أحتاج علاجاً في أسرع وقت وأظن أنني مريضة نفسياً وحالتي نادرة جداً أرجوكم
اسمي آية وأنا في الخامسة عشر من العمر غير ملتزمة دينياً لا أصلي ولا أقرأ القرآن ولا أتقرب من الله, دائماً لدي حالتي التي أعاني منها منذ الطفولة منذ سن السادسة هي أنني أخرج من الواقع كثيراً وأتخيل حياة غير حياتي, أو أنها من المستحيل أن تكون حياتي مثل أن أتخيل نفسي ابنة شخص مشهور, أو أتخيل أن عائلتي قد توفيت, وأتخيل أنني في حياة أشخاص آخرين, أو أتخيل أنني ولد وأستغل هذه الفرصة في فعل أشياء عديدة أو أتخيل أنني شخصية ناجحة يغار منها الجميع أو مشهورة, علماً أن كل ما أريده مستحيل تماماً أنا شخصية أحب الانعزال بنفسي أكره الناس من حولي, وأتمنى دائماً أن أعيش حياتي كلها في عالم لوحدي.
أنا لم أسافر كثيراً في حياتي لا أعرف طريقاً خارج المنزل سوى طريق المدرسة لا أخرج إلى السوق لا أسافر لا أخرج إلى المطعم الحديقة ليس لأنني لا أحب ذلك بل لأنني أتمنى أن يختطفني أحد لكي أرى العالم من حولي, ولكن السبب هي عائلتي أنهم يسافرون ويخرجون ولكنهم أبداً لم يأخذوني معهم يوماً وعندما أسألهم السبب لا يخبروني بشكل واضح, بينما يسافر إخوتي كثيراً, في الحقيقة كرهت حياتي أتمنى لو أنني كنت وحيدة في الدنيا لفعل ما أريد. أمنيتي في الحياة أن أتخلى عن الخروج من الواقع بهذا الشكل, فأنا لا أستغل أي فرصة إلا في هذا الشيء.
أتمنى أن أعيش حياتي كما أحب وأتمنى أن أتغير وأقرب من الله أكثر ولكن عقلي يمنعني ولا أعرف السبب فقط أستمر في مشاهدة الأفلام الهندية, علماً أنني تعلمت أشياء عديدة وكسبت الأمل في العيش من مشاهدتي لهذه الأفلام فهي تعلمني الكثير لذلك أعتبرها أجمل عاداتي أطلب منكم علاجي فقط من هذا المرض النفسي وشكراً.
8/2/2017
رد المستشار
الابنة العزيزة "آية":
شكراً على استخدامك الموقع وأتمنى أن تحققي بعض الفائدة من هذا الرد.
أود أن أبدأ كلامي معك بأنه لا يجب أن تقفزي لاستنتاجات غير صحيحة مثل كونك مريضة نفسياً ومرضك نادر وكلام من هذا القبيل لأنه ببساطة لن يفيدك.
كل ما أتبينه من رسالتك هو استغراقك فيما نسميه بأحلام اليقظة Daydreaming. أحلام اليقظة ليست مرضاً نفسياً يا "آية". أكثر من 90% بالمائة من الناس يختبرون أحلام اليقظة وهي فترات زمنية ينفصل فيها العقل عن واقعه المَعيش ليعمل بشكل داخلي منفصل أو بمعنى أدق ليحلم.
لأحلام اليقظة وظائف كثيرة منها "التسلية" أو تزجية بعض الوقت! البعض الآخر يعتبرها بمثابة رقيب على أفكار وسلوك الإنسان أو انعكاس لرغباته. أيا كانت وظيفة أحلام اليقظة فإن طبيعتها ومحتواها هو المحدد الرئيسي لتأثيرها على أنفسنا. يمكن أن تجعلك أحلام اليقظة إنسانة مبدعة وسعيدة إذا أحسنت استغلال هذا الخيال وتطويعه ولم تزد الأحلام عن حدودها، أما إذا استغرقتك حتى الثمالة فسوف تؤثر على ذاكرتك وقدرتك على التعلم.
ينصح بعض متخصصي علم النفس أن تكون هذه السياحة العقلية مرتبطة بك وبظروفك وبمن تعرفينهم ولا تبتعدي كثيراً!! أي لا تجنحي بخيالك إلى ما لا يمكن الوصول له. الغرض من هذه النصيحة هي أن نعلمك أن أحلام اليقظة صنيعة عقلك إذا أزعجتك غيريها وإذا كنت مؤذية فيجب التحقق منها. يخيفني في حالتك أن تحلمي بالتخلص من عائلتك. لا بد أن هناك سبباً لا نعلمه أو أنهم يحرمونك من أشياء معينة.
لا بد أن هناك تفسيراً لموضوع أنهم لا يأخذونك معهم في سفراتهم وهو أمر يحتاج إلى مقابلة أفراد عائلتك ربما عن طريق أخصائية اجتماعية في المدرسة.
وفقك الله وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضاً:
استشارات أحلام اليقظة
ويتبع>>>>>>>>>> : كلنا نحلم ولكن...... م
التعليق: السلام عليكم أخيّتي آية وحيا الله الأستاذة أسماء شهاب الدين ما يحصل لك أظنّ أنّه ناتج عن قلّة حيلتك في تغيير واقعك أو حياتك أو حتى المطالبة ببعض حقوقك، فأنت صغيرة وفوق ذلك بنت والعياذ بالله (كما يقول لسان حال بعض المجتمعات) ! تلك البنت التي لا يحق لها حتى أن تفهم لماذا لا تسافر مع الأسرة، ولماذا لا تخرج للحديقة، فتنزوين إلى زاوية من عقلك وعالمك الداخلي، تفرّغين بطريقة الخيال كل التوترات وتخترعين دفاعات ضد الاضطهاد بأن تكوني مشهورة ومقدّرة بين الناس، ينظر إليك الكل ولا يتجاهلونك، يغارون منك لكي تغيظينهم وتنتقمي منهم، أو تتخيلين موت أهلك ربّما كي تتخيلي ردة فعلك بعد موتهم لتبحثي عن جواب مهم وهو هل تحبونهم ولا تستطيعين أن تفارقيهم (حب لا تجدينه في قلبك بسهولة لا تفهمين تجلياته عندَك). وقد قلتِها بنفسك: أنّ ذلك مستحيل. أحلام اليقظة هذه طريقة ينتهجها عقلك اللاوعي للهروب من مواجهة واقعية تُرهقك، وهذا طبيعيّ، ولكن هذه الآليات إن لم تغيّريها ستجعل منك شخصا سلبيّا غير واثق في نفسه، لأنه لم يجرب تغيير الواقع وفرض وجوده كإنسان على محيطه وأهله. لا أدعو للتمرّد هنا، فقد يكون أكثر فتكا من الهروبية، لكن أدعوك للخروج من عالمك ومنطقة الأمان، تبدئين أوّلا بمجرد الحوار والسؤال والإلحاح بطريقة مهذبة وهادئة، تعين فيها حقّك بأن تفهمي أشياء وتناقشي أهلك وإخوتك بطريقة تجعلهم ينتبهون لنضجك وتغيّرك. ولن يكون هذا إلا بفرض وجودك بشكل إيجابي ومؤدّب. بعد ذلك عندما تجدين تغييرا فعليا في واقعك وتصرفات ونظرة أهلك،
ستعلمين أن الواقع يمكن تغييره بأقل من قصص خيالية وسيناريوات مستحيلة، ثم تنتقلين بعد ذلك إلى المطالبة ببعض حقوقك البسيطة في التنزه وشراء الملابس المتعارف عليها عندكم، والخروج للسفر ورؤية العالم... وهكذا فإيّاك والركون لهذا العالم حتى إن وجدت فيها سُلوانا وراحة، واعلمي أخيّتي أنّك كلما عجّلت بالخروج منه استطعت أن تغيري واقعك وتفهميه بشكل منطقيّ أكثر وفقك الله عزيزتي آية وأنت طبيعية جدا فلا تهرعي ولا تفزعي تابعينا