اكتئاب - وسواس - ضياع ديني
السلام عليكم، لأني أعاني من التحدث عن مشاعري بحرية سأجاوب على الأسئلة المذكورة في صفحة طلب الاستشارة.
- أفكار غريبة: كالشك في بعض الناس؟ (بالتفصيل).... أو أفكار غير منطقية؟...... أو الشعور بالعظمة؟....... أو الشعور بالاضطهاد؟ أو أفكار غريبة عن الدين؟
* لا أثق بالناس جميعاً، إن وجد لدي صديقات أخاف أحيانا أنهم مخادعات أو يصادقوني لمصلحةٍ ما، لا أعقد صداقات جديدة وأفضل الاحتفاظ بكم زميلة لي دراسياً. حقيقةً لا أطلق على من أعرفهم صديقات إنما زميلات لأني أخاف توطيد علاقتي فيهم ومن ثم يختفون.
- تهيؤات، أو هلاوس سمعية أو بصرية؟ (بالتفصيل)
* منذ أكثر من 8 سنوات أعاني من هلوسات بصرية، تكلمت عنهم بصراحة لعائلتي وتشغيل القرآن لكن لم يفلح الأمر. أرى كثيراً حشرات، قطط، أطياف بيضاء لكن كل هذه الهلوسات غير واضحه تماماً.
مثلاً أكون جالسة في مكان وكأني المخ صرصاراً يمر بسرعة أو ضوء أبيض.
- سلوكيات غريبة؟ كالإهمال في نظافتك وملبسك؟ أو جمعك لأشياء تافهة لا قيمة لها كالعلب الفارغة؟ سلوك جنسي شاذ أو غريب؟
تمر علي أيام أهمل فيها نظافتي وأحجج بقولي "لا شيء يستحق".. أحياناً أجلس أسبوعين بدون استحمام أو تمشيط شعري ولا أهتم.
أميل للأشخاص من نفس جنسي، لكن أيضاً أميل لعكس جنسي. لم أعترف بهذا أبداً، ولم أخض علاقةً مع مثيلات جنسي أبداً. لكن من 5 سنوات أو أكثر أعترف أني منجذبة جداً لإحدى صديقات الدراسة.
- عائلتك (بالتفصيل): العلاقة مع الوالد، الوالدة، الأخوة، الأخوات
انفصل والداي منذ أن كان عمري 8 سنوات، كانت تتخللها مشاكل وأراها وأسمعها وأفهمها نظراً لكوني البنت البكر.
الوالدة تعتمد علي كثيراً وبشكل مفرط. أنا من تتحمل مسؤولية المنزل وتنظف وتطبخ.
الأخوة يروني أمّاً ثانية لهم، وهذا ما عودته أمي إياهم.
- أي أحداث صادمة وفاجعة في حياتك كمحاولات اعتداء (بالتفصيل) أو حوادث طرق، وفاة عزيز عليك
* حين انفصال والدي ونظراً لمشاكل العائله اختفى والدي وخاف أن يتصل بنا كان يرانا خلسةً في المدرسة ويحضر لنا الهدايا. لكن قبل خمس سنوات وبعد أن كبرنا قليلاً تجرأ والدي وأصبح يأتينا في المنزل، ثم أصبح يوصلنا لمدارسنا.
أحب والدي كثيراً، كنت ابنته المدللة وأقرب إلى قلبه وشخصيته. بعد 3 أشهر من اتصالنا بوالدي وتوطد علاقتنا به، وفي صباح الأربعاء في الطريق للمدرسة وعدني أنه سيحضر لي هدية يوم السبت فجأة تعب والدي جداً. من التعب لم يستطع إكمال الطريق وأنزلنا في شارع قريب للمدرسة.
لا زلت ألوم نفسي لذلك اليوم. ما ارتحت عرفت أن أبي في مشكلة. دخلت المدرسة أبكي لأن كان بإمكاني أساعده أو أخلي أخي يسوق وأوجهه. اختفى والدي لمدة 5 أيام بدون أي رد على أي اتصال، 5 أيام ما نمت عارفة أنه فيه شيء غلط.
علاقتي بعمومتي منقطعة آنذاك. لم أعلم بمن اتصل وهو يعيش وحده. الليلة الخامسة لم أستطع النوم، قلت لأختي أشعر بالضيق والخوف بدون سببَ.
بعد خمس أيام وأثناء انتظارنا للسائق صباحاً، ذهبت أمي لمنزل جدتي "أمها" وخرج خالي ليقول للسائق "اذهب سيغيب الأطفال اليوم". علمت أن هناك مشكلة، ذهبت لمنزل جدتي ورفض خالي إدخالي قائلاً "والدتك متضايقة توفت صديقتها"، بعد إصراري دخلت لأرى الجميع يبكي. فجأة قلت (فلان مات صح)؟ قلت اسم والدي بدون حتى لا أقول "أبي والدي أبويا مات؟"
انهرت وبدأت بالصراخ حتى أغمى علي، هذه أكبر فاجعة مرت علي. فالعزاء قالت لي ابنة عمي (وفاة أبوك بسببك كان بإمكانك تتصلين علينا).
سكتت. لكن كنت أفكر كيف أتصل وأنا لا أعلم رقم أي واحد منكم؟ كيف أتصل وأنا أعلم أنه سيعود ومعه تلك المفاجأة؟!!
للآن وفاة والدي تجرحني وللآن أرى أني السبب وللآن أؤمن أنه سيعود يوماً ما.
حياتي عند جدتي كانت مزرية، كنا نعيش الاضطهاد. 5 أشخاص نعيش في غرفة واحدة. إذا ذهبت أمي للدوام نتعرض للاستعباد من خالاتي وأخوالي والضرب أيضاً. جدتي كانت تكرهنا وحين تضع لنا أكلاً تحذرنا من الأكل منه لأنه لأمي، كانت تقفل المطبخ والحمام. نستحم مرة أسبوعياً في الصالة بـ "طشت-طاسة" بنفس الماء للجميع.
تعرضنا أنا وأختي للتحرش من خالتي، تحرشاً كاملاً تجبرنا فيه على لمس أعضائها بشتى الطرق.
تعرضت أيضا للتحرش من خالي المعاق حيث أدخلني الحمام قائلاً "دعيني أرى ما عندك وأريك ما عندي" صرخت وأخرجتني إحدى خالاتي.
قبلني غريب بالشارع وأنا صغيرة. للآن أخاف أطلع لوحدي.
أكره جدتي وأولادها كرهاً شديداً، لكن عائلتي تخطت تلك المشاكل. أنا لا زلت أكرههم لما سببوه من عنف نفسي وجسدي لنا.
- أي علاج نفسي سابق؟، واسم الطبيب المعالج والعلاج والمدة؟ ومدى التحسن على العلاج؟
* لا.
- أريد وصفاً أكثر تفصيلا للاكتئاب (بالتفصيل) أو القلق... بدايته، زيادته، ما يقلله أو يزيده، مدته، شدته..... كثرة لوم النفس وتأنيب الضمير؟... طبيعة نومك؟ هل لديك قلق وتوتر وخوف من المستقبل؟ رهاب اجتماعي؟
* أشعر بأني لا أستحق، غالب الشهر يمر وأنا مستلقية على السرير.
أشعر بحزن شديد بدون تفسير وبدون سبب، ضغط من طلبات عائلتي واتكالهم علي اتكال شديد، يزيد اكتئابي اتكال عائلتي وضغطهم علي، يقلله لا أعلم
أحزن فجأة وهذا الأمر يؤرقني.
أقلق وأوسوس بالموت كثيراً. إذا ذهب أهلي صباحاً أتخيل أنهم يموتون في حادث، إذا تركتهم في المنزل وذهبت أتخيل أنهم يموتون انفجاراً أو حريقاً. أحياناً لا أرتاح إلا إذا رجعوا أو ذهبت معهم
أتخيل الموت تفاصيله وكيف سأتصرف حينها. هذا الموضوع يؤلمني أود التخلص منه، لا أستطيع تحمله، ولا حتى الكتابة عنه لكن أرى الموت في كل مكان.
ألوم نفسي كثيراً لموت والدي، لاحتراق الأكل، لأتفه الأشياء.
طبيعة نومي: أياماً أنام كالجيفة تهرباً من الواقع وأياماً أنام كالسمكة خفيف ومتقطع.
أقلق من المستقبل. أرى أنني سأعيش وحيدة مكتئبة وأخاف أن أتكلم أمام الجميع.
- أو الرغبة في الموت أو الانتحار (بالتفصيل)
* حاولت الانتحار كثيراً عن طريق ابتلاع الحبوب. أرغب كثيراً بأن أنتحر لأرتاح لكن غالباً أفكر "كيف ستعيش أمي؟ من سيساعدها في المنزل؟"
أخاف على مشاعر أهلي أكثر من رغبتي بالانتحار، لكن أفكر فيه غالباً.
- هل لديك نوبات هوس: انبساط زائد ومرضي وغير طبيعي مع قلة نوم، وزيادة في الرغبة الجنسية، ونقد للآخرين، وعدم أكل، وشعورك أنك فوق كل الناس وأعظم منهم، وأنك مضطهدة وشكاكة في كل من حولك؟
* تمر علي أيام آكل فيها كثيراً وأمارس الـ binge eating آكل حتى أكاد أن أموت، أحياناً أجبر نفسي على تقيؤ ما أكلته.
- هل لديك وساوس؟ ما هي؟ منذ متى؟ وكم من الوقت تقضيه في الأفكار الوسواسية؟ وكم من الوقت تقضيه في الأفعال القهرية؟ وهل تلك الوساوس أو الأفعال القهرية تؤثر على عملك أو دراستك أو علاقاتك الاجتماعية مع الناس؟؟، وإلى أي مدى تؤثر على حياتك؟
* وسواس الموت هو فعلاً يؤثر على حياتي بشكل مقرف.
- هل لديك نوبات هلع؟ توهم مرضي؟
* تنتابني نوبات هلع عندما أستمع للأصوات العالية والضجيج العالي جداً. آخر مرة فزعت والدتي جداً لأن نوبة هلع أتتني من تعارض صوت الهاتف مع التلفاز. غالباً من هذا الأمر
تعارض الأصوات العالية.
* معلومة أخيرة:
منذ فترة اعتذرت عن ترم دراسي لأن نوبة اكتئاب تملكتني، لم أستطع رؤية الناس لم أتحمل حتى، لمدة 3 أشهر جلست في المنزل لوحدي صباحاً قبل أسبوع. غبت أسبوع كاملاً قضيته بالفراش أبكي ليلاً نهاراً حتى قررت أمي أن أقص شعري لأغير من شكلي ونفسيتي.
لا أخفي عليكم أنه ساعدني الموضوع ليومين فقط وبعدها عدت لاكتئابي، أتصنع الابتسامة كثيراً لزميلاتي وما أن أدخل المنزل حتى أتصنع القوة لأهلي.
أرجوكم ساعدوني من نفسي، فوالله ما عدت أتحمل
20/10/2016
رد المستشار
فكرت لو كانت تلك الرسالة وقعت تحت يد مستشار آخر ماذا كان سيرى؟؟
ووجدت أنه في الغالب سيرى بوضوح وساوس قهرية، واكتئاب لدرجة الرغبة في الانتحار، وقلق يعبر عن نفسه بنوبات هلع، ونوبات شره مع رغبة في القيء، وهلاوس، وتحرش ترك بعض التشويش فيما يخص الميل لنفس الجنس، وممارسة العادة السرية.... الخ، ولكنني لا أريد أن أتحدث هذا الحديث فقط!؛ فلديك هنا في موقعنا مئات المشكلات التي تتحدث -بما فيهم أنا- عن الوسواس القهري، والاكتئاب، ونوبات الفزع، و كل ما سبق، ولكن أريد أن أحدثك عما تخافينه، وتهربين منه طوال الوقت، ألا وهو "الموت"؛ فنعم الموت موجود، وسيأتي لكل كائن حي!؛ فالموت أصلا جزء من الحياة!؛ ولم يخدعنا الله تعالى في ذلك أبدا، ولكننا خدعنا أنفسنا حين فهمنا، أو وصل لنا أن الموت سيأتي لكل الناس إلا نحن، أو سيأتي لمن لا نحتاجهم، ولا نحبهم.
فالموت يأتي لنا جميعا حتى نحن، ويأتي لمن نحبهم، ونكرههم، ولمن نحتاجهم، ومن لا يفرقون معنا؛ انه جزء أصيل من الحياة لا ينفصل عنها؛ فإنتظار الموت وتحريه، والقلق منه، لن يفعل شيء في أمر ليس بيد أي إنسان؛ فهو يخص الله وحده، فماذا نفعل مادام الأمر في يد الله وحده، وانتظار الموت، أو التفكير فيه، أو تفاديه أمر لأ يؤثر في شيء إطلاقا؟؛ فلو هناك أحد سيمنع موت أحد، أو يفاديه؛ فليرينا نفسه، حتى الله تعالى قال عن نفسه أنه لن يؤجل موت أي إنسان ثانية واحده عن موعده!؛
فلتصدقي الله سبحانه؛ بأن الموت بيده وحده، ولا تفصلي بين إرادة الله تعالى في موت أحد الأشخاص عن الحكمة من موته في توقيت محدد؛ فلتقبلي الموت لتتمكني من الحياة بصدق؛ فعدم قبولك يجعلك في دوامة الترقب، والخوف دون أي نتيجة، لذلك إحساسك العميق بالذنب تجاه وفاة والدك ليست حقيقية أبدا، وهو فخ الغرق الذي تعانين منه دون أن تدري أنه فخ الغرق، وأن حقيقة إسعاف والدك محض افتراء، وسفه ليس له محل من الإعراب.
وعمتك هذه مختلة عقليا، أو لعلها قالت ذلك في وقت صعب عليها تحري المنطق، والحقيقة؛ فوالدك توفى؛ انه كان قد جاء موعد انتقاله لبراح الجنة بإذن الله تعالى بلا خوف، بلا حرمان، بلا ألم؛ فالله من أسمائه "المقيت"؛ فكل أمر بوقت؛ فالموت مؤلم نعم، والموت مصيبة كما قال عنها الله تعالى نفسه في كتابه، ولكننا نحن البشر حين نقبلها نستطيع تحمل نصدق حقيقة أن الموت جزء من الحياة، وأنه "مجرد الطريقة" التي ينتقل بيها الإنسان من مرحلة لمرحلة كما انتقل بالولادة من الرحم للدنيا، وسينتقل من القبر للقاء الله بالبعث، فقلقك، واكتئابك، وحتى هلاوسك البصرية، ورفضك للحياة سيتغير حين تقبلين الموت، ولا تفصلي ارادة الله في موت إنسان عن الحكمة من ذلك التوقيت، -فقد تجدين أمورا جيدة لم تكن تتحقق له، أو اخرين إلا بوفاته.
يا ابنتي وأن تصدقي أن عمر كل إنسان محدد منذ ولادته، ولكن يأخذ ترك الحياة أشكالا متعددة بسهولة جدا يمكنك رؤيتها مما يحيط بك من عالم، واقرئي المزيد من الاستشارات، والمقالات -العامة والمعرفية السلوكية- لمزيد من الفهم، واكتساب مهارات، وإن تعذر عليك القيام بما قلته لك، فلابد من تواصلك مع متخصص نفسي يعينك على طريق الشفاء، وقبول الموت..... فقبول الموت حياة، ولا يصح أن نموت آلاف المرات قبل أن نموت فعلا.