وسواس ليس بوسواس !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أكتب هنا إلا وقد وصلت مرحلة يعلم الله بها ضيق شديد ورغبة في ترك الحياة وهذه المشاعر تراودني لأول مرة، لم أتوقع يوما أني سأجرح جسدي من القلق كما فعلت البارحة !!!
أنا طالبة في السنة الثالثة جامعية متفوقة من الصغر وحياتي جميلة جداً كل شيء جميل سخره الله تعالي لي في حياتي ولله الحمد ولكن الوسواس نقطة كآبة دمرت لي كل شيء أمتلكه
أعاني من وسواس النظافة منذ الصغر تقريبا منذ 6 سنوات بدأ معي مع كثرة غسل اليد التكرر دون سبب ولكن لم يكن أحد يعلم، بعد سنين ازداد معي الوساس أصبحت لا ألمس شيء في المنزل لأني أرى أحيانا إهمال النظافة في إخوتي الصغار، المهم عانيت كثيراً وأنا أحاول أن أقاوم هذا الوسواس الذي بدأ يؤثر على مستواي الدراسي، أصبحت لا أخرج من المنزل بحجة الدراسة وأنا في الواقع أنظف وأعقم الأغراض حتى الكتب الأقلام الجوال الشاحن كل شيء !!!!!!
ولكن قبل فترة ولله الحمد منذ أسبوعين أو ثلاثة تخلصت من الوسواس بنفسي أقسم بالله أنها من أجمل أسابيع حياتي راحة نفسية فعلاً وارتفع مستواي الدراسي كثيراً وأصبحت أخرج للناس وأستمتع كثيراً
ولكن!!! أنا غرفتي غير مرتبة أبداً فوضوية جداً لأن في مقابل نظافتي الزائدة هنالك إهمال في النظافة فمثلاً ملابسي المتسخة المبللة أضعها لتجف على رف معين وأحياناً هذا الرف فيه ملابس فتتسخ أيضا من بلل الملابس النجسة، وأيضا هناك أشياء أمسكها بيدي النجسة ولا أنظفها وووووو
كثير أشياء بغرفتي منذ أنجسها أحتفظ بها بمكان خاص حتى أنظفها لاحقا وبعضها مكودة منذ سنين !
مثلا هذا رف للأشياء النظيفة هذا رف للأشياء المتسخة مثل ساعة سقطت مني في دورات المياة العامة على منطقة نجسة فوضعتها بالدولاب لأنظفها لاحقا وغيرها من أمثلة الأشياء المتنجسة
هذا هو سبب فوضى غرفتي أنها مقسمة لنظيفة ومتسخة
ولكن في يوم عندما عدت للمنزل وجدت الخادمة قد رتبت كل شيء بالغرفة كل شيء بالمعنى الحرفي! قد خلطت كل ماهو نجس مع ماهو نظيف الملابس النجسة مع النظيفة الساعة المتنجسة مع النظيفة! الأسطح النجسة والرفوف مسحتها بمنظف زجاج عادي ومسحت كل شيء من الأغبرة بمنظف الزجاج
جاءني انهيار عصبي!!!!! بعد كل تعبي على التغلب على الوسواس أخيراً تبقت غرفتي فقط التي سأنظفها بطريقتي لتصبح غرفة طبيعية تأتي الخادمة وتمزج وتجعل كل شيء رأس على عقب، علماً بأن الأغراض التي أقول أنها نجسة هي ليست بوسواس ولكن هي فعلا نجسة (نتيجة وسواسي الزائد انقلب ضدي لدرجة وجود نجاسة)
أخذت الأفكار تراودني كيف سأعزل الآن النظيف عن النجس! قد انتقلت النجاسة إلى جميع أغراضي والغرفة، لا تقولوا لي أن الجاف إلى الجاف لا ينتقل فهي مسحت كل شيء بمنظف الزجاج بنفس المنشفة
ملابسي النظيفة لمستها الخادمة بعد مسحها للأرفف القذرة إذا ملابسي نجسة وسريري وكل شيء، المنشفة التي مسحت بها الرفوف نفسها تمسح بها طاولة الطعام، طيب بعد مامسحت قد لامس يدها ثم تمسك به الطعام الذي نأكله؟ طيب كتبي النظيفة وأوراقي المهمة خلطتها مع الأوراق والكتب التي كنت أضع فوقها ملابسي المتسخة المبللة! شعرت بانهيار انهيار فظيع لا أستطيع أن ألمس شيئاً أو ألبس شيئاً أصبحت أشعر بالقرف من منزلي كله جرحت نفسي وأصبحت أمضي يومي بالبكاء سئمت من التنظيف والتعقيم
أمي تقول أن أعيد عزل النجس عن النظيف وأنظفه بالكلوركس ولكن كيف لي أنظف كل شيء بالكلوركس!!!! سئمت كيف لي أن أمسك كتبي الآن!!!!!! فقدت شهية الأكل أصبحت أمضي يومي في النوم للهرب من هذا السواد الذي يلاحقني طيلة حياتي !
هذا ليس بوسواس ولكنها نجاسة فعلا! لا تقولوا لي أن النجاسة لا تنتقل بمجرد الشك فهذا ليس شكاً إنها فعلاً نجاسة
ماالحل ماذا أفعل بنفسي؟
16/12/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "رشا"، كان الله معك
من الواضح جدًا أنك تخلطين بين النظافة والطهارة، بينما تتكلمين عن النظافة تعبرين بكلمة النجاسة؛ ثم تتكلمين عن النجاسة والتطهير ثم تريدين التطهير بالكلوريكس!!! لهذا لا يمكن الجزم بأن هناك نجاسة أصلًا في الأشياء التي عزلتها، ولا يمكن الجزم بمعرفتك لطريقة انتقال النجاسات؛ وغالبًا هناك أشياء متسخة تقولين عنها نجسة، أو ربما العكس....
المهم:
إذا فرضنا أن المشكلة في الأشياء التي عزلتها، اتساخ فحسب، فلا يوجد إلا حل واحد، وهو التطنيش، واعتبار ذلك نوعًا من التعرض لمثير الوسوسة، ومحاولة تجنب الاستجابة، لكن المشكلة أن القلق عندك بلغ كل مبلغ وقمت بجرح نفسك والهروب إلى النوم...، إن لم تستطيعي التطنيش فلا بدّ حينها من الذهاب إلى الطبيب، خاصة بعد أربع عشر عامًا من الوسوسة المبكرة.
أما إذا فرضنا أن هناك نجاسة فعلًا: فالصورة هي التالي: عندما قامت الخادمة بالتنظيف، من المؤكد أنها قامت بتنظيف أشياء قبل مسح الأماكن المتنجسة، وأشياء بعدها؛ ولهذا هناك أماكن تنجست في الغرفة، وهناك أماكن لم تتنجس، وإنما بقيت طاهرة لأن مسحها تم قبل الأماكن المتنجسة.
وإذا تأكدنا من وجود نجاسة، لكن لم نعرف أين هي بالتحديد، فإنها لا تنتقل إلينا...
مثلًا: يوجد على بساط نجاسة لكننا لا نعرف أين هي؛ إذا جاء أحد وداس على البساط برجل مبلولة، فإن رجله لا تتنجس، والسبب: أن رجله طاهرة بيقين، ولكن مشيه فوق المكان المتنجس وتنجس رجله مشكوك فيه، ربما داس فوق النجاسة التي أضعنا مكانها وربما لم يدس، ويقين طهارة رجله لا يزول بالشك بالمشي على المكان المتنجس وانتقال النجاسة.
هنا نفس الشيء، عندما تلمسين الأشياء في الغرفة، أنت لست متأكدة هل لمست أماكن نظفتها الخادمة قبل أن تتنجس القماشة، أم أماكن نظفتها بعد أن تنجست، أم أماكن لم تنظفها بالقماشة أصلًا... لهذا لا تنتقل إليك النجاسة، ويمكنك تطهير وترتيب غرفتك كما كنت تنوين من قبل، بكل هدوء وراحة أعصاب.
أما قضية مسح الطاولة وإمساك الطعام وووو.... فهذه صورة عجيبة!! ألا تغسل الخادمة يديها من أول اليوم إلى آخره؟!! هل من المعقول أن تترك يديها والقماشة بدون غسيل بعد أن نظفت غرفتك الفوضوية، وتبدأ بإعداد الطعام فورًا؟!!!!! لا أظن ذلك هذه افتراضات ولدها القلق الشديد. ابقَي داخل نطاق غرفتك، وقد أعطيتك الحل...
ويبقى الذهاب إلى الطبيب أفضل ما أنصحك به، فلا تتأخري. أعانك الله وعافاك.
واقرئي أيضًا:
دوامة انتشار النجاسة : فخ التفكير السحري
النجاسة المتطايرة قانون الانتشار السحري
وسواس النجاسة وقانون الانتشار السحري
وسواس الطهارة والنجاسة : منديل جاف !
وسواس النجاسة م
وسواس الاستنجاء وسواس النجاسة : التطنيش+عدم التفتيش م2