ذهان أم وسواس قهري أم ماذا?
السلام عليكم؛
أولا أود شكركم وبشدة على هذا الموقع الرائع وعلى متابعة الأطباء والمستشارين ودأبهم الدائم على مساعدة الناس أثابكم الله وعني وعن الجميع كل خير وأرجو أن يجيبني الدكتور وائل أبو هندي.
أنا شخص سليم الميول الجنسية ولكن منذ ثمانية أشهر أعاني معاناة تؤلمني قلبي وروحي. بدأت القصة مع انتقالي للسكن في بلد أوربي هربا من الحرب، واضطراري للسكن مع أخي مع عائلة أجنبية بنفس المنزل. قبل ذلك كنت أخجل وكان يضايقني خجلي رغم أنه في حدود الطبيعي وبالفترة الأخيرة كنت ذا شخصية قوية قبل سفري هذا، ولكن مع بداية دخولي لهذا البلد الأوربي زاد خجلي بشكل ملحوظ خاصة مع وجود أخي الأكبر معي فأصبحت أعتمد عليه في كل شيء ولا أعتمد على نفسي زاد خجلي أكثر مع سكني مع العائلة الأجنبية لدرجة تصل أني لم أعد أعرف المشي أمامهم وقد سبب لي خجلي هذا الكثير من المواقف المحرجة.
وكذلك وبسبب الفراغ زادت ممارستي للعادة السرية التي بدورها أيضا وضعتني في مواقف محرجة للغاية وكنت أفضل أن تنشق الأرض وتبلعني على أن أعيش تلك المواقف. في النهاية دخلت في حالة من الاكتئاب بقيت حوالي العشرين يوما في المنزل عشرة أيام منها وأنا ألوم نفسي وأوبخها على تلك المواقف المحرجة لدرجة أني صرت أحدث نفسي وأقول بأني جبان وأني لست رجلا لو أني رجل لما خجلت بتلك الطريقة.
وكذلك بدأت أشعر أن أخي بات يراقبني عندما نرى مرأة في الشارع أو التلفاز وكنت أحتقر نفسي لذلك، في اليوم الأخير ليلا شعرت بأن شيء ما يحدث لي شيء لا أذكر تفاصيله وجهلت تماما ما يحدث لي ولكن قلت أنه بسبب الحزن ربما هو الضغط المرتفع وفي أسوأ الأحوال جلطة بسبب الحزن الشديد خفت وذهبت للنوم فورا لأستيقظ في اليوم التالي على سخونة عالية في الشرج وشعور جنسي فيها غريب جدا لم أشعر به في حياتي خفت كثيرا من أني قد أصبحت شاذا وسارعت للخروج من المنزل والذهاب للحديقة لربما أستعيد توازن ما قد فقدته نتيجة اكتئابي ذاك ولكن وأنا في الطريق كنت أشعر بالقضيب ثم أفقد الشعور به كأنما كهرباء عصبية تأتي للقضيب وأكون عندها إنسان طبيعي ثم تذهب للشرج فأصبح شاذا وهكذا.
إلى أن عدت ونمت واستيقظت على نفس الشعور بالإضافة لانقباض في المؤخرة لم أعد أعرف الجلوس كما أني شعرت بأني فقدت الإحساس العاطفي كأن أشتاق لأهلي أو ماشابه كما لم أعد أستطيع النظر في عين أحد حتى أخي، تجدني أنزل رأسي للأرض عندما أحادثه كنت أشعر بأني أصبحت شاذا وأن الجميع قد اكتشفوا ذلك بسبب تصرفاتي المريبة تلك وبدأت معاناتي ومكابدتي وبدأت لا أعرف النوم ولا الأكل ولا الحياة بدأت أركز في أعضائي كثيرا ودائماّ.
بغية إعادة الإحساس في القضيب ونجحت في ذلك بعد فترة شهر من التركيز والمراقبة ولكن عندما كنت أشعر بقضيبي أو أفقد الشعور به لتعود الكهرباء للشرج كان رأسي يؤلمني جدا وأشعر بأني لا أستطيع التركيز بنظري وأكثر من الشرود وكذلك ألم فوق الأذن وفيها وكذلك بدأت أخاف من الجنون والصداع الدائم في الرأس لم يعد يفارقني وأنا أكابد وأعاني في التركيز لإعادة الشعور بقضيبي ولكن ما ألبث أن أشعر به مدة يوم أو يومين إلا وتعود تلك الكهرباء والشعور للمؤخرة كذلك كان حجم العضو يختلف عند الشعور به أو عدمه.
ذهبت إلى طبيب ولكن لم أعرف كيف أوصل له هذه الأعراض وقال بأن لدي وسواس قهري ووصف لي دواء كلومبرامين 25 مغ، عدت للمنزل وبدأت تناول الدواء لكن في اليوم الرابع سبب لي صداع شديد وحالة قوية من الغثيان فتوقفت عن أخذه لأعود له بعد شهرين من العذاب والمحاولات الفاشلة في أن أكون أو أعود إنسان طبيعي. بدأت بتناوله من جديد وبعد الأسبوع الأول شعرت بتحسن وعند جرعة ثلاث حبات في اليوم بعد حوالي الشهر شعرت بتحسن يصل ل 35% تقريبا لكن لا يكفي ذلك لأكون إنسان طبيعي.
ذهبت إلى دكتور أجنبي ووصف حالتي على أنها أعراض ذهان أو فصام ووسواس قهري، ولكن في مرحلة مبكرة ووصف لي دواء أولانزابين 5 مغ حبة كل يوم وقال بإمكاني أخذ الدوائين معا مع تخفيف الكلومبرامين تدريجيا وإيقافه. صرت أتناول حبتين كلومبرامين وواحدة اولانزابين شعرت بتحسن أفضل وذهبت إلى طبيب عربي آخر ونفى الوسواس القهري، وأكد على ما قاله الطبيب الأجنبي أنني في مرحلة مبكرة من الذهان أو الفصام وطلب مني زيادة الجرعة ل 10 مغ وإيقاف الكلومبرامين، وصار لي الآن أكثر من شهرين أتناول الاولانزابين ولكن لم أشعر بتحسن في الشعور الخلفي إلا قليلا.
وأنا حائر الآن لا أعرف ماذا أفعل، لا أعرف إن كنت سأعود يوما رجل طبيعي كما كنت أم لا أستيقظ صباحا وأنا لدي انتصاب صباحي أحاول المحافظة عليه فافقدة أتذكر أني من الممكن أني قد أصبحت شاذا فأفقده. الطبيب يرجح الذهان وأنا أعرف أني لا أعاني من أي هلاوس حسية أو سمعية أوبصرية، والله تعبت وخسرت جل علاقاتي الاجتماعية تجدني أهرب من الناس والناس تهرب مني.
أنا في حيرة من أمري فأرجو أن تشورو علي وتساعدوني في تشخيص حالتي وتساعدوني بالشرح التفصيلي لحالتي لأني خائف من دواء اولانزبين أخشى أن يؤدي بي إلى الذهان إن كنت لا أعاني منه، فماذا تشخصون حالتي وماذا تنصحونني هل أرجع للكلومبرامين، هل من المعقول أن كل هذا الشعور الخلفي مجرد ظاهرة حسية للوسواس.
بما تشيرون علي جزيتم عني كل خير وأبعد الله عنكم ومن تحبون كل ضر وسوء.
7/10/2016
رد المستشار
الابن الفاضل "ماهر" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك.
لم تظهر لنا يا ولدي جيدا ماذا قلت للطبيب الأول الذي يبدو أنه عربي واكتفيت بأن قلت (ولكن لم أعرف كيف أوصل له هذه الأعراض) ثم شخص هو وسواس قهري بناء على ما وصله مما قلته ووصف لك عقار الم.ا.س أو الكلوميبرامين.... لا ندري ماذا قلت للطبيب الأجنبي لكن تشخيصه ومن تلاه أقرب للواقع. فليست الظواهر الحسية Sensory Phenomena عرضا قاصرا على مرضى الوسواس القهري يا "ماهر"... فهي تحدث أيضًا في المرضى الذهانيين مثل مرضى الاكتئاب المصحوب بأعراض ذهانية ومثل مرضى الفصام كما تحدث في مرضى العرات...إلخ.
كذلك ليس كل ما تسميه ظواهر حسية يسميه الطبيب النفسي كذلك فهو في إطار آخر سيسميه الطبيب النفسي هلاوس حشوية Visceral Hallucinations أو هلاوس حسجسدية Hallucinations Somatosensory ، .... وفي إطار نص كهذا:
(وكذلك بدأت أشعر أن أخي بات يراقبني عندما نرى مرأة في الشارع أو التلفاز وكنت أحتقر نفسي لذلك...... في اليوم الأخير ليلا شعرت بأن شيء ما يحدث لي شيء لا أذكر تفاصيله وجهلت تماما ما يحدث لي ولكن قلت أنه بسبب الحزن ربما هو الضغط المرتفع وفي أسوأ الأحوال جلطة بسبب الحزن الشديد خفت وذهبت للنوم فورا لأستيقظ في اليوم التالي على سخونة عالية في الشرج وشعور جنسي فيها غريب جدا لم أشعر به في حياتي خفت كثيرا من أني قد أصبحت شاذا وسارعت للخروج من المنزل والذهاب للحديقة لربما أستعيد توازن ما قد فقدته نتيجة اكتئابي ذاك ولكن وأنا في الطريق كنت أشعر بالقضيب ثم أفقد الشعور به كأنما كهرباء عصبية تأتي للقضيب وأكون عندها إنسان طبيعي ثم تذهب للشرج فأصبح شاذا وهكذا..).
لا يمكننا الحديث إلا عن خبرات ذهانية... فما هكذا يشعر الموسوسون بالخوف من الشذوذ بظواهرهم الحسية، بل نحن أمام اكتئاب ذهاني... تطور على خلفية تاريخ من نوبات خجل هزمتها وعاودتك حتى هزمتك أخيرا مع الاضطرار للسفر من سوريا، فاكتملت أعراض القلق الرهابي الاجتماعي... وتفاقمت الأعراض وتفاعلت المواقف المحرجة مع الوحدة والعادة السرية حتى أقعدتك المواقف المحرجة وأدخلتك في اكتئاب شديد ظهرت معه أعراض زورانية ربما تجاه أخيك وإن لم تن واضحة الثبات. ويمكن أن تحدث ضمن هذا الإطار الاكتئابي الشديد أعراض خلل أو اضطراب الإدراك كالتي تصفها في القبل والدبر وتعتبر هلاوس حسجسدية رغم أنها تقف على أحيانا على الحافة بين الهلاوس والوساوس... إلا أنها تعالج كالهلاوس بمضدات الذهان.
ولديك كذلك وسوسة واضحة بموضوع الخوف من الشذوذ بما يجعلك تصر على مراقبة الأحاسيس في القضيب والدبر وربما المؤخرة وهذه تدخلك في دوامة المتلازمة الإدراكية الانتباهية Cognitive Attentional Syndrome وتجعلك معرضا للخبرات الحسجسدية المفزعة وبينما أنت مكتئب + في منتهى الخوف يا "ماهر" تصبح الوسوسة بالخوف من الشذوذ وسوسة ذهانية أي ما بين الوسواس والذهان.
بعض أجزاء نصك تشي بكثير من الاضطراب... وبعضها متزن، والحالة يمكن أن تكون:
1- اكتئاب مصحوب بأعراض ذهانية وخلطة أعراض قلق منها أعراض الرهاب وأعراض وسواسية.
2- يمكن أيضًا أن تكون بداية اضطراب فصامي مما كان يسمى الفصام الزوراني كما قال بعض من شخصوا حالتك من الزملاء.
عادة أعالج الحالات المشابهة بخليط من الكلوميبرامين أو الفلوفوكسامين مع أحد مضادات الذهان ورغم أفضلية الأولانزابين كونه لا يسبب زيادة البرولاكتين فإنني أفضل العقاقير التي تعمل على الدوبامين أكثر دون تثبيط للسيروتونين... وأحيانا ينجح الأريبيبرازول في ذلك وأحيانا أضطر إلى استخدام مضادات الذهان التقليدية بجرعة أقل من التي نحتاج في الفصام....
لم ينجح أولانزابين معك حتى الآن بالشكل الكامل لأنك لم تشعر بتحسن في الشعور الخلفي إلا قليلا كما قلت... ربما بسبب المتلازمة الإدراكية الانتباهية التي مازلت مصرا على البقاء فيها مراقبا أحاسيس القبل والدبر... وربما لو رفعت الجرعة ارتحت أكثر.. وهو بالتأكيد لا يدي بأحد إلى الذهان حتى لو لم يكن ذهانيا بالأساس.
نصيحة الموقع هي أن تناقش الأمر أكثر مع طبيبك فربما يضيف الكلوميبرامين أو الفلوفوكسامين أو حتى أريبيبرازول وبما علاجا معرفيا سلوكيا لدى معالج عربي ذي خبرة ليساعدك على الخروج من اكتئابك... وتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>> : ذهان أم وسواس قهري أم ماذا؟ م
التعليق: شكرك لردك دكتور
الجديد هو أني شعرت بتحسن يصل لـ 60% بعد تناولي لجرعة 100مغ "كلومبرامين" وتعاملي مع القصه على أنها وسواس قهري فإن كانت الفكرة بالبدايه ذهانية فهي لم تأتني سوى مرتين أو ثلاث
عندما استيقظت على ذاك الشعور في بداية المشكلة أما فيما بعد فبرأيي الشخصي أخذت القصة معي منحى وسواسيا لا ذهانيا فأنا الآن في غالب الأيام أستيقظ, ولدي انتصاب صباحي ولكن حين أحاول التمسك فيه أفقده وحين أتذكر مشكلتي أيضا أفقده
وحسب ما قرأت فإن أعراض الوسواس القهري مطابقة لما أمر به تماماً
فما رأيك أنت يا دكتور..؟ وبماذا تنصحني على المستوى العلاجي..!؟