أنا في حيرة من أمري أهو واقع أم وسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في كلية الطب عمري 22 سنة لدي مشكلة أجبرتني على عدم الدخول لامتحانات نهاية العام الماضي، وبالطبع فقد اعتذرت عن الدراسة وأكملتها هذه السنة، وها أنا الآن أفكر في خروجي من الجامعة وجلوسي في المنزل علماً بأني في فترة الامتحانات فقد قدمت الامتحان الآن وكأن شيئاً لم يكن، ولكن اليوم حدث معي شيء وجعلني أغض النظر عن تكملة الدراسة مع أني لا أرغب في حدوث ذلك فقلبي متعلقُ بالطب وبدراسته،
شاء الله وابتليت بالوسواس من الصغر ولكن لم أكن أعلم وأهلي أيضاً لم يلاحظوا شيئاً علي فلربما بسبب أني لم أتعالج من ذلك الوقت فقد تأخرت حالتي وأصبحت تحتاج إلى وقت للعلاج، ولربما أنه ليس وسواس بل هو واقع..
تقريباً عندما كنت في عمر 17 سنة كنت دائماً أحس أني مراقبة وأن شيئاً ما سيحدث لي لكن ذلك لم يؤثر على مستواي التحصيلي ولله الحمد كنت متفوقة جداً وطموحي كان جداً كبير، ولكن الآن أصبحت الدنيا شيء تافه جداً لدي نعمة، في الأصل شيء تافه لكن لم أعد أطمح لشيء، أصبحت أدرس الطب كشيء عادي، فأهلي يفخرون بي وأبي وأمي يفضلونني على إخوتي وكل ما أريده يصلني نفس الوقت، أنا لا أريد أن أرد لهم الإحسان بالشيء السيء،
موضوعي هو أني أخاف من غشاء البكارة، حيث أني لم أكن أعلم أي شيئاً عن هذا الموضوع وعندما وصلت للسنة الثانية في الطب أيضاً كنت لا أحضر أي محاضرة تتحدث عن هذا الشيء كنت أراه شيئا مرعباً جداً.. وللأسف فإن أمي لا تتحدث أبداً عن هذه الأشياء ولا أتذكر أنها وعتني وحذرتني من هذا الشيء.
أنا لم أجعل الحق عليها لأنه لن يأتي في مخيلتها أن إحدى بناتها ستفكر فيه وتخاف منه، من بعد أن أتاني التفكير فيه جلست حوالي الشهرين، وأنا أعاني من الخوف والقلق.. فقد تشتت ذهني وامتلأ قلبي بالخوف.. يعلم الله أني لهذا الوقت وأنا أعيش يومي كأني فتاة في السبعين من عمرها فأنا متعبة جداً.. أمنيتي فقط أن يزول الهم عني وأرجع لدارستي وتفوقي،
ذهبت للطبيبة تقريبا 6 أو 7 مرات وتقول لي بأنني سليمة فأنا أطمئن فقط لثواني وبعدها يأتي في مخيلتي أنها هي من أفقدتني بكارتي وبعدها قد يحدث شيئا ما ينسيني الطبيبة ويجعلني ألتهي بالتفكير فيه كأن أذهب إلى دورة المياه أكرمكم الله وأخاف من أن يكون الماء قد آذاني، لا أنساه إلا بعد أن يحصل شيء ثاني وهكذا،
ذهبت إلى 3 أطباء نفسيين.. اثنان منهم شخصا حالتي بأنه وسواس قهري والثالث أنه مرض ذهاني، أنا لا أصدق أنني مريضة بمرض نفسي فإني أرى هذا الشيء واقع، لا أهتم لأمر الزواج فكل تفكيري هو أن أؤذي والدي الذي هو أغلى ما أملك، وغير أنني أرى أني غير طاهرة وأنني لا أستحق العيش مع أهلي الطاهرين فأخاف أن ألوث حياتهم بوجودي،
قولوا لي ماذا أفعل، مرتين حاولت الانتحار ولكن ربي نجاني وكتب لي عمراً جديداً، فأنا لا أريد أن أفعل ذلك مجدداً ولا أريد أن أذهب للطبيبة لأني مللت، حالياً فقد تناسيت كل ماحصل في السابق وأصبحت متوترة من شيء حصل معي اليوم وهو أنني عندما كنت نائمة شعرت بحكه في المنطقة فهرشت في نفس المكان،
جاء في مخيلتي من ذلك الوقت بأن شيئاً ما قد حصل لكن لم أرى أي دم، الحمدلله ولم أشعر بألم أبداً ولكن أقول لربما عندما ذهبت لقضاء الحاجة نزل مني الدم من غير أن أراه، عذراً فقد أكثرت في الكلام لكن لا أعلم ماذا أفعل فأنا متعبة نفسياً وأخاف أن أتعثر في دراستي..
قولوا لي ماذا أفعل، انصحوني رجاءاً لعلي أفيق من هذا الكابوس الذي يكاد أن ينهي على حياتي، جزاكم الله كل خير، حفظكم الله
11/1/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة وزميلة القريب العاجل إن شاء الله الطبيبة الصغيرة "جودي" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واستعمالك خدمتنا استشارات مجانين.
أبدأ من حيث انتهيت متسائلة قولوا لي ماذا أفعل؟ ما تفعلينه هو أن تبدئي في تناول العلاج النفساني الذي وصفه لك طبيبك وبأسرع ما يمكن، وأن تقومي بالمتابعة...
لم تشيري إلى نوعية الوسواس الي أصابك في السن الصغيرة، ولم تنتبهي إلى أنك استطعت التفوق رغم عدم علاجك منه، ولم تذكري ما هو الشيء الذي حدث معك اليوم في قولك (ولكن اليوم حدث معي شيء وجعلني أغض النظر عن تكملة الدراسة)! إلا متأخراً فجاء شيئا أقل من أيحظى بأي اهتمام (وأصبحت متوترة من شيء حصل معي اليوم وهو أنني عندما كنت نائمة شعرت بحكه في المنطقة فهرشت في نفس المكان، جاء في مخيلتي من ذلك الوقت بأن شيئا ما قد حصل لكن لم أرى أي دم، الحمدلله ولم أشعر بألم أبداً ولكن أقول لربما عندما ذهبت لقضاء الحاجة نزل مني الدم من غير أن أراه)... هذا الكلام ينم عن تفكير سحري وفرط تقييم للخطر وكثير من تشوهات التفكير.
يعني كأن مجيئ الشيء في مخيلة الإنسان يعني إمكانية حدوثه (هذا اندماج أو انهصار الفكرة/الفعل).... ثم لا توجد أي مقدمات لها علاقة بالمنطق فلا دم ولا ألم ولا شيء.... لكنك تقفزين إلى أفضلية الانزواء والانتحار إن أمكن هذه المرة ولديك 3 محاولات انتحار اندفاعية سابقة... حفظك الله.
في الغالبية العظمى من مريضات وسواس قهري غشاء البكارة كما تصنيف: نفسجنسي PsychoSexual : غشاء البكارة Hymen Obsession لا تتعطل الدراسة ونادراً ما تصل الأمور إلى الانتحار..... معنى هذا أن وطأة المرض شديدة ودفاعات المريض أقل من المطلوب، وهذا وضع لا يصح أن يستمر.
أن تتمكني وأنت في السعودية من زيارة طبيبة النساء 6 أو 7 مرات.... وثلاثة أطباء نفسانيين.... معناه واضح أنك فعلاً جديرة باهتمام أهلك، لأنك إنسانة ناجحة ومسموعة الرأي ملباة الطلب.... ولكنه أيضًا يعني أنك تفقدين التحكم في مخاوفك الوسواسية مراراً وتكرار ولا تدوم معك الطمأنة حتى نهاراً واحداً بعد الكشف.... ثم بعد هذا يا "جودي".... لا تذكرين أنك استخدمت علاج أي من الأطباء النفسانيين؟ وأنك تحسين أن الأمر واقع وليس بوسواس؟ ماذا يضيرك لو جربت العلاج ؟ فإن كان الأمر وسواسا تحسن وإن كان واقعا تأكدت واقعيته!!
الحالة وسواس قهري شديد حتى يكاد يقترب من الجانب الذهاني في اضطراب الوسواس القهري وإن كان واضحاً أن مستوى الاستبصار لديك متذبب، وهناك كذلك ما يشير إلى الاكتئاب الجسيم مواكباً للوسواس الشديد ولهذا فإن عليك تناول عقاقير الطبيب الذي انتبه للبعد الذهاني وربما شخص الحالة وهامية بسبب شدة اقتناعك بالفكرة كما ظهر له.
معنى ذلك أننا قد نكون أمام حالة وسواس غشاء البكارة تتأرجح الفكرة الوساوسية فيها على طيف الوسواس الوهام (أو الفكرة الوسواسية الفكرة الوهامية)....
لا أستطيع التخمين كثيراً حول الحالة النفسية للأسرة وتعاملهم مع مشكلتك يا ابنتي لكنني أشعر بأن عتبة الانشغال والشكوى تعبيراً عن الخوف أو الشك من جانبك منخفضة جداً وكذلك عتبة الاهتمام والانشغال بذلك من جانبهم منخفضة جداً..... وهذا ليس أمرا يساعد على العلاج.
أرجو أن تبدئي فوراً في تناول عقاقير علاج الوسواس ويفضل أحد عقاقير الموازنة للدوبامين، ولابد أن طبيبك وصف ما يناسبك أو راجعيه، واطلبي أيضًا العلاج المعرفي السلوكي ثم اسأليه عن العلاج الأسري إن احتجتم لمناجزىة طلبات الطمأنة المتكررة من جانبك.... ابدئي فوراً وتابعينا بالتطورات