حالة طارئة
السلام عليكم، أرجو أن تجيبوا بأقرب وقت وأن تجيبوني إجابة تشفيني ولا تعتبروني شاذا أو خارجا عن الفطرة أو كافرا أنا عمري 16وسؤالي هو :
من قال إن لم أفعل كذا فـ... (كلمة سب على الله) أو قال إن لم أفعل كذا فـ ... (تشبيه الله عز وجل بشيء لا يليق به ولا يرضى أي أحد من البشر أن يتشبه به) أو قال إن لم أفعل كذا فـأنعل ((الله)) والعياذ بالله وحاشا لله من هذا.
وكلمة -أنعل- نستخدمها نحن في العراق وأتوقع أن معناها ظاهرا وهو "أحتذي" أو تشبيه بالنعال أو مقصود بها نعال على الشخص المقصود بالسب. حاشا وألف حاشا لله. بعد هذي المقولات أراد أن لا يفعل ذاك الشيء لأسباب معينة إما لصعوبته أو لأنه لا يراه مناسبا أو لا يريد فعله وحسب، فهل له أن لا يفعله ولكن يستغفر كثيرا ؟؟ فأنا الآن أمام قضية تحدد مستقبلي وأن أفعل ما قلته سابقا فذاك سيؤدي إلى انحدار مستواي إضافة إلى إتعاب أهلي. أم أنه يجب علي أن أفعل الشيء وإن لم أفعله فسوف أخرج عن الملة؟؟
والله أنا أريد أن أبقى في الملة مع العلم أنه من المؤكد أنكم استغربتم أن يخرج مثل هكذا تجاوزات دنيئة من مسلم ولكنني كنت سابقا مصابا بالوسواس ولا أزال أعاني منه وكانت تأتيني هذه الأفكار من غير إرادتي من ثم والعياذ بالله أصبحت أنا أستخدم هذه الألفاظ بكامل وعيي. مع أنني ملتزم قدر الإمكان بالصوم والصلاة وغض البصر والابتعاد عن ما حرم الله قدر المستطاع.
أرجوكم أجيبوني إجابة شافية
السلام
2/7/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة "آمنة محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وعلى طلبك الاستشارة من صفحتنا استشارات مجانين..... أحييك على سلامة كتابتك للعربية كثر الله من أمثالك، وإن كان من الغريب أنك تحدثت في إفادتك على لسان ذكر! ولا أدري تعليقك على ذلك.
تكتبين وأنت في حالة من الغضب الذي يعتري الموسوس حين يمل لأقصى الملل من تساؤلاته الفكرية وتحسساته الوسواسية لدواخله الشعورية وهو في حالة المبتلى بالشك أو المستنكح بالشك مثلما هو اسم الموسوس في فقه الإمام مالك،.... تكتبين وقد عبث بك الوسواس كل العبث... وانزلقت على مزالق التباس إحساسك بدواخلك ومنها نيتك وإرادتك الحرة....
تبدئين إفادتك لمجانين التي عنونتها بأنها حالة طارئة بقولك (أرجو أن تجيبوا بأقرب وقت وأن تجيبوني إجابة تشفيني ولا تعتبروني شاذا أو خارجا عن الفطرة أو كافرا أنا عمري 16وسؤالي هو)..... وهنا نسأل ما المقصود بالشذوذ؟ أنت مريضة وسواس قهري فهل هذا هذا الشذوذ الذي تقصدين وتريدين منا ردا على ما قلته وبشرط أنك بكامل وعيك وإرادتك؟ أي أن لا نعتبرك مريضة وسواس قهري..... حتى أنك تذكرين قصة مرضك بالوسواس هكذا (كنت سابقا مصابا بالوسواس ولا أزال أعاني منه).... نحمد الله أنك تعرفين أنك مريضة.
للوسواس القهري يا "آمنة" قدرة على تشكيك المريض في نيته وإرادته وذاكرته..... بحيث أنه في حال الوسوسة لا يوقن من نفسه شيئا يبني عليه كما قال الفقهاء.... ومعنى ذلك أنك تظلمين نفسك حين تطلبين حكما للصحيح وأنت في منتهى الوسوسة.
تقولين يا "آمنة" (والله أنا أريد أن أبقى في الملة مع العلم أنه من المؤكد أنكم استغربتم أن يخرج مثل هكذا تجاوزات دنيئة من مسلم ولكنني كنت سابقا مصابا بالوسواس ولا أزال أعاني منه وكانت تأتيني هذه الأفكار من غير إرادتي من ثم والعياذ بالله أصبحت أنا أستخدم هذه الألفاظ بكامل وعيي.).....
الحقيقة أننا لم نستغرب ببساطة لأننا كنا متوقعين أثنا القراءة أننا نقرأ إفادة مريض وسواس قهري في حالة من اليأس الغاضب والحنق وتلاعب الوسواس به حتى ليجبره مقهورا بعض الأحيان على التلفظ "الواعي" بما يكره ويتحاشى! ليتخلص من وسواس اخلص مما أنت فيه (مثلا حالة وسوسة شديدة بسؤال هل أنا كفرت هل أنا على الله جدفت ويا ترى تلفظت إن كنت تلفظت وأنا مريد أم مجبر ....إلخ).... فيكون الفخ الوسواسي انطقها واعتبر نفسك خرجت من الملة ثم اغتسل وعد إليها!! وبعضهم يجد هذا أريح من البقاء في دوامة الوسواس.
واختصارا لم تكوني ولست بكامل إرادتك ولا وعيك حين تلفظت بما تلفظت..... ولا شيء واجبا عليك إلا أن تستكملي علاجك من مرض الوسواس القهري وتابعينا بالتطورات.