الوسواس القهري
السلام عليكم ..
بصراحة أصبحت أعاني من فترة قصيرة من نوع من الوسواس القهري وهو أنني أتخيل صور جنسية شاذة ومواقف غير واضحة تزعجني كثيراً وتسبب لي الاكتئاب والأرق لا أدري لماذا
مع أنني طوال حياتي لم أسمع لا بالشذوذ الجنسي ولا غيره إلا عندما أصبحت أستخدم مواقع التواصل, وبعد أن وصلت إلى أوروبا وأصبحت أسمع بهم وكان لي نفور شديد وكره لهذا السلوك وربما هذا هو السبب وراء شدة تفكيري بهذا ..
كما أسلفت لم أسمع بالشذوذ ولم أتعرض لأي شيء في صغري وأعيش ككل أقراني.. لذا أريد نصيحتكم رجاءاً لأنني أعيش في حالة نفسية صعبة جداً وأريد التخلص من هذا الهراء بأسرع وقت.. ساعدوني أرجوكم...
31/12/2016
رد المستشار
الابن الفاضل "سوريا" أو "Syria" كما أسميت نفسك أهلاً وسهلاً بك على مجانين.
السؤال المهم يا ولدي هو ما معنى "أتخيل" في قولك (أتخيل صور جنسية شاذة)... هل هي صورة واحدة أو موقف غير واضح واحد في كل مرة؟ ...بمعنى آخر هل تقصد بالتخيل أنك تسترسل مع الصور والسيناريوهات والأفكار ؟ اعلم أن نوع من التفاعل مع تلك الصور غير الإهمال يضرك! ويوقعك في حبالها ويدخلك دوامتها، لا ترفض اقتحام الصورة وعيك وإن اقتحمت لا ترفضها ولا تحاول الهرب منها ولا دحضها ولا تحييدها ولا عكسها ولا أي شيء فقط اقبل أنها موجودة ولا علاقة لها بك.
والسؤال الأهم هو ما معنى ذلك بالنسبة لك ؟ ما معنى ما يحدث لك ؟ وأنت مهجر في بلد أوربي ؟ ما هو تفسيرك لتخيل تلك الصور والمواقف ؟ الحقيقة أنها اقتحامات وسوسية من نوع الصور العقلية التي تحمل معنى جنسياً شاذاً .. طبيعتها مرضية وزاد من ضراوتها رفضك الشديد لها كما يحدث دائماً في الأحداث العقلية التسلطية أو الوساوس، فعلى خلفية ملتهبة من صدمتك ورفضك لموضوع الشذوذ وللشواذ في بيئتك الجديدة انتهز الوسواس القهري الفرصة وانقض عليك لذا -خاصة لو كنت موسوساً من قبل- بالبدء في طلب المساعدة من طبيب نفساني.
ربما لا يحتاج الأمر لأكثر من بعض جلسات العلاج المعرفي السلوكي وربما تتم الاستعانة بأحد عقاقير علاج الوسواس القهري أو الم.ا.س.ا نصيحتي لك مبدئياً التدرب على إهمال وجود هذه الصورة في عقلك فهي لا تعني شيئاً إلا علامة نوبة أو حالة وسواس قهري قابلة للعلاج وعليك أن تستكمل ما في يديك من عمل أو ما في ذهنك من نشاط في نفس طريقك السابق كأن الصورة لم تقتحم وعيك وكأنها بلا قيمة ووجودها لن يؤثر عليك..... افعل ما نصحتك به وتابعنا بالتطورات.