رسالة حول الموقع
السلام عليكم، أولا أشكركم على موقعكم الرائع وأنا أقرأ كل يوم مقالاتكم علني أجد حلا.
أنا موسوسة في الطهارة وقرأت مواضيع الأستاذة رفيف الصباغ وارتحت كثيرا لها. لكن الموسوس دائما يطرح التساؤلات. بحثت في النت عن الأستاذة فوجدتها مسجلة في منتدى طلاب علم تسأل عن بعض الأمور الشرعية كالطهارة وغيرها فأصبت بالحيرة بعد أن بدأت أتعالج بفضل قراءة استشاراتها؛
فهل يجوز لها الإفتاء، هل هي من أهل العلم الثقات، وهل يجوز لي العمل بأقوالها وأنا مطمئنة، وهل لها فعلا فتوى في موقع نسيم الشام مع الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي. لأني لا أريد أن يسألني ربي غدا عمن كنت تأخذين الفتوى
7/9/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا !هاجر!؛
سؤالك في محله في عصر كثر فيه من يتكلم بغير علم، أو بقصد الإضلال من البداية، ومع هذا فيه رائحة الوسوسة!!
على كل، طبعًا أنا طالبة علم، وسأبقى طالبة تطلب العلم إلى أن أدخل القبر، ولكني أختص بمسائل الموسوسين، وأقرأ أحكامهم في كتب الفقه، وما كان غير مشهور من الأحكام، أو أشكل عليّ في مذهب من المذاهب، تأكدت منه من علماء ذلك المذهب، المهم أني لا أنقل الحكم إلا وقد تأكدت منه ممن هو أعلم مني في المذاهب الأربعة. إذن أنا أنقل، ولست أفتي.... المفتي له شروطه التي لا تتوفر عندي.
وأنا مذهبي الأصلي شافعي؛ والمنتشر في الشام المذهب الشافعي، والحنفي، وكان مذهب الحنابلة موجودًا في مدينة دوما (رحمها الله) وقد قمت بتدريس ابنة مفتيها في المدرسة الشرعية هناك، وكنت أتواصل مع المفتي عن طريقها، إلى أن طارت دوما، وانهدم بناء المفتي وعائلته، وانقطع التواصل بيننا.
أما المذهب المالكي فقد شارف على الانقراض عندنا، وهناك من أهل الخير من يعمل على إحيائه مرة أخرى؛ ولهذا تعتبر أحكام المالكية لدينا غير معروفة ولا مألوفة، فإذا احتجت لمسألة ما، أقرؤها في كتبهم، ثم أتواصل مع شيخ جزائري كانت زوجته صديقة لي عندما كانوا يدرسون في الشام، وأتأكد من الحكم قبل نقله لغيري. وكما رأيتِ أنت في منتدى الأصلين، توجهت بسؤال إلى طلاب العلم من المالكية علهم يجيبون، وعندما لم يأتوني بجواب، راسلت ذلك الشيخ الجزائري عن طريق ابنته أيضًا.
وأما عن الإجابة التي في موقع نسيم الشام، فنعم هي لي، ذلك أن مشرفي في الدكتوراه هو الدكتور الشيخ محمد توفيق رمضان نجل العلامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله. وفي بعض الأحايين يحوّل إلي أسئلة الموسوسين باعتباري مختصة بهم، ولعل الاستشارات الأخرى التي أجبت عليها، طلب أصحابها ألا تنشر على الموقع. أيضًا حصل في مرة أو مرتين أن طلب مني الشيخ توفيق استشارة الدكتور وائل في أسئلة وردت، وكلام صاحبها يدل على أنه ليس موسوسًا فحسب، بل عنده مرض نفسي أكبر، وكان شكه في محله.
وترين أني أكثر نقل النصوص من كتب الفقهاء، إضافة للآيات وتفسيرها، والأحاديث وشروحها، وأذكر الكتاب ورقم الجزء والصحيفة وفي أي مذهب هو، خاصة في مقالات منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري، ليعلم الموسوس أن الكلام كلام الفقهاء، وليس من عندي، وأنا مجرد ناقلة.
وقد ذكرني سؤالك، بطالبة موسوسة من طالبات الماجستير، أرسلها إلي مشرفي لتسألني بعض الأسئلة حول وسواسها، وإذ بها أثناء الكلام تصحح لي حكمًا عند المالكية، كانت هي قد قامت بمراجعته، وكنت لا أعلم تفاصيله، وهو في حكم طهارة المكان والثياب والبدن للصلاة عند المالكية، كنت أظن أن ما يقولون به هو الوجوب فقط، وأما السنية فهو قول غير مفتًى به، وإذ بها تعلمني أنهما بنفس القوة....؛
وكالعادة تراسلت مع الشيخ الجزائري، وأكد لي هذا وشرح لي المسألة وأن الموسوس يجب عليه الأخذ بالأسهل، وبأن طهارة البدن والثياب والمكان عند الصلاة سنة فقط. استفادتي منها كانت أكبر من استفادتها مني، وهذا يسرني!! ولو أنها –سامحها الله- أسمعتني كلامًا ظريفًا، وأنه ليس من المعقول أن أجهل هذا، وليس من المعقول أن أسأل المشايخ بعد أن قرأت في الكتاب (مع أن أول القواعد التي علمنا إياها مشايخنا في كلية الشريعة: لا تأخذ القرآن من المصحفيين، ولا العلم من الصُحفيين!!!)، أي لا تأخذ القرآن ممن يقرؤه من المصحف من غير تلقٍ من الشيوخ، ولا العلم ممن يقرأ في الكتب وينقل حسب فهمه دون الرجوع إلى العلماء والتلقي منهم. قاطعتني بعدها لأنها تريدني إمامة في المذاهب الأربعة، ولكني كنت مسرورة لأجل الحكم الذهبي الذي تعلمته من أجل الموسوسين.
هل ارتوى غليلك الآن بهذه الإجابة؟ وعرفت من هي طالبة العلم المبتدئة رفيف الصباغ؟
هذا أنا، والإنسان حرٌّ فيمن يأخذ دينه عنه.
وأهلًا وسهلًا بك.