أريد مساعدة زوجي، لتستقيم حياتي!
السلام عليكم؛ تزوجت منذ أربع سنوات. تعرفت على زوجي عندما كنت طالبة هندسة في تركيا، وكان هو مقيماً بالمغرب. قدم لي نفسه، على أساس أنه متخرج من ثلاث جامعات، حاصل على ماجيستير معلومات، وإجازة في الشريعة من جامعة القروين،...إلخ. بعد زيارة والدته لي وإقامتها معي مدة ثلاثة أشهر في تركيا، وحيث أنه كان بعيداً عنا، فقد أخبرتني والدته بمعطيات متناقضة تمام التناقض مع ما أعرفه عن ابنها. (للأسف لم تتح لي فرصة التعرف على والدته إلا في تلك الزيارة، أما أخواته وإخوانه، فتعرفت عليهم يوم زيارتهم لنا أمسية العقد، وبعد ذلك انقطع بيننا الاتصال. كان زوجي حريصاً على إبقائهم بعيدين عني، وأنا بعيدة عنهم. وقطع أي صلة قد تربطني بهم وإن في العالم الافتراضي. لم أكن أفهم السبب وراء هذه التصرفات. كنت أسأله، فيجيبني أن من يعنيه في هذه الدنيا هي والدته فقط، أما الآخرون فليس من واجبه حتى السؤال عنهم).
المهم أنني واجهت زوجي بتلك التناقضات، أخبرته أن والدته تقول أنه لم يدخل في يوم من الأيام أبواب الجامعة، بل وأنه لم يتمكن حتى من الحصول على الشهادة الثانوية في نفس السنة. كان رده إن أردت أن تصدقيني فأهلا وسهلاً، وإن لم ترغبي في ذلك، فهذا شأنك. يا إلهي أ أطرح عليه موضوعاً كهذا ولا يعنيه الأمر لهذه الدرجة.
المهم أن الحكاية أثيرت أكثر من مرة بعد ذلك، وفي ظروف مختلفة. كان زوجي في كل مرة يتصرف بطريقة غريبة جدا: انزعاج شديد من الموضوع/مراوغة/تهرب/، في آخر مرة، أخبرني أنه أخفى بالفعل أمر ذلك على أهله وأنه لا يعلم بالأمر سوى بعض الأصدقاء الذين ساعدوه في الالتحاق بالجامعة. لماذا أخفيته يا زوجي العزيز وهل يخفي أحد على أحبابه أمرا يثلج الصدر كهذا. قال أنه كان يستفيد من مساعدات إخوانه الذين يظنون أنه في مدرسة خاصة، ليجمع المال ويحتفظ به جانباً، بينما هو يواصل دراسته في الجامعة.
يا سادتي الأمر يصعب تصديقه وأمه شاهدة أنه لم يكن يغادر سريره إلا نادراً. وهنا أثير موضوعاً جديداً، وهو إدمان زوجي على هذا الإنترنت. منذ تزوجته وهو لا يفارقه بالمرة. أثر الأمر على نومي وساعات عملي، وبرنامجي اليومي بشكل عام، وصحتي لكم أن تتصوروا أنه يعانق حاسوبه على السرير إلى ساعات متقدمة جدا، بدل معانقتي. وطبعاً لم ينفع أمر التجسس عليه ومراقبته، لأنه في كل مرة كنت أواجهه فيها عندما أكتشف متابعته لمواد إباحية، كان ينكر ويواجه ويعلق "ليس لي أية علاقة".
طبعاً أمام لا مبالاته وبروده التام، كنت أجن، كان يرد علي: لا ترفعي صوتك وإلا، ولأنني كنت أنفجر بالبكاء غير مصدقة هذا الوضع الذي آلت إليه علاقتنا، كان يضربني. نعم يا سادتي يضربني لأنني أبكي، يضربني لأن أسأل، يضربني بشكل جنوني جدا، يخنقني بكلتا يديه مدة ساعة أو أقصر، يضربني بالمكانس، يقذف في وجهي الأواني. بل إنه كسر كل الأواني الجميلة التي اشتريتها من المغرب في آخر زيارة لي.
تحدثت معه مرارا، قال أنه ربما يعاني من السكري. قلت له أن السكري لا يبرر أفعاله أبداً. أخبرته أن إدمانه سبب كل هذه المصائب. سبب كذبه، سبب عناده، سبب يأسه. لأنه لا يضرب زوجته إلا زوج يائس.
يا سادتي، إن التحدث عن كل التفاصيل يحتاج لرسائل لا رسالة واحدة، لكنني بالمختصر أخبركم أنني أحاول معه حتى لا يدع صلاته، أدفعه للصلة في مسجد الحي، حاولت أن ألحقه بجامعة، وأخبرته أنني سأحبه حتى وإن كان لم يدخل الجامعة يوما. وأنني متأكدة أنه ذكي ويستطيع أن يحصل على دبلوم جامعي. المهم أنني أقوم بتشجيعه، وأخبرته أنه في الحقيقة يحتاج لمراجعة استشاري. وافق على ذلك. ووافق على أمر الالتحاق بالجامعة. لكنه إلى الآن لم يعترف أبداً أنه كذب بخصوص تخرجه من عدة جامعات.
أنا الآن آمل، أن تكون رسائله معكم ستفيده في محاربة عادة الإدمان، والخروج من مستنقع الكذب، والرجوع إلى الطريق الصحيح. لست يائسة يا سادتي، ربما ما يشجعني أنني رأيت دموعه مرتين بعد ضربي، نعم انفجر باكيا. قال أنه تذكر والده رحمه الله. أعرف أنه يحبني وأنا كذلك. وأعرف أن قلبه طيب في الأساس لكنه يحتاج لبرنامج روحي يعيد إليه طيبوبته، وصدقه.
أذكر لكم أن زوجي يبلغ من العمر 30 سنة تقريباً، وأنه ليس لدينا أولاد.
شكراً لاهتمامكم، تقبل الله منكم، أنتظر نصائحكم.
27/9/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
الرد على الاستشارة يتطلب أن يكون المستشار صادقا مع نفسه ومع المستشير ويبتعد عن المراوغة والتلطيف.
قد يكون الرد مع استعمال القاعدة الأخيرة هو تشجيع الزوج على العمل والابتعاد عن الإنترنت وتطوير نفسه تعليميا وأضيف مراجعة استشاري في الصحة النفسية والدخول في علاج كلامي.
الرد الصادق هو أن استشارتك تكشف بوضوح رجل يميل إلى التحايل والنصب ونجح في استغلال امرأة أكثر كفاءة وعلما. كذب عليك بالأمس وسيكذب عليك طول العمر والكسل والتقاعس والاحتيال من صميم صفاته الشخصية. قد يتحسن خلال عشرة أعوام ولكن نمط تعامله معك لن يتغير. لا أظن أنه يملك صفاتا شخصية تسمح له بأن يكون زوجا صالحا أو أباً فاضلاً. لا تخدعي نفسك بحبه لك ولا أظنه يحب غير نفسه.
الرأي الصادق هو رأي طبي وشخصي وقد يكون للآخرين رأي آخر أكثر دبلوماسية منه.
نصيحتي لك هي أن تتركيه والطلاق هو الحل. لا تزالين في مقتبل العمر وهذه التجربة ستجعلك أقوى من قبل.
وفقك الله.