وسواس بالعقيدة
السلام عليكم ...
منذ كان عمري10سنوات أصبت بوسواس إن صح القول أو أفكار عن الجنة ... تأتيني الأفكار بأن بعد دخول الجنة إلى متى سنبقى للأبد لا أستطيع تصديق أكيد سوف نفنى بالأخير وهذا الشيء يخيفني وأصاب بالقنوط من رحمة الله وأحيانا عندما تشتد بي الحالة أقول لما خلقنا الله إن كان سيفنينا بالأخير وأنه ظالم أستغفر الله....يحاول أقربائي إقناعي بأن الله وعدنا بالخلود ولا يوجد موت ...لا أستطيع تصديق أقول شيء من اثنين إما أنه سيغير وعده سيفنينا أو أننا فهمنا خطأ والأبد هو مدة طويلة ولكن تنتهي ...
يعني باختصار أنا أخاف من فناء الجنة وأن نعود للعدم وأحس أن كل شيء زائل لا أستطيع الاستمتاع بشيء حتى الصلاة حتى العبادة أقول لماذا نفعل هذا بالأخير سنعود للعدم هذا شيء سبب لي عقدة نفسية لا أريد أن أسمع أي أحد يحكي عن الجنة أخاف وأكتئب ...أحيانا أقول كم هؤلاء الناس سذّج يصدقون أنهم سيعيشون للأبد وأحيانا أقول كلهم يعرفون أنهم سيفنون بالأخير ولكن لا يخافون ...
هذه المشكلة بالنسبة لي عقدة وجود ليس لها حل
15/5/2017
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخت "زهراء" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد خلقنا وهذا أكيد. وسوف نموت وهذا مؤكد أيضاً. ومن بعدها إلى أين؟ معظم الأديان وخاصة الدين الإسلامي يقول: "إما إلى جنة عرضها السماوات والأرض وإما إلى الجحيم". نرجو أن نكون وإياكِ من سكان الجنة!
وكما أننا لم نشترط حين ولادتنا عدد سنوات الحياة في هذه الفانية؛ فقد يمنحنا الله سبعون، ثمانون، تسعون، مئة سنة... وهذا ليس بأيدينا. ما علينا سوى أن نرضى بما يقسّم لنا من رزق ومن عمر. كذلك ليس لنا أن نشترط عدد سنين الآخرة المقدمَة لنا.
جلّ ما نعرف بأن هناك حياة أبدية "خالدين فيها". والأبدية بالنسبة للحياة الدنيا هي اللانهاية بالمقاييس الحسابية. علينا أن نحرص أن نكون هذه الفترة في جنان النعيم، وليس في نار الجحيم لأن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون.
طبعاً الشيطان يوسوس للجميع، ويأتي كل واحد منا بطريقة مختلفة. منهم من يغويه بالزنا، ومنهم بالمال عبر السرقة، ومنهم بالكذب، وآخرين قد يأتيهم من باب القنوط من رحمة الله.
{ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون}.
فحاذري يا "زهراء" أن تكوني من القانطين! لا بل أن لا تكوني من المسلمين والمسلّمين لأمر الله، فهو الخالق المبدع، الرحمن والكريم المطلق، ليس كمثله شيء، وقد سلمنا بكل جوارحنا وأحاسيسنا له سبحانه، وحتى لو أننا لم نسلم فلا نستطيع أي شيء أمام قدرته وعظمته وجبروته. فالإسلام هو التسليم، وعلينا الانتباه من أن لا نسمح للشيطان بأن يجعلنا من المعترضين أو المشترطين.
صديقاتنا "زهراء"... أغلقي باب إبليس لهذه الوسوسة اللعينة وافتحي قلبك وروحك وكيانك للتسليم لأمره، فالتسليم قمة الإيمان، والاشتراط عكس ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.