الحصار المعرفي م
حصار معرفي مصحوب باكتئاب، استشارة رقم : 3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكراً جزيلاً لكم لما تقدموه من عمل الخير والمساعدة، أسأل الله سبحانه أن يجعل جهودكم في ميزان حسناتكم ، وتحية خاصة للدكتور سداد جواد التميمي.
- لقد كانت آخر استشارة لي بالموقع بتاريخ 2016/12/16 ، حيث النقطة الشبه رئيسية فيها ارتكزت على كون أن دواء Paroxetine بجرعة 30مغ في اليوم لم يعد يعطي النتيجة المرجوة. للأسف كنت ملزماً بالذهاب عند الطبيب المعالج قبل التوصل بالرد ، لكن وبالرغم من ذلك صرَّحت للطبيب بالمشكلة فقرر بعد ذلك زيادة الجرعة إلى 40مغ في اليوم ، وتم ذلك في تاريخ 2017/01/12 ، وقال لي إن لم يكن هناك تحسن بعد 3 أسابيع فسيكون علي مقابلته مرة أخرى .
أما بخصوص العلاج المعرفي السلوكي ، فهذا الطبيب لا يقدمه فمدة الحصة لا تتجاوز قرابة 17 دقيقة ، كما أنه سبق وأن اقترح علي أن أقوم بذلك في عيادات أخرى لكن للأسف وضعيتي المادية لا تسمح بذلك ، تكاليف العلاج الدوائي لوحدها أسددها بصعوبة .
- خلال الأسبوع 3 من زيادة الجرعة إلى 40مغ بدأت ألاحظ التحسن ، لكن بعد الأسبوع 4 بدأت أشعر بالتراجع فاستمر ذلك إلى أن رجعت الأمور إلى ما كانت عليه في السابق : ''إرهاق فكري وجسدي، الخمول، عدم الاستمتاع ، انخفاض الطاقة ، الشعور بالحزن ، الرغبة في النوم أكثر من اللازم ، صعوبة في التركيز، صعوبة حتى في القيام بأمور بسيطة ! ....'' في هذه المرحلة كنت في حاجة إلى زيارة الطبيب لكن الوضعية لا تسمح بذلك ، ففكرت بأن تغيير العقار من المحتمل أن تكون هي الخطوة التالية!
فقررت بعد ذلك لِوحدِي! أن أقوم بتخفيض الجرعة تدريجيّاً وذلك للأسباب التالية :'' لا أستطيع القيام بذلك بمراعاة الطبيب لكون أنني لا أستطيع أن أقابله حالياً بسبب الوضعية المادية ، وفي حالة الانتظار إلى الموعد فسيأخذ ذلك وقتا وبعد المقابلة سيكون علي تحمل وقت إضافي من أجل تخفيض الجرعة ، كما أن تخفيض الجرعة سينقص علي المصاريف لأتمكن من مقابلة الطبيب في أقرب وقت ''.
- وفي محاولة لفهم سبب هذا المشكل المتمثل في عدم الاستجابة للعلاج الدوائي ''Paroxetine '' بشكل جيد ! وجدت بعض المصلحات التي أظنها تعبر عن هذه الوضعية :
(tolerance effects ) , (Antidepressant treatment tachyphylaxis ) , كما أن ذلك معروف عند مستخدمي البروزاك ب : (Prozac poopout)
حيث أنه بعد مدة من استعمال جرعة معينة الدماغ يعتاد على ذلك فتنقص الاستجابة أو تنعدم ٬ فيصبح الدماغ في حاجة إلى جرعة أكبر من أجل الحصول على استجابة ملائمة . لكن بالنسبة لي لقد حصلت على استجابة بعد 3 أسابيع من زيادة الجرعة إلى 40 مغ لكن الأمر لم يدم طويلاً ٬ ووجدت بأنه توجد بعض التجارب لأناس حدث معهم نفس الشيء ! أريد استعادة عقلي، لقد أصبحت عاجزاً حتى عن القيام بأمور بسيطة!
من فضلكم هل من أمل في العلاج! قدموا لي بعض الإرشادات جزاكم لله خيراً ٬
وشكراً جزيلاً لكم والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته .
9/3/2017
رد المستشار
شكراً على رسالتك وثقتك بالموقع.
علاج الاكتئاب لا يخلو من التحديات٫ وخاصة مع تعثر الاستجابة الكاملة للعقاقير المضادة للاكتئاب. تعثر الاستجابة الكاملة للعقاقير ظاهرة معروفة خاصة مع عقاقير الجيل الثاني المعروفة مجازاً بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية م.ا.س.ا SSRI. هناك عدة تفسيرات نظرية لهذه الظاهرة٫ تتميز بتناقض الآراء وإن كانت تفسر فعالية العقار أصلاً أو عدم فعاليته.
يجب أن نتذكر بأن هذه العقاقير لا تزيد من إنتاج الناقل العصبي الكيمائي المعروف بالسيروتونين ولكنه يصبح أكثر متوفراً لمستقبلات في الخلايا العصبية من خلال تكريره٫ ولذلك يتصور البعض بأن هذه المستقبلات ربما تصبح أقل استجابة أو اقل توفراً أو حتى أكثر توفراً. جميع هذه التفسيرات مختبرية بحتة٫ ولكن الحقيقة هي أن الاستجابة الكاملة لهذه العقاقير لا تحدث إلا في أقل من نصف المرضى على أفضل تقدير.
الباروكستين عقار فعال ولا شك في ذلك رغم أن سمعته السيئة ساهمت في انخفاض استعماله منذ عدة أعوام. مع عدم الاستجابة لارتفاع الجرعة فهناك الخطوات التالية:
أولاً- رفع الجرعة مجدداً إلى ٥٠ مغم وبعدها ٦٠ مغم يومياً. جرعة أعلى من ذلك لا فائدة منها.
ثانياً- تغيير الباروكستين إلى عقار آخر وربما عقار الدلكستوين Duloxietine هو العقار المفضليات فعاليته تشمل السيروتنين والنورادرينالين. عملية استبدال عقارٍ بآخر عملية حرجة وتحتاج إلى مراقبة طبية.
ثالثاً- استعمال عقار مضاد للاكتئاب من العقاقير القديمة مثل الكلوميبرامين Clomipramine.
رابعاً- إضافة موازن للمزاج وذلك يعتمد على خبرة الطبيب وتفضيله لعقار دون آخر.
ولكن الاكتئاب أكثر من ناقلات كيمائية٫ وهناك بعد معرفي ونمط حياة يجب الانتباه إليه. مع الاستمرار على استعمال العقاقير لا بد من مراجعة نمط الحياة والتزام صارم بإيقاع حياة صحي من تغذية ونشاط رياضي والتوقف عن الأكل ٣ ساعات قبل النوم. يصاحب ذلك جدولاً أسبوعياً للنشاطات المختلفة وعدم الاستجابة لإعادة ممارسة أية طقوس مهما كانت. وهناك أيضاً الشبكة الاجتماعية واستعمالها للتعبير عن نفسك.
أما البعد المعرفي فهو يتعلق بمراجعة أفكارك اليومية وفرز ما هو سلبي وإيجابي وتخصص لذلك ربع ساعة في المساء وتكتب ما راجعته وتحاول عدم الاستجابة له يوم غد وهكذا.
لا تستسلم للاكتئاب ولا تتوكل على العقاقير فقط وسيطر على ممارسة الطقوس وتكرارها.
وفقك الله.
ويتبع>>>: الحصار المعرفي م2