الشذوذ... يقتلني في صمت
السلام عليكم هذه هي المرة الأولى لي كي أصرح لأي موقع أو منتدى بمشكلتي وأتمنى أن تكون مشاركة مجدية.
لا أعلم من أين يجب أن أبدأ, تتشتت أفكاري كلما أفكر في الموضوع حتى ألفتها وأصبحت ليست بالغريبة عني
كنت في الصف الأول وكنت فتى مشبعا بالحركات الأنثوية على ما أظن لأنني كنت قد لاحظت ذلك فيما بعد لكن لم يخبرني أحد بذلك قط كنت أحب المكوث مع أمي أكثر من والدي أتذكر أني كنت شخصا خجولا هادئ عندما أحاول تذكر طفولتي لا أستطيع تذكر سوى العنف الذي كان يمارس علي من طرف إخوتي المادي منه والمعنوي ربما لم تكن مواقف كثيرة لكنها الوحيدة التي ترسخت في ذهني
كنت أحب مرافقة زميلة لي في المدرسة وتعرضت ذات مرة لحادثة سير دامية بسببها فأصبحت أتجنب مرافقتها أخبرتني والدتي أنني في الواقع لقد لاحظت تجنبي للفتيات منذ ذلك الحين أدمنت الاستمناء قبل حتى أن أبلغ بكثير إلى حد الآن لم أستطع أن أتخلص من ذلك
كان الكلام الساقط يثير فضولي لكني لم أتلفظ به في حياتي كنت أعلم أن ورائه لغز كبير
في الصف الرابع كنت أتعرض للعنف والتحرش أمام الملأ من زميل لي دام ذلك لمدة عام دراسي وبشكل يومي لم أكن أدافع عن نفسي كنت أعتبر الشجار يجعلني شخصا سيئ كنت أكره في البداية ما كنت أتعرض له لكن أصبحت أحس بانجذاب غريب لذلك الفتى
تطور ذلك إلى أن أصبحت أتحرش بأخي الصغير أكره نفسي كلما أتذكر ذلك لم أكن أعلم حتى ما كنت أفعله، وأخيرا أطفأت نار فضولي الجامح واكتشفت أنها العلاقة الجنسية بين الجنسين لم أتقبل ذلك أبدا وازداد رفضي حين وجدت نفسي أمام مواقع إباحية لا أدري كيف وصلت إليها وأنا ابن العاشرة
وفي الصف الثامن لازلت أتذكر التحرشات المتوالية التي تعرضت لها من طرف زملائي إناثا وذكورا كرهت نفسي لأني وكالعادة لازلت غير قادر على الدفاع على نفسي ربما كنت أخشى أن يكتشفوا ميولي المثلية
كنت قد أدمنت خلال نفس السنة على المواقع الإباحية والتي كانت غيرية في البداية وسرعان ما انتقلت إلى الإباحية المثلية التي انجذبت إليها أكثر ولم أكتفي فقط بذلك بل كنت أدردش مع مثليين آخرين
في الصف التاسع تعرضت لتحرش مرة أخرى من رجلين الأول دعاني للتحدث معه لكني تملصت منه لأن نظراته كانت شاذة وتثير الشكوك أحسست وكأنه قد اصطاد جائزة لكني عندما تخلصت منه بقيت لدي فضول لأن كل ذلك كان محض افتراضات مني
أما الثاني فقد كان غير مختلف عن الأول فأردت أن أتأكد من موقفي منه فصرح لي ذلك فكانت توقعاتي في محلها لكني انفجرت غضبا لأنه كان مصر ويلاحقني ويعرض علي المال حتى أرضى بذلك
عدت للمنزل محطما وأتساءل لماذا أتعرض لكل هذه التحرشات؟ ما المميز في حتى أكون فريسة للحيوانات الضالة؟
أخبرت والدتي بميولي المثلية لأني كنت مجبرا على إكمال دراستي في مدينة أخرى فقد كنت مقتنعا بأنني لا أستطيع العيش مع فتيان آخرين كنت أنتظر أن منها أن تجد لي حلا
صدمت عندما علمت رأيت الدموع في عينيها فكرهت حقا نفسي بالرغم من ذلك كانت تريد مساعدتي وبالفعل اصطحبتني لأحد الأطباء لكنه لم يجد نفعا لقد طلب مني أن أحاول أن أنجذب للفتيات مع أخذ بعض الأدوية لكن دون جدوى كانت الأدوية تقلل من الإحساسات الجنسية فقط وكانت باهظة الثمن فتوقفت عن أخذها من دون حتى أن أستشير الطبيب
أصبحت شخصا مزاجيا فاشلاً أختنق في الأماكن المكتظة ولطالما أتلعثم وأتأتأ خلال حديثي مع الآخرين أفضل أن أبقى لوحدي طوال الوقت رغم أن هذا يجعلني أكثر إدمانا على المواقع الإباحية والاستمناء
قررت أن أقوي إيماني بالله سبحانه وتعالى لكن تارة أنجح وأصبح مواظبا على الصلاة وتارة أخرى أتركها لأنني أحس بنفسي منافق مللت من نفسي ومن حياتي بل حتى أنني لم أعد هدفا أو غاية من حياتي أنا فقط عالة على الآخرين ووجودي من عدمه لن يحدث فرقا
شذوذي...... يقتلني في صمت.
هل عندكم من حل أو طريقة؟
23/4/2017
رد المستشار
شكراً على استشارتك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة.
قصتك الشخصية مشحونة بالألم وخالية من التبريرات ولا تحاول تفسير ميولك المثلية بحدث معين. ما هو في غاية الوضوح في رسالتك هو صراعك مع ميول مثلية وهوية شخصية متأزمة والدخول في موقع اكتئابي.
رغم تشتت أفكارك ولكنك سطرت سيرتك الشخصية بوضوح وتبدأ باقتناعك بوجود ميول مثلية منذ عمر مبكر.
تعرضت لحادثة سير تدعي أنه بسبب الفتاة التي كنت ترافقها٫ ولكن من الصعب القبول بأن لهذا الحدث دوره في هويتك الجنسية وتجنبك للإناث.
تعرضت للتنمر في المدرسة وربما يعكس ذلك شخصية تميل إلى التواصل السلمي والعزلة.
تحرشت بأخيك الأصغر وترك ذلك خلفه شعوراً بالذنب.
توجهت نحو المواقع الإباحية الغيرية أولا ومن ثم المثلية واستنتجت بأن ميولك مثلية.
ثم صارحت والدتك وتوجهت نحو طبيب نفسي ولم تقتنع بالعلاج لتغيير ميول تراها مترسخة في أعماق شخصيتك.
انتهى بك الحال إلى الشعور بالشلل النفسي والحركي والدخول في موقع اكتئابي.
ما هي التوصيات؟
لا يكتمل إصدار الهوية الشخصية للإنسان مع نهاية أعوام المراهقة وما هو في غاية الوضوح هو عدم سعادتك بالتوجه المثلي. قد تتغير أو لا تتغير ولا يستطيع أحد التخمين بإطار ومحتوى هويتك الشخصية في المستقبل. هناك صراع في داخلك لم يتوقف بعد.
ولكن ما هو الأهم هو أن تراجع أهدافك في الحياة وكيفية الوصول إليها. لا تستطيع الاستمرار في تطوير شخصيتك مع العزلة ولا بد من الخروج من موقعك الاكتئابي. لكي تخرج من زنزانة هذا الصراع يجب أن تدخل في علاج كلامي مع معالج نفسي للحديث عن مشاعرك وهويتك وتأزمك مع الهوية المثلية.
لا تدخل في علاج كلامي مستهدفا تغيير توجهك الجنسي وإنما حاول التركيز على الجوانب الأخرى في الحياة.
قد تنتهي رحلة العلاج وتقبل بالهوية المثلية أو قد تنتهي مسيرتك بالحياة باكتساب هوية غيرية ولكن طريق هذه الرحلة لا يعلمه أحد ولا يستطيع أحد أن يعطيك اتجاهات الطريق.
تمضي قدماً وتخرج من مكان اكتئاب متوجها نحو مكان آخر فيه السعادة ومعه هوية مثلية أو غيرية.
وفقك الله.