خوف
السلام عليكم؛
الرجاء عدم ذكر اسمي أو أي معلومات عني. أنا مشكلتي قد تكون بالنسبة لحضرتكم بسيطة ولكنها والله تؤرقني ليل نهار وأتساءل لماذا أنا أشعر بها بينما يجدها غيري أمنية ينتظرها، وأرجو من سيادتكم الرد علي وبارك الله فيكم.
أنا يجيني الشيطان أحيانا ويقول لي إذا دخلت الجنة (الله يجعلنا من أهلها) إلى متى نعيش فيها؟ 100 مليار سنة أو1000 سنة أو إلى متى؟
سؤال إذا فكرت فيه يسبب لي الرعب. وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
7/9/2016
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا أختي الفاضلة؛
لماذا تشعرين بالرعب؟ هل لأنك لا تعرفين فعلًا كم سنبقى؟! هذا أمره محلول ومحسوم في القرآن والسنة: سنبقى خالدين في الجنة –أدخلنا الله إياها بكرمه- وهذا جائز ومتصور عقلًا لا مشكلة فيه.
أم بسبب فكرة (كم سنبقى)؟
بعضهم يشعر إزاءها بالشك فعلًا، لكن خوفه من أن يكون مخطئًا ويحاسب على هذا الشك، يشعره بالرعب، وهي مرحلة فاصلة قبل حسم الأمر لدى الشخص، وبعدها يختار أحد طريقين ويريح نفسه.
وبعضهم مؤمن لكن هذا الشك يتخذ صورة فكرة مقيمة في الرأس، فيشعر الإنسان بالرعب لأنه مؤمن فعلًا، وعقله موقن بأننا خالدون في الجنة، ولا يدري من أين تأتيه هذه الفكرة وكيف تستحوذ عليه؟!! لا هو يستطيع طردها، ولا هو يستطيع اتباعها فهو غير مقتنع بها أصلًا، وهذا حال الموسوس.
فمن أي الفئات أنت؟ جاهل؟ أم شاكٌّ؟ أم موسوس؟
غالب ظني أنك من النوع الثالث، أي الموسوس، فأنت لا تحبين ذكر اسمك وبياناتك خشية أن يعلم أحد بهذه الفكرة الشنيعة التي في رأسك، وعادة النوعان الأولان لا يخجلان من السؤال...، ثم إنك تقولين: الشيطان يأتيني أحيانًا. والجاهل والشاك، لا ينسب الأمر إلى الشيطان، بل يقول: أنا أفكر بكذا وكذا، وأريد معرفة حقيقة الأمر.
أنت تعلمين ما معنى وسواس أليس كذلك؟ يعني أنك مؤمنة ولكن الفكرة تأتي غصبًا عنك، بدأت وسوسة من الشيطان، ولكنك خفت منها فالتصقت، والشيطان أعجبه الأمر فأقام عندك!! لا تهتمي لهذا، حتى لو جاءت هذه الفكرة إليك مرات وكرات، لا تؤثر على إيمانك قطعًا... استعيذي بالله تعالى ودعي الشيطان يتكلم لوحده، إلى أن يملّ من عدم استماعك له، فيرحل. إياك أن تتجادلي معه في هذه الفكرة أو تلتفتي إليه، أو تردي عليه ولو بكلمة: (هذا غير صحيح)!
تجاهلي الأمر نهائيًا، وسيذهب عنك بإذن الله تعالى، رزقك الله الطمأنينة وصفاء القلب.