صديقي الشاذ وبسط خاطئ على الفيس !
لا أعرف عنوانا لها،، أرجو قراءتها للنهاية***
دكتور العزيز تحية طيبة، كثيرا ما قرأت لك ردودك الأكثر من رائعة التي طالما أعود لقراءتها أكثر من مرة، مشكلتي أني أقف عند الأحداث كثير وكأن العالم انتهى وأخاف جدا، من أسبوع تقريبا حدث لي موقف وأخاف إساءة الظن بي ووقفت عنده كثيرا وكأني أنا من فعلت، لي صديق من فترة طويلة على الفيس بوك ما ظهر من أي تصرف يضايقني تعرفنا وبيننا اتصال كثير، كنت أستغرب كلامه وحركاته، واجهته وقلت له أنك شاذ جنسيا قال لا أنا محترم ونفى الأمر كليا وأنا صدقته وقلت أني ظلمته، الأسبوع القادم رأيت له تعليق على أحد الصفحات يقول أنه يريد شخص كبير يمارس معه الجنس على إحدى هذه الصفحات على الفيسبوك، نسخت الرسالة وقلت له أنك كتبت هذه الكلمات، عمل لي بلوك على الفيس وانتهى الموضوع فهو الآن يقيم في دولة وأنا في دولة،
المشكلة أن الرسالة ظلت منسوخة على الجوال ولم أنتبه، أحد عملاء الشركة طلب مني أرسل له إيميلي وكنت أرسلته لك من قبل ذهبت إلى الرسالة السابقة على الواتساب وبدل ما أعمل لها نسخ وأرسلها عملت وكأني أرد على الرسالة التي أرسلتها من قبل وعملت لصق وإرسال، كانت المفاجأة أني أرسلت رسالة الشاذ وأني أريد رجل كبير يمارس معي الجنس على لساني أنا لعميل الشركة، اتصلت عليه واعتذرت له وقلت له الموضوع كذا وكذا، قال لي هذه أمور شخصية وكأن شيء لم يحدث، الآن أنا خائف جدا أن يظن بي أني شاذ ويقول لأحد عن الرسالة، وأريد أترك العمل والمكان وخائف جدا لا أنام،
قابلت العميل مرتين بعدها تعامله معي عادي جدا، ولكن أنا خائف وأموت كل يوم من الخوف وكأني أنا الشاذ الذي يفعل هذه الأفعال، مر أسبوع الآن وما حدث شيء ولا تكلم العميل في شيء، لكن إن تكلم ماذا أفعل؟ وكيف أدافع عن نفسي؟ فالعميل لا يعرفني حتى يظن بي الخير؟
أنا أبكي من الخوف مجرد أن أقف وأدافع عن نفسي أمر يتعبني، وفي النهاية هذه شبهة لي لا أتحملها، الموت أفضل لي ومن أن أدافع عن نفسي في هذا الشيء،،،،، ماذا أفعل؟؟
21/1/2017
*** هذه مشاركة في استشارة أجاب عليها أ.د سداد جواد التميمي وعرضت بعنوان: صديقي الشاذ وبسط خاطئ على الفيس !
وكرر صاحبها إرسالها فأرسلت بالخطأ إلى أ.د رانيا الصاوي
رد المستشار
أشكرك على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله.... فهمت من مشكلتك التي طرحتها أنك تعاني من تسلط فكرة بذهنك وهي خوفك من إساءة الظن بك وبأخلاقك وقيمك من العميل الذي أشرت إليه
يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" (الحجرات: من الآية 12).
لماذا يأمرنا الله تعالى باجتناب الكثير من الظن؟ حتى نمنع القليل، فهل أدركنا هذا المعنى؟ وهل تأملنا النتيجة حينما نجتنب الكثير فنمنع القليل من أجل أن يختفيَ سوء الظن بيننا وحتى ندرك أن الله يعالجنا وهو أعلم بنا؟ "أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" (الملك: 14).
ولذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم وحذَّر الحبيبُ أحبابَه وأصحابه من سوء الظن فقال: “إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث”.
ولكي تختفي هذه الأعراض أوضح الله لنا العلاج في أكمل صورة وأيسر سلوك، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (الحجرات: 6).
1- مراحل سوء الظن:
سوء الظن كسائر الأشياء، يولد ثم يكبر، وينمو حتى يشتد عوده، ويقوى ويتحكم ويقود، وهذه هي مراحل النمو، حتى ندرك حقيقة سوء الظن، فنحسن التعامل معها ونحترس منها:
• مرحلة التصور: وهي سباحة في الوهم، وصناعة في الخيال، لا يراها أحد إلا صاحبها، ولا يدرك بوجودها إنسان إلا متصورها، الذي ينسج من خياله أشياء كثيرة ليس لها وجود في الواقع أو حياة الناس.
• مرحلة الفكر: ونتيجةً لهذا التصور في خياله يتحول إلى فكرة عن الناس، مثل سلوك معين أو أسلوب عمل أو طريقة تفكير أو تعبير عن موقف، وكل هذه الأفكار غير موجودة في الناس، الذين نسج خياله عنهم هذه الأفكار الخيالية.
• مرحلة الإنتاج: تدخل الفكرة في مرحلة الإنتاج، وتدخل أول برامج الصناعة, برنامج صوَّره له الشيطان ويشرف على تنفيذه، وبرنامج صوَّره له هواه ويدير تشغيله، ولنا أن نتصور كيف يكون منتجًا من صناعة الشيطان وإدارة الهوى!.
• مرحلة التنفيذ: وفيه يقدم فكرته في جرأة وليس معه دليل أو برهان، وسر جرأته في الشيطان والهوى اللذين دفعاه إلى هذا السلوك، فينال من فلان، أو يدّعي على علاّن، أو يشوه سمعة الآخرين، أو يتسلق على مهامهم بالتهميش أو التجميد أو الإقصاء، دون تثبت أو تبين أو حجة.
• مرحلة القناعة: وهذه أخطر المراحل؛ لأنها النتيجة المظلمة لكل المراحل السابقة، حين يقنع نفسه بهذه الأشياء، لا يصدقها فحسب، وإنما يدافع عنها كأنها حق يصان، أو يقاتل دونها كأنها حقيقة مقدسة.
2- أسباب سوء الظن:
وبعدما استعرضت معك مراحل سوء الظن لترصد نفسك أنت بأي مرحلة تقف وتحاول مواجهة ذاتك وعلاجها، وتعالَ نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى هذا السلوك أصلاً، وهي ستة أسباب؛ نجملها في التالي:
– ضعف الإيمان:
يقول تعالى: "قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ" (الحجرات: من الآية 14)، وقوة القلب في حياته، وحياته بما يتحقق فيه من آثار الأعمال التي تعصمه من سوء الظن، يقول تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا" (الأنفال: من الآية 2)، ورضي الله عن عمر صاحب الإيمان القوي، وهو يأخذ بيد الرجل والرجلين قائلاً: “تعالوا نزداد إيمانًا”، وكان من فقه ابن مسعود أن يقول في دعائه: “اللهم زدني إيمانًا وفقهًا”.
– قلة الخوف:
يقول تعالى: "إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران 175)، والخوف إما تعظيمًا لله، في قوله تعالى: "مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا" (نوح: 13)، وإما محبةً لله، في قوله تعالى: "رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا" (آل عمران: من الآية 8)، وإما وقاية من وعيده، في قوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا" (التحريم: من الآية 6).
فالخوف إذا سكن القلب أحرق الشهوات وطرد منه الهوى، وهو سراج القلب يبصر به ما فيه من الخير والشر.
– عدم الثقة في النفس:
العزة والغلبة والعاقبة تكون للمؤمنين، فإن لم يكونوا كذلك فهناك خلل من عند أنفسهم، هذا الخلل هو المسؤول عن المعاصي، وأخطرها سوء الظن، فيفعل الظلم، ويعمل بالجَور، ويبطش بلا عدل، ويرى محاسن غيره مساوئ.
– توهم شر الناس له:
فالناس كلهم يتربصون به، ويحيكون له الدسائس، ويتآمرون عليه لإقصائه من الوجود، ويفسِّر كل قول أو موقف أو حركة وَفق ما توهمه هو، وليس كما في الواقع، وبذلك يتعامل على ما اقتنع به، وهو في الحقيقة خيال ووهم لا وجود له.
– ارتكاب المعصية:
المعصية هي السم القاتل الذي يخنق الإيمان ويدمره، فإذا نبته وزهره يختفي، وإذا ثمره يفسد، وما يزال العبد في الخطيئة والسير في طريقها حتى تغيب شمس إيمانه ويذهب يقينه فيهلك.
– مستويات الناس المختلفة:
التفاوت بين الناس في مستوياتهم المالية والاجتماعية والعلمية والثقافية أمر طبيعي في الحياة، ووفق قاعدة الإسلام “أحب لأخي ما أحب لنفسي” يختفي الحقد والحسد والغل واللؤم والخسة المحرك الرئيس لسوء الظن.
وبعد أن أوضحت لك أسباب سوء ظنك لتعالج السبب من أساس مصدره وعدم الاستسلام والعلاج، اسأل نفسك هذه الأسئلة، فإن كانت الإجابة: (نعم)، فقد ظهرت علامات حسن الظن عليك، وبالتالي أصبحت مؤهلاً إلى الخطوة الثانية، ومن أعماق قلبك أجب:
– هل أنت مطمئن تمامًا إلى نيتك؟
– هل أنت واثق بحسن نيتك؟
– هل تغلب جانب الصدق في أقوالك؟
– هل تغلب جانب الخير في تصرفاتك؟
– هل أنت قادر على التماس الأعذار للآخرين؟
– هل تحرص على إلحاق النفع بالآخرين؟
– هل إذا عجزت عن نفع الآخر فعلى الأقل لا تضره؟
– هل تحرص على إسعاد الآخرين؟
– هل إذا عجزت عن إسعاد الآخرين فعلى الأقل لا تحزنه؟
– هل تحرص على مدح الآخرين؟
– هل إذا عجزت عن مدح الآخر فعلى الأقل لا تذمه؟
وكل ذلك يساعدك في مقاومة وعلاج الفكرة الوسواسية التي تلح عليك في ذهنك، إلا أنك عليك أن تدعم وتعزز وتنمي مفهومك الإيجابي عن نفسك وتزيد من ثقتك بنفسك، أذكرك بقول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." (الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك هل ستبدأ بممارسة رياضة جماعية محببة إلى نفسك؟؟ هل ستضع لحياتك هدف وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟.
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرج من الدائرة المفرغة التي تعيش فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين،
إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. اكتسبوا كل ذرة فيها.
يقودنا النقص الزائد في الثقة بالنفس مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل يشبه البنك كثيرا، إنك تودع يوميا أفكارا جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِن ذاكرتك.
حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما فإنك في واقع الأمر تسأل بنك ذاكرتك: ما الذي أعرفه عن هذه القضية؟
ويزودك بنك ذاكرتك أوتوماتيكيا بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب..
بالتالي مخزون ذاكرتك هو المادة الخام لأفكارك الجديدة.. أي أنك عندما تواجه موقف ما.. صعبا… فكر بالنجاح، لا تفكر بالفشل استدعي الأفكار الإيجابية.. المواقف التي حققت فيها نجاح من قبل… لا تقل: قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني.. نعم أنا سأفشل… بذلك تتسلل الأفكار السلبية إلى بنكك… وتصبح جزء من المادة الخام لأفكارك.
حين تدخل في منافسة مع آخر، قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، إجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك.
يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل.
لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
• عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
• اقبل تحمل المسؤولية.. فهي تجعلك تشعرك بأهميتك.. تقدم ولا تخف.. اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها.. افعل ما تخشاه يختفي الخوف.. كن إنسانا نشيطا.. اشغل نفسك بأشياء مختلفة.. استخدم العمل لمعالجة خوفك.. تكتسب ثقة أكبر.
• حدث نفسك حديثا إيجابيا.. في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرن على الكلام أولا.
• حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات.. كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
• اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك.
• اهتم بمظهرك ولا تهمله.. ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
• لا تنسى.. الصلاة وقراءة القرآن الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. وتذهب الخوف من المستقبل.. تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء.
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديق دائم على موقعنا
اقرأ على موقعنا:
استغاثة وحيد
أحمد عايش وحيد تعال لمجانين م2
عايش وحيد: تعال لمجانين- م. مستشار
للتخلص من القلق أحب نفسك