو المقارنات، أو كونك فتاة، والفتاة هم، وعبء نحتاج للبحث عمن يحمله عنا، إلخ؛ فأصل ما فطرنا عليه أننا نستحق الحب بلا ثمن ندفعه لكي نحصل عليه؛ فوجودك يا ابنتي هو أول رسالة أنك تستحقين الحياة، والحب، ولكن رسائل الطفولة وغيرها جعلتك تصدقينها أكثر من رسالة وجودك!؛ فلتتعاملي مع حقيقة ما تعانيه بثبات حتى تتمكني من الخروج من تلك الشرنقة الخانقة؛ فأنت تعانين من تجنب شديد للعلاقات قد يصل لاضطراب؛ وهذا الاضطراب له عدة أعراض منها:
- التوقف الاجتماعي عن التواصل مع البشر، مع الحساسية الشديدة لانتقاداتهم.
- تجنب الأعمال التي تضطرهم للاحتكاك بعدد من الناس، خوفا من الرفض، أو عدم الرضا عما يفعلون.
- لن تميل لمخالطة أحد إلا إذا تأكدت أنه يحبك، ويقبلك.
- في الأعمال، أو المشروعات الجديدة يتحول لعائق بسبب الخوف من الفشل.
- يشعر بأنه أقل ممن حوله؛ كأنه سخيف، أو يفتقر للباقة، والقدرة عالتكيف مع المختلف عنه.
- يتحاشى العلاقات القريبة خوفا من جرح مشاعره، وربما درجة من النرجسية المستترة.
- يتجنب بقوة المواقف التي تحتمل مغامرة، أو مخاطرة لتجنب ظهور ارتباكه.
ولقد أردت أن أكون غاية في الوضوح معك لتختاري من الآن كيف ستشكلين حياتك؛ فأنت مسؤولة عن نوعية وجودك يا ابنتي، وأعلم أنك تحتاجين لجهد، ومثابرة حتى تتمكنين من اكتساب مهارات اجتماعية، ومهارات تواصل مع الآخرين؛ فالحمد لله أن تلك المهارات يمكن اكتسابها؛ فقط حين "تصدقين" أنك تستحقين الحب بلا أي شروط؛ ولتذهب رسائل الأمس للجحيم، وسأترك لك بعض ما امتلأت به صفحات موقعنا لتستزيدي.... دمت بخير.