أنا تائهة
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلتي طويلة جداً ومنذ 5 أشهر في البداية أنا إنسانة سوية ذكية محبوبة اجتماعية درجاتي عالية في المدرسة والآن في الجامعة هي كذلك ووالداي يحبانني وأشعر بذلك وأنا كذلك أحبهم
كنت على صلة عميقة بالله صحيح أنني أحياناً أأخر الصلاة وأحياناً تفوتني ولكنني كنت أعرف الله وأحس به في قلبي، الحياة كانت كالجنة بالنسبة لي وكان من ضمن أحلامي أن أحصل على بكالوريس بمرتبة الشرف الأولى وذلك تنفيذاً لرغبة حبيبي وعزيزي أبي وأمي أيضاً فلطالما يرونني الفتاة التي هي مثالية وفعلاً كنت كذلك، أيضاً لدي طفولة رائعة القليل يحصلون عليها وخصوصاً أنني من بين إخوتي حصلت على حقي وأكثر بعيش طفولة جميلة مخلدة ذكريات رائعة لا أكاد أراها عند الكثير هذا مختصر ماضي
الذي لم يجعلني أحسن الآن بعد مقارنتي به بوضعي الحالي أبكي من كل قلبي وكأن قلبي قد تمزق أو مزقه أحد وكأنني قد سقطت من علو جبل ولكن لم أمت ليتني مت ولم أعش وليتني قد زنيت أو أدمنت الكحول أو أشركت بالله كل هذه أشياء بسيطة أمام معضلتي التي جعلت حياتي دماراً شاملاً .
وأود أن أخبركم بحلمي الآخر الذي يحلمن به كل الفتيات فأنا كان لدي حس عالي من الأمومة ولطالما تمنيت أن أتزوج لأنجب ابنة يكون فيها شبه كبير مني ولأنني على قدر من الجمال فأنا لم يكن لدي أدنى شك من أنه لن يوجد من يتمنى الارتباط بي ولقد كنت أرغب بأن أربيها تربية صالحة وأضع لها بيئة مثل بيئتي التي قد نشأت عليها
ولكن وفجأة دون سابق إنذار وبعد بلوغي العشرين عاماً من عمري كنت أحب وكما باقي الخلائق نحب من هو من جنسنا أو من الجنس الآخر فأنا أحببت صديقات كثر حب من القلب ولم يكن لدي أي نية أو شهوة تجاه أي من أحببت الفتيات ولكن أحببت فتاة ومثل ما كنت من قبل حب عادي ولكن فجأة بعد حديث معها جاءتني تخيلات جنسية بيني وبينها وأصابتني بالجنون حيث أنني كنت ولا زلت أكره الشواذ
ولو قلتم أنني حديثة عهد بالشواذ أو عرفتهم فجأة فأنا أعلم عنهم منذ زمن ولهذا أنا أكرههم وأستحقرهم ولا زلت ولكن هذه التخيلات ترافقني بكل حين وبكل لحظة مما سببت لي قولون عصبي وهذا ما أثار دهشة والدتي من السبب حيث أنه ما الذي جعل ابنتي تصبح هكذا وبالرجوع لما حدثتكم به مسبقاً من صفاتي أنه من الغريب أن يحدث لي هكذا
أنا أصابني الذهول من حالتي ومن بعد أن أعطاني الدكتور حبوب هدأ وضع القولون لدي لكن لم يهدأ وضع عقلي ففي كل دقيقة تلازمني التخيلات وكلما حاولت زحزحتها أراها تزيد ولأنني أنا أيضاً صعقت مما أصبح بي أصابني الاكتئاب بحثت من بعدها عن حل في الإنترنت فوجدت موقع لمستشارين نفسيين وأخبرتهم بما حدث لي وأخبروني أنه وسواس قهري
علمت أنه شيء حقيقي أنني مصابة بذلك كنت كلما حاولت التفكير بالجنس بين رجل وامرأة لا يستجيب لي عقلي فإما يضع الرجل مع الرجل أو المرأة مع المرأة مما جعل حالتي تزيد ولكن لم أرضخ للأمر الواقع فحاولت أن أعالج نفسي بحثت وبحثت وبحثت ولكن دون جدوى
وأنا فعلاً أرى أني أحتاج العلاج وجهاً لوجه وأن ما أكتبه الآن ويجاب عليه في الإنترنت ما هو إلا علاج مؤقت عموماً من بعدها ذهبت لدكتورة عامة في المقر الذي أنا به أخبرتها بأعراض الاكتئاب لدي لأتأكد أنني لا أتوهم من مجرد القراءة فأخبرتني أنني فعلاً مصابة بالاكتئاب بسبب التفكير في الأمر وقالت لي استعيني بالله وسيخفف عنك وأنها على استعداد لمعالجة مشكلتي التي أفكر بها لكن لم أخبرها عن ما أفكر به،
من بعدها بأسبوع عادت حياتي الطبيعية إنسانة طبيعية تعبد الله وتدعوه بكل يقين ثم ما أن استعدت طبيعتي وبعدها بقليل اختفى الاكتئاب ولكن بقيت الوساوس وجاء الأدهى والأمر منه وهو وسواس وجود الله وأنه أين الله وكيف يترك أَمَتَهُ الضعيفة تخوض في هذا الأمر المتعب تجاهلته وفزت ولكن كلما سجدت يقول لي أنت تدعين في فراغ فلا أحد يسمعك فأصابني شيءٌ مما في قلبي ولا يزال أخاف أنه فعلاً الله ليس موجود
فامتلأت بحزن هذه الدنيا كلها كيف يجتمع علي أكثر شيئين أبغضهما وهو الإلحاد والشذوذ كلما أقنعت نفسي بأني لست شاذة يقول لي يا حرام تتركين من تحبين وهذا فطرة بالبشر فأردعه ولا أفكر وكلما طرأ الجنس بعقلي لا أستطيع إكماله لأنه يضعه لي على هيئة رجل ورجل أو امرأة مع امرأة
وبالنسبة للدين لا زلت أخوض في شكوكي وأسئلة قوية جداً على عقلي لدرجة أتمنى لو لم أخلق وأكابد وأعاني لا أستطيع أن أثبت يقيناً بأن الله موجود وكلما بحثت وبحثت وسمعت لذاكر نايك وأحمد ديدات أصاب قلبي الذبول إن كان الله موجوداً حقاً فلماذا لا يساعدني وهو يرى أنني أحاول ولا أرغب بسلوك هذا المسلك وإن لم يكن موجوداً فأنا أيضاً حزينة لأني أحبه وحزينة كيف لشخص أحبه أن يصبح ليس حقيقياً
أتمنى أن يوجد أي شيء مسح ذاكرة أو غسيل مخ للعودة لما كنت عليه فأنا إذا أيقنت أن الله موجود يقول لي عقلاً وماذا بعد ذلك وجئتي بالجنة وإلى متى ستضلين هذا شيء لا يعقل ويخيفني أن عقلي يراه صحيح لكنني لا زلت أتمهل وأتمنى أن أحدث طبيبة أي طبيب نفسي في الواقع لكن الواقع لا يسمح ولا أستطيع لأسباب عديدة
ما يرعبني أيضاً أن هذا الشيء لا يوجد له علاج وكلما قلت بأنني لو فقدت ذاكرتي سيعود لي هذا التفكير، وأنه أيضاً أنا منذ بدأ الأمر خمس شهور فيقول لي أنت جلست مدة طويلة إذاً سيلازمك ذلك حياتك كلها، أنا أتمنى من كل قلبي من بعد رؤيتي أيضاً للدكتور مصطفى محمود أنه كان ملحداً وهو صبي وبعدها استطاع معرفة الله فأهون على نفسي وأطبطب عليها بأنه وهو طفل ملحد واستطاع الوصول للحقيقة فكيف أنا وأنا أعبده عشرين سنة ألا أستطيع أن أعود
ألا يستطيع العقل الباطن أن يرجع إلي شيئاً من ذكرياتي الجميلة يجب أن أذكر أيضاً أنه عندما كنت أصلي كنت أرتاح لكن سرعان ما أعود لوضعي وأشد يعني لم يأتني هذا التفكير بالإلحاد إلا بعدما التزمت جداً جداً ولي قرابة الشهر لم أستطع أن أصلي ولكن حالتي الآن أخف قليلاً
قليلاً ما أبكي بالنسبة للسابق، أما الآن فأنا لا أعلم هل أصابني تبلد ولكن حتى لو أصابني تبلد فأنا أمام مستقبل يجب أن أفكر به وهو أنني سأنجب وأصلاً كيف ستكون علاقتي بزوجي وكيف سأربي طفلتي وما هي نهايتي وهل فعلاً لا يوجد شي بعد الموت ولا يوجد رب وأصلاً الجنة ليست جيدة وما فائدتها هكذا الأفكار التي تدور في رأسي وتدعوني للجنون سابقاً ..... أما قرابة الشهر وأنا أخف لكن لا أزال أفكر فأنا باختصار تااااائة وأتمنى أن كل ما أفكر به ليس صحيحاً وأن يكون هناك ما يقنعني فعلاً وأعود كما كنت من كل قلبي أتمنى هذا الشيء
بقي شيء واحد أخبركم به ذهبت قبل الشهرين لمعيدة لديها الدكتوراه في علم النفس حدثتها وأقرت بما قلت ولم تضف سوى أن ما بي هو عين لما أتميز به ولكن عقلياً لم أستطع أن أربط بين ما أنا به وبين العين قالت لي عليك بالرقية الشرعية اتبعتها ربما يوم يومين لكن لم أشعر بأي شيء وقالت عن الشذوذ عليَّ وضع ربطة بلاستيكية على معصمي وكلما فكرت بهذا الشيء عليَّ أن ألسع نفسي به كي أكف ونفس الشيء أنا لا أرى بأن هذا علاج لشخص يعاني من أفكار فما قالت يناسب لمن فرضاً يضع إصبعه في فمه وكلما فعلها يلسع نفسه فيتذكر أن لا يفعلها
أما أنا فأرى أنه لا يناسبني ما قالت وعندما أردت أن أعود لها لأتحدث معها بدأت بتسويف المواعيد وكأنها لا ترغب بالاستماع لي احترمت رغبتها وأعتقد أنها ربما تعتقد أنني كاذبة خصوصاً أنني خارجياً عندما أذهب للدراسة لا يبدو عليَّ شيء وكأنني بأفضل حالاتي بينما من الداخل متكسرة وضائعة فكيف لشخص سوي وطائع لربه كيف يستلم هذا الجزاء على ما فعل لم أكلم بحياتي شاباً ولم أنوي فعل شيء يمس لي ولعائلتي بأي سوء أو يجعلهم تعسين بسببي
عموماً أتمنى أنه وصل لكم ما هو يجول ويصول في رأسي وأتمنى لو تقولون لي ولو كذباً أنني سأعود لطبيعتي 💔
وشكراً
11/3/2017
وبعد ثمانية أيام أرسلت تقول: أرغب في معرفة ما إذا كانت استشارتي السابقة قد وصلت لكم أم لا؟
أرغب في معرفة ما إذا كانت الاستشارة السابقة قد وصلت لكم أم لا؟ لأنه مر أكثر من أسبوع ولم تردني إجابة فإذا لم تصلكم مني أي استشارة أتمنى أن تعلموني كي أعيد إرسالها
19/3/2017
ثم بعد 5 أيام أرسلت تقول: إلى متى سيطول الانتظار؟
السلام عليكم
لقد بعثت إليكم قبل أسبوعين استشارة تمنيت منكم الرد بعد فرحتي بوجود هذا الموقع ولكن الفرحة لم تكمل حيث أنكم إلى هذا اليوم لم تجيبوا عليها هل بإمكاني معرفة السبب وإن لم ترغبوا بالإجابة عليها أخبروني كي لا أنتظر يومياً وأبحث طيلة الوقت وأقول ربما أجابوا؟
بما أني أراسلكم للمرة الثالثة فأنا أيضاً سأزيد عليها بأني أرغب من الدكتورة رانيا الصاوي بالإجابة على استشارتي الأولى لما أراه بها من إدراك وقدرة على التحليل ممتازة وبدون قصور بالبقية فكلهم كفء
وشكراً
24/3/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة "none" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، وعذراً على ما اعتبرته تأخيراً ... وعلى عدم تحويل استشارتك للمستشارة رانيا الصاوي لأنني أولاً جهزتها لأرد عليك بنفسي لأنها من نوع الاستشارات الذي أحب الرد عليه لا سيما وهي اضطراب وسواس قهري .... ثم أن طلبك للمستشارة لم يأت إلا بعد أسبوعين من إرسال الاستشارة ولو جاء من البداية لحولت لها الاستشارة تلقائياً.
صدق الموقع الإليكتروني الذي شخص حالتك اضطراب وسواس قهري.... ولكن لا يبدو أنك اتخذت الطريق الصحيح للعلاج... وحتى المعيدة التي تقولين أن لديها دكتوراه في علم النفس غالباً لم تأخذ حالتك على محمل الجد كما خمنت أنت شخصياً فضلاً عن ما يبدو من توقفها عن متابعة الجديد في العلاج المعرفي السلوكي منذ عقد أو يزيد من الزمن، فطريقة إيقاف الأفكار عفا عليها الزمان ولم تثبت نجاحاً يذكر إلا ربما في بعض الحالات التي أشرت إليها وقد ناقشنا تلك الطريقة من قبل في ردنا : وقف الفكرة الوسواسية كلام قديم ! .
حالتك اضطراب وسواس قهري نموذجي وكلاً من الوسوسة بالشذوذ أو الإلحاد حالتان ليستا غريبتين أن تكونا ضمن أعراض شابة جميلة مهذبة متدينة ومتفوقة لكنها مصابة باضطراب الوسواس القهري ومعرضة للإصابة بالاكتئاب.
والحقيقة أن كلا من
وسواس الشذوذ أو الخائف أن يكون شاذا
والوساوس الكفرية ووسواس الشك في وجود الله
كذلك تم نقاشهما كثيراً من قبل على مجانين فاقرئي ما تأخذك إليه عناوين الارتباطات وما تجدين داخلها من ارتباطات ولا تخافي التعرض لوساوس الآخرين فكلها وساوس وعليك اعتيادها لتظفري إن شاء الله بالنجاة.
أجيب بعد ذلك على تساؤلات وردت في إفادتك ورغم أنك ستعرفين ردودها مما أحلتك إليه من ارتباطات إلا أنني سأساعدك بالرد الموجز هنا كي تطمئني في أول رحلة الشفاء :
أولها هو قولك : (بذلك كنت كلما حاولت التفكير بالجنس بين رجل وامرأة لا يستجيب لي عقلي فإما يضع الرجل مع الرجل أو المرأة مع المرأة مما جعل حالتي تزيد) .... هذا طبيعي في كل حالات وسواس الشذوذ بسبب أنك تختبرين نفسك وأنت تحت وطأة إحساس شديد بالكرب والخوف والشك فتقعين في براثن متلازمة الإدراك الانتباهي أو المعرفة الانتباهية Cognitive Attentional Syndrome وتجدين شرحها بالتفصيل أكثر من مرة على مجانين ... ومن المهم أثناء العلاج السلوكي أن تكفي تماماً عن اختبار نفسك واتركي الأمر ليحدث من تلقاء نفسه في الاتجاه الصحيح.
وثانيها قولك: (وسواس وجود الله وأنه أين الله وكيف يترك اَمَتهُ الضعيفة تخوض في هذا الأمر المتعب تجاهلته وفزت ولكن كلما سجدت يقول لي أنت تدعين في فراغ فلا أحد يسمعك فأصابني شيءٌ مما في قلبي ولا يزال أخاف أنه فعلاً الله ليس موجود)...... هذا طبيعي جدا أن يزيد الوسواس حدة وشدة وتحايلا أثناء النجاحات الأولى في تجاهله،
وثالثها قولك : (ولي قرابة الشهر لم أستطع أن أصلي ولكن حالتي الآن أخف قليلاً) من فضلك يا "none" يا ابنتي عليك ألا تقطعي صلاتك مهما زادت الوساوس فيها أو في غيرها .... هذا جزء هو من العلاج السلوكي الذي يقوم على التعرض التدريجي لما يزيد من حدة الوسواس مع تجاهل أي استجابة له والاستمرار في الصلاة كالقطار الذي لا يقف كلما وسوست في خطوة فهو الدليل على إحسانها افعلي الخطوة التالية في الصلاة ... ولا تتوقفي إلا بعد التسليم ولا تكرري صلاتك أبدا ولا تسجدي سجدتي السهو احتياطا حتى.
ورابعهما قولك: (فكيف لشخص سوي وطائع لربه كيف يستلم هذا الجزاء على ما فعل) ... لم أر غالبا أبدا إلا أشخاص أسوياء طائعون لربهم يوسوسون بالأمور الدينية (وحتى بغيرها من أشكال الوساوس) فمهم أن أأكد لك أن الغالبية العظمى من الذين يعانون هذه الوساوس هم من المتدينين الأكثر إخلاصا والتزاما... وأنت شخصيا تقولين (لم يأتني هذا التفكير بالإلحاد إلا بعدما التزمت جداً جداً).. وكلهم وكلهن يقولون لم تأتنا هذه الوساوس (الدينية في العبادات أو الغيبيات) إلا بعدما التزامنا وغالباً في بدايات الالتزام تبدأ الوسوسة الدينية وغيرها أحياناً كما تبين الأمثلة التالية:
وساوس دينية من بعد الالتزام
وسواس قهري بعد الالتزام الديني م
مع بداية الالتزام تبدأ الوسوسة
الإفادة.. في الوسوسة والالتزام والإرادة
الأفكار الشيطانية والالتزام الديني
الوسواس والالتزام: مزيدٌ من علامات الاستفهام
الوسواس والالتزام الديني، هل من علاقة؟
في بداية الالتزام وسواس الشذوذ الجنسي
نصيحة الموقع :
عليك يا ابنتي سرعة التوجه إلى طبيب نفساني ليصف لك أحد عقاقير علاج الوسواس (الم.ا.س.ا أو الم.ا.س)
ابحثي عن معالج معرفي سلوكي ذي خبرة في علاج الوسواس القهري
اقرئي جيداً ما أحلتك إليه من ارتباطات وجربي تطبيق النصائح والإرشادات مع تناولك للعقار ... وتابعينا ولا تبخلي بالأخبار.
ويتبع>>>>>>> : وسواس الشذوذ والإلحاد منذ بداية الالتزام ! م