أرسلت صاحبة هذه الاستشارة أولا تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, قمت في منتصف شهر سبتمبر بإرسال طلب استشارة لحضراتكم, ولحد الآن لم يأتيني رد، هل فعلا وصلت رسالتي أم لم يصلكم شيء مني لربما خطأ إلكتروني.
29/10/2016
ثم قمنا بالرد عليها: لم يصل منكم أي استشارات باستخدام حسابكم على مجانين قبلا برجاء إعادة الإرسال........... فأرسلت تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
معاناتي بدأت منذ أن كبرت, فأنا أعاني من العنف المنزلي بالضرب والإهانات لأبسط الأسباب من قبل أخي الأكبر, فهو إنسان عصبي جدا ومتسلط, يضربني مثلا لو نسيت أن أحضر شيئا له كان قد أوصاني به, أو أسباب مثل هذه, وكان الضرب شديد جدا لدرجة فمي وأنفي يصيبهم نزيف, أو زرقان في أنحاء جسدي، كنت برغم كل هذا أستطيع التماسك والاستمرار في حياتي بنفسية إلى حد ما مستقرة.
سوف أكمل بقية مشكلتي من خلال الرد على البيانات المطلوبة لربما يصبح الشرح والتوضيح بالنسبة لي أسهل:
1- البلد حاليا، محافظتك حاليا، جنسك، الديانة، عمرك، وزنك، طولك، وظيفتك، مدى كفاية الدخل المادي، نومك، أكلك وشهيتك.
البلد حاليا لبنان، وزني 69 طولي168, تخرجت وهاجرت أنا وأهلي من بلدي بسبب الحرب.
كفاية الدخل المادي: كافي أكلي وشهيتي: خلال سنتين ازداد وزني تسعة عشر كيلو بسبب نفسيتي المحطمة وشهيتي جدا مفتوحة.
2- أفكار غريبة: كالشك في بعض الناس؟ (بالتفصيل) أو أفكار غير منطقية، أو الشعور بالعظمة، أو الشعور بالاضطهاد.
لا توجد لدي أي أفكار غريبة ولا غير منطقية ولا شك بالناس لكني فعلا أعاني من شعور الاضطهاد بسبب العنف الذي أتعرض له, وعدم قدرة أي أحد من باقي أسرتي الدفاع عني, أو توقيفه عند حده.
3- تهيؤات، أو هلاوس سمعية أو بصرية؟ (بالتفصيل)
لا الحمد لله لا توجد مثل هكذا أشياء
4- سلوكيات غريبة؟ كالإهمال في نظافتك وملبسك؟ أو جمعك لأشياء تافهة لا قيمة لها كالعلب الفارغة؟ سلوك جنسي شاذ أو غريب؟
في البيت أكون مهملة لهندامي ولبسي.
سلوك جنسي غريب: نعم فعندما أشعر بالغضب والحزن ألجا لتفريغ شحنة الغضب واليأس من خلال ممارسة العادة السرية.
5- عائلتك (بالتفصيل): العلاقة مع الوالد، الوالدة، الأخوة، الأخوات
علاقتي مع أبي تعتبر متوترة بسبب مشكلة كبيرة حصلت بين أبي وأمي أثرت بنفسيتي جدا عندما تقاعد أبي من شغله وكان يشتغل في منصب مرموق, حدث معه اكتئاب حاد بسبب التقاعد, والفراغ, والشعور بعدم الأهمية مثل السابق.
أبي يعاني من العجز الجنسي منذ أكتر من عشرين سنة بسبب مرض السكري, عندما تقاعد بدأت المشاكل بينه وبين والدتي تزداد جدا, والدتي سيدة محترمة خلوقة ومكافحة عمرها في منتصف الستينات, في يوم من الأيام أبي اجتمع بنا وقال لنا أن أمكم تخونني مع الخادم الذي في بيتنا, وأصبح يقول كلام عليها لا يستوعبه عاقل ولا مجنون, وطلقها وصارت مشكلة كبيرة جدا بيننا وبين أبي أصبحت أحقد عليه لكنني لا أكرهه لأني أعرف جيدا شعوره بالنقص وأيضا إصابته بالاكتئاب.
أمي أصبحت تعاني من داخلها وتبكي بسبب ظلم أبي لها وتبليه على شرفها, وبعدها بسنتين حدثت حرب في بلدي فهاجرنا جميعا, وازداد وضع أمي سوءً إلى أن تضررت صحتها, واكتشفنا أنها تعاني من سرطان القولون فدخلت في دوامة الجراحة والعلاج, وأنا كنت معها في كل خطوة, وتأثرت نفسيتي وتعبت أكتر وأكتر, في هذه الأثناء ازداد وزني كثيرا فكنت أكبت نفسي لأظهر قوية, أمام أمي وأعطيها أمل في الحياة فكنت أتجه للأكل للتنفيس على نفسي وحزني, إلى أن وصلت الزيادة إلى تسع عشر كيلو.
لدي أخوات أخريات كلهن متزوجات وعلاقتي بهن عادية, واتنين أخوة آخرين علاقتي بهم جيدة, لكنني في المجمل أشعر بأن أهلي كان يجب أني يقفوا بجانبي ويحموني من عنف أخي الأكبر, قبل شهور فات وضربني أخي ضربا مبرحا في عز ظروف مرض أمي, وأصبح يقول لي بأنني حثالة وحشرة ولا أساوي شيء, وتخيلوا السبب لمجرد أنني تأخرت قليلا في أن أذهب إليه لأنه ينادي علي.
دخلت في حالة غريبة من الغضب, والصراخ, والألم, لدرجة أنني استفرغت, وأصبحت كالمجنونة أظن بأنني مررت بانهيار عصبي في تلك المرة, بعدها كل يوم ألاحظ أن نفسيتي تتراجع لدرجة الألم النفسي والجسدي, نسيت شيءً هام أنني عندما كنت طفلة أصبت بالتهاب حاد في الأذن الوسطى وبعدها خف سمعي في الأذن اليمنى إلى أن وصل 15% فقط, ولكن كل محيطي لا يعلمون ذلك عدا أسرتي, أي أن حالتي لم تجعلني أشعر بالنقص أبدا لأنها غير واضحة أبدا وأعيش حياة طبيعية جدا.
لم ألجأ لا لحبوب اكتئاب ولا للإدمان ولا للانتحار. أريد منكم ما هو الحل الأنسب لي, هل أنا بحاجة إلى الذهاب لأخصائي نفسي؟ هل أنا مصابة بالاكتئاب؟
أتمنى أن أتعالج بدون اللجوء للمهدئات.
29/10/2016
رد المستشار
أشكرك يا "شهرزاد" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله.....
من خلال استعراضك لمشكلتك يتضح أنك تعانين من عنف أسري وأزمة ثقة بالنفس لشعورك بالاضطهاد وعدم قدرتك على مواجهة عنف أخيك لك، وتحتاجين إلى أن تزيدي من ثقتك بنفسك وقدرتك على التفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي، حيث أنك وضحت لنا عنف أخيك من شهور.
يشكل العنف المنزلي السبب الرئيسي في إلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالمرأة في جميع أنحاء العالم والعنف ضد المرأة يشمل مجالاً واسعاً من التصرفات يقوم بها الرجل بهدف إخضاع المرأة لإرادته وظلمها وإذلالها وإكراهها على القيام بأعمال لا ترغب بالقيام بها وإساءة معاملتها والتهويل عليها وتخويفها وإيذائها نفسياً وجسدياً.
إن النبي عليه الصلاة والسلام قال إن الرجال قوامون على النساء ولكن للأسف البعض فسّر القوامة بشكل خاطئ. فالقوامة هي بالإنفاق والرعاية والاهتمام وليست بمفهوم سلطة الرجل على المرأة. والله سبحانه وتعالى عندما أتى على ذكر هذه المواضيع شدّد على أن يجعل بينهما مودة ورحمة. وممكن أن أقول في هذا الموضوع إنها نوع من موروثات اجتماعية مغلوطة.
واليوم، تغيّرت نظرة المجتمع إلى المرأة حيث كانت في الماضي ينظر إليها على أنها امرأة ناقصة، وأتى الإسلام وأعزّ المرأة والنبي عليه الصلاة والسلام قال: إن النساء شقائق الرجال أي أعطاها حقوقا كالرجل وفي بعض الأحيان جعلهم متساويين. فأي نوع من العنف أو أي شيء أو أي تصرف يكون فيه نوع من الشدة والقسوة والعنف سواء أتت هذه الشدّة من الأخ على أخته أو من الأب على ابنته أو من الزوج على زوجته، أمر مرفوض في الإسلام.
ربنا سبحانه وتعالى أمرنا أن نحملها بالعطف وبالحنان وأن نحسن إليهن خاصة عند طيشهن أو عند غضبهن، فمهما كانت الظروف لا يجوز أبداً على الشاب أن يهين أخته أي إهانة، ولا أن يضربها أو أن يمسها، والإسلام طلب منّا أن يسود التفاهم والرحمة والمودة قبل الوصول إلى مرحلة الضرب لا سمح الله.
ففي حال فقدت الأسرة والدها بالطلاق كما في حالتك يصبح الابن هو المسؤول اجتماعيا، ومادياّ، وحتى دينياّ أمام الأسرة، ويصبح هو من يتحمل أمور النفقة على والدته والنفقة على شقيقاته، فالإسلام أعطاه سلطة القوامة والرعاية تجاه أهله ولكن ليس الرعاية أن يظهر رجولته ويمارسها عليهم. ولكن غالباّ ما نرى في بعض الأسر العربية أن الابن يتماهى في تصرفات أبيه ويحاول تقليده، فإذا كان الأب يعنّف بناته أو زوجته نرى الابن يفعل مثل أبيه ويبدأ بتعنيف أمه وشقيقاته، وهذا مفهوم خاطئ في المجتمع.
فيجب أن يكون هناك احترام متبادل ما بين الابن والشقيقات والوالدة. فإذا كان هناك شقيقة صغيرة أو شقيق صغير يجب أن يكون هناك توقير للصغير، وأيضاّ إذا كان هناك في المنزل شقيقة أكبر منه فيجب أن تكون هناك الرحمة. والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ليس منًا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا. هذه القاعدة الأساسية في مجتمعنا اليوم. فإذا رحمنا الصغير هذه نعمة من الله، وإذا وقّرنا الكبير هذا أفضل فضل من الله. هذا البعد هو بعد عن الشريعة وبعد عن الدين لذلك فهم الشاب القوامة بغير مكانها.
ثانيا بالنسبة لشعورك بالاضطهاد الناتج من تعرضك لعنف أخيك وعدم مساندة أحد من أخوتك أو أفراد أسرتك لرد عنفه عليه فعليك أن تنمي وتدعمي وتقوي من ثقتك بنفسك لمواجهته.
أولا أذكرك بقول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...." (الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقومي بهذه المسؤولية فلابد أن تكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك ان تبحثي عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدئين بنفسك وتغيرين وتطورين من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟ هل ستضعين لحياتك هدفا وتسعين لتحقيقه مع الآخرين؟
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرجي من الدائرة المفرغة التي تعيشين فيها، وتزيدين من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم... اكتسبوا كل ذرة فيها.
تعالي نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تدخل في منافسة مع أخر، قولي: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقولي لست مؤهلة، اجعلي فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك.
يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل.
من خلال طرحك لمشكلتك يتضح أن صورتك الذهنية عن ذاتك ونفسك سلبية أو تمت برمجتها سلبيا الأمر الذي ترتب عليه احتقار ذاتك والعصبية. ولكن الخبر الإيجابي الذي يمكنني أن أخبرك به هو أنه يمكنك تغيير هذه الصورة السلبية الضعيفة إلى صورة إيجابية وقوية، وهذا لن تحصلي عليه بين يوم وليلة ولكن عليك أن تتبعي العديد من التدريبات التوكيدية التي تزيد من ثقتك بنفسك وتزيد من تقديرك لذاتك مما ينعكس إيجابيا على المحيطين بك، فعليكي أن تبحثي داخل نفسك على نقاط القوة في شخصيتك وتنميها، فلكل إنسان منا عقل اجتماعي social brain يتميز هذا العقل بأنه دوما يتفحص ويميز الوضع النفسي للآخرين، ويمكنه يصيب التوقع الأكثر احتمالا لتصرفاتهم معه.
لذلك احرصي على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرصي على أن تسحبي من أفكارك إيجابية ولا تسمحي لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
- عندما تضعين أهدافا وتنفذينها تزيد ثقتك بنفسك مهما كانت هذه الأهداف، مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
- اقبلي تحمل المسؤولية، فهي تجعلك تشعرين بأهميتك، تقدمي ولا تخافي، اقهري الخوف في كل مرة يظهر فيها، افعلي ما تخشينه يختفي الخوف، كوني إنسانا نشيطا... اشغلي نفسك بأشياء مختلفة، استخدمي العمل لمعالجة خوفك،تكتسبين ثقة أكبر.
- حدثي نفسك حديثا إيجابيا، في صباح كل يوم وابدئي يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة، واسألي نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة، تكلمي فالكلام فيتامين بناء الثقة، ولكن تمرني على الكلام أولا.
- حاولي المشاركة بالمناقشات واهتمي بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسي مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
- اشغلي نفسك بمساعدة الآخرين تذكري أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
- لا تنسى الصلاة وقراءة القرآن الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة، وتذهب الخوف من المستقبل، تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله في كل شيء.
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديقة دائمة على موقعنا
اقرئي على موقعنا:
تأكيد الذات