ما المرض النفسي الذي أعاني منه وبما تنصحني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد يا دكتور فأنا أرسل لك رسالتي وكلي أمل في أن تجاوبني.
أنا لدي صور وأفكار وسواسية جنسية تأتيني تجاه أمي منذ أكثر من4 سنوات لكنها ازدادت في العام الأخير حتى أصبحت أتجنب الجلوس مع أمي وأمشي في المنزل مغمض العينين وإذا لمستني أمي أغضب، أنا أعرف أنها ليست حقيقية فأنا والله العظيم أعز أمي وأحترمها كثير فالله وصى عنها، فهذا الوسواس يوسوس لي أنني ديوث أشتهي أمي وأنا والله العظيم لست كذلك فهو إذا قاومت الوسواس أحس بالثقل وتأنيب ضمير حاد حاد جداً فهو يصور لي أمي في أشكال مخلة بالأدب والعياذ بالله، وعند المقاومة تأتيني هذه التأنيبات على أنني سأدخل النار لأنني ديوث وعلى أنني لن أفلح لا في حياتي لا في الآخرة، وإذا سمعت حصة عن الأولياء فيوسوس لي ويقول لي أنت أصلاً ديوث فأنت عاق لأمك ستدخل النار فرغم أني سألت الشيوخ وقالوا لي ليس عليك حرج،
فإنني أقتنع يوم يومين ثم يغلبني علماً أنني ذهبت لطبيبة نفسانية لكنها لم تصف لي الدواء وهذا منذ أكثر من عام فهل أنا محاسب على ذلك إلى ذلك
أريد إرشادا وجزاك الله خيراً.
17/2/2017
رد المستشار
الابن الفاضل "inconnu inconnu" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك.
ما تصفه شكل مشهور من أشكال الوسواس القهري في يصيب الذكور والإناث خاصة في فترة الرشد المبكر، ومعنى أنه وسواس هو أنك غير محاسب بالتأكيد..... واعلم أن ورود هذه الصور والتخيلات على وعيك لا يعني شيئاً سوى أنك موسوس أي أن مجيء هذه الصور لا يعني أنك فعلاً تريد ذلك ولا يعني أنه يمكن أن يحدث فعلاً..... لا معنى إلا أنك مصاب بمرض الوسواس القهري..... لكن الأمر المهم هو كيف تتعامل مع هذه الفكرة وهذه الصور العقلية الوسواسية ؟
ما أنصح به مرضاي المبتلين بمثل حالتك يا "inconnu inconnu" هو عدم الاهتمام إطلاقاً بما تحويه الفكرة الوسواسية من معنى ولا بما تحويه الصور العقلية الجنسية تجاه المحارم بمعنى أن عليك أن تتعامل بشكل طبيعي مع الوالدة يعني تلمسها وتعانقها كما يفعل أي ابن مع أمه وليس ما تفعل من أن تغضب غضباً شديداً..... تحاشيك للمس والدتك والجلوس معها والتعامل بشكل طبيعي لا يفيدك إلا بأنه يعزز استمرار الوسواس والمخاوف المرتبطة به.
من المهم يا ولدي أن تلجأ مرة أخرى للاستعانة بطبيب نفساني لأن استخدامك أحد عقاقير علاج الوسواس سيجعلك قادراً على تنفيذ ما نصحتك به بينما يكون التنفيذ في منتهى الصعوبة دون مساعدة من عقار..... وفقك الله وتابعنا بالتطورات.
واقرأ أيضاً:
أعاني من وسواس جنسي تجاه المحارم
التعليق: أعانك الله يا بني، لي مداخلة بسيطة: هناك أثر عن سيدنا عمر رضي الله عنه أن أحدهم كتب إليه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَجُلٌ لَا يَشْتَهِي الْمَعْصِيَةَ، وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَفْضَل، أَمْ رَجُلٌ يَشْتَهِي الْمَعْصِيَةَ وَلَا يَعْمَلُ بِهَا؟ فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَهُونَ الْمَعْصِيَةَ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهَا (أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) ". صحيح أن الذي معك وسواس وليس اشتهاءً حقيقيا للمعصية، ولكنه جعلك ممن امتحن الله قلوبهم للتقوى، أي: طهرهم من كل قبيح، وجعل في قلوبهم الخوف منه وتقواه؛ فلك منه المغفرة والأجر العظيم؛ لأنك على كل حال لا يعجبك ما يجول في خاطرك ولا تعمل به. افرح إذا جاءك هذا الوسواس، وهذه الأفكار، لأنه في كل مرة تأتيك يزيد أجرك وتقواك ويغفر ذنبك، أنت أقوى من أن تفعل شيئًا كهذا، ولكنه باب لكسب الأجر لا غير؛ منحة في ثوب محنة، فلا تخف منها. اعمل بنصيحة الدكتور وائل وستذهب عنك بإذن الله.