مشكلة دينية أم وسواس قهري؟
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم إخواني.
بارك الله فيكم أجمعين. أرجوكم في الله. ساعدوني وجاوبوني مع الدليل آية أو حديث.
قبل 9 أشهر تقريبا. شفت برنامج دكتور زاكير نايك. واحد يسأله عن الشرك. بعد الجواب السائل يكرر السؤال مرة بعد مرة يسأل ليش الله هكذا أناني وما يغفر الشرك ويغفر من دون ذلك لمن يشاء. سبحان الله أنا بس بعد هذا جالي شيء في قلبي وسألت نفسي ماذا يقصد هو. يعني السؤال أثر علي قليل وأنا بس فكرت شنو القصد.!
سبحان الله بعد هذا كل شيء خربت في قلبي وإيماني وحياتي!!
يعني قلبي صار النفس القلب الكافر أو المنافق. يعني ما أحس بوجود الله دائما. مو يعني الوسوسة يأتي ويروح. دائما معي في الصلاة في العبادة بدون عبادة سبحان الله. دائما أراقب في الليل إذا استيقظ أو النهار أول شيء أفكر به هو الله. هل هذا البلاء انتزعت الذي يخرب الدنيا والآخرة. يعني ما أعرف شو أسوي. أدعو الله دائما إذا هو بس يغفر لي هذا المرة وينطيني حظ آخر. لأن هذا صارلي مو بيدي وأحاول بكل قوتي أريد أوصل إلى الله أحس أن قلبي مسجون أو داخل شيء حائط أو غلاف ما يوصل إلى الله!
ومع العلم أنا أعرف أن الله تعالى موجود بس نفس الوقت ما أحس بوجوده وعظمته. حتى الآخرة والجنة والنار كل شيء صار لي بس خيال. لاحول ولا قوة إلا بالله. حتى أريد أفكر وأخوف نفسي من الموت. ما يفيدني أكو شيء يوقف أفكاري حتى أفكر أني لا أموت.
وكلنا نعرف أن أي إنسان لازم يموت. سبحان الله النور ما بقيت في قلبي. وأنا أصلي وأقرأ القرآن وأروح للمسجد يوميا. وأأذن في المسجد وأقرأ القرآن للناس بعض الوقت.
أنا أعيش في السويد ومتزوج وعندي ولد. وعمري 31 السنة.
ما أشوف معنى للحياة بعد هذا. لأن أنا أحب الله كثير دائما ناقشت عن الدين ويجادل المرتدين أو المسيحين وعندي علم حتى عن الكتب المسيحية وعن المعجزات العلمية في القرآن. بس ليش هذا صار معي أرجوكم أريد المساعدة. أريد أموت مسلما. أحس أن الله سبحانه وتعالى ما يجاوبني وغضبان عليه. أنا قبل هذا المشكلة جان ملتزم بس ممكن مو بالإخلاص. العبادات ويا المعاصي . وقرأت كثير عن هذه حالات في عدة المواقع الإسلامية
يسمونه وسواس القهري. بس هم الذي عندهم وسواس قهري يمكن هذا وسواس يجي وقت معين ويمشي. بس مالي دائما معي. مايروح. أحس نفسي وعقلي في سجن أو غلاف ما أقدر أحكمه. مو بيدي. حتى لو وقعت في هذه الشبهة من أول ثانية حتى الآن مارضيت به ورديت بكل القوة. ولكن ما أهتم شو صار بقلبي سبحان الله. أفكر هل طبع الله أو ختم أو ران على قلبي. يجيبون حديث النبي ص وأصحابه. بأن هم عندهم نفس المشاكل. هل هم أحسوا بهذه المشاكل 24 ساعة؟ أو أفكار تأتي وتمشي بس وقت العبادات. وإذا أسمع القرآن أو خطبة عن التوبة أو رحمة الله.
أبكي بكاء شديد لأني أعرف أن الله تعالي غفور رحيم. التواب الرحيم. وخطبة يؤثرني نفس الوقت. بس بعد مدة قليل يطلع هذا الإيمان في قلبي ويرجع قلبي إلى نفس الحالة. فماذا علاجي وما هو علاجي .
فإذا هذا وسواس. هل هو معك دائما وما يمشي بالاستغفار؟
جواب مع الدليل أرجوكم بارك الله فيكم
20/11/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا أخ "حسين"، وأهلًا بك وسهلًا
ما تعاني منه هو الوسواس القهري فعلًا، أي مثل ما قرأتَ في المواقع قبل هذا...، المعنى:
1- ليس ما تعاني منه وسوسة شيطانية عادية، من النوع الذي يذهب بالاستعاذة والذكر. ففي حالة الوسواس القهري، هناك ناحية مرضية أو غير سليمة في الجسم تحديدًا في الناقلات العصبية، تصاحب وسوسة الشيطان. والتصاق الأفكار غير المرغوب فيها في الذهن أغلب الأوقات، وعدم مفارقتها له، هو دليل على أن هناك خلل ما، وليس مجرد وسوسة شيطانية عادية.
2- لست ناقص الإيمان ولست منافقًا ولا كافرًا. فهذا شيء خارج عن إرادتك، وما كان خارجًا عن الإرادة لا يكلف به الإنسان ولا يؤاخذ عليه، قال تعالى: ((لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)) [البقرة:86]. وليس من الضروري أن تشعر بشعور روحاني ما في قلبك من أجل أن تكون مؤمنًا. الشعور الروحاني شيء يقذفه الله في القلب أحيانًا، وربما ينزعه من القلب أحيانًا أخرى، أما الإيمان فهو قولك: (ومع العلم أني أعرف أن الله تعالي موجود). وقولك: (وإني أصلي وأقرأ القرآن وأروح للمسجد يوميا. وأأذن في المسجد وأقرأ القرآن للناس بعض الوقت).
3- علاجك هو ألا تهتم للأمر كله! استعذ بالله ليذهب الشيطان، ثم لا تهتم لما يجري لك، لتذهب الفكرة التي عششت في ذهنك والتصقت. كلما أكثرت التفكير ازدادت الفكرة التصاقًا... أنت تعلم، عندما نذاكر لنحفظ الدروس نكرر الفكرة فنحفظها... بينما إذا أهملنا التكرار تذهب الفكرة والمعلومة. كذلك هنا: لا تهتم لما يجري معك، لأنه مجرد وسواس قهري لا يضر ولا يؤثر على إيمانك... داوم على إهمال أفكارك المزعجة وانشغل بغيرها عندما تأتي، وستزول في أيام قليلة قد تكون أسبوعين لا أكثر.
الأدلة:
واضح أنك قرأت عن أدلة الوسواس القهري وحكمه في الإسلام، فلقد أشرت إلى حصول ذلك عند الصحابة، من ذلك:
ما رواه البخاري ومسلم: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ» [البخاري: بدء الخلق/باب صفة إبليس وجنوده، مسلم: الإيمان/باب بيان الوسوسة في الإيمان]
وما رواه مسلم: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاتي وَقِرَاءَتِي، يَلْبِسُهَا عَلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزِبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي.[السلام/ باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة].
سؤالك الآن:
هل كان الوسواس مع الصحابة دائمًا مثلما يجري معك؟ أم كان يذهب ويجيء؟
الجواب: هل سأل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة: (هل وسواسكم يذهب ويجيء، أم يبقى؟) لا لم يسألهم. إذن لو كان هناك أهمية لهذه الناحية أو فرق في الحكم لسألهم، ولكنها غير مهمة فسواء كان يذهب في بعض الأوقات، أو يبقى دائمًا فالحالة هي وسواس قهري. والدواء واحد: (استعاذة + عدم التفكير في الموضوع).
أخ "حسين"، ما تعاني منه شيء غير مخيف بالمرة، ولكنه مزعج... اتبع خطوات العلاج وستتحسن بإذن الله.