خوف بنتي الزائد ومسبب مشكلة في الدراسة
أرجوكم المساعدة في العلاج
بنتي تخاف كثيرا عن باقي الأطفال لدرجة أنها تفضل ألا تتكلم وتسكت طول الوقت ومستواها التعليمي في النازل
2/6/2017
رد المستشار
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
شكرا لك على التواصل معنا على شبكتنا، ومعذرة على التأخر، أسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية.
أخي الكريم : خوف الأطفال منتشر جدا، فمن النادر أن نجد طفلا لا يخاف من شيء ما، ويظهر الخوف في الأطفال بصورة واضحة في سن الثالثة من العمر، وتتراوح درجاته بين: الحذر، والهلع، والرعب. وهناك بعض الأمور التي تسبب الخوف عند الأطفال، مثل:
- تخويف الأبوين للطفل، وتهديدهم له باستمرار .
- مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة مثل أفلام الرعب والقصص البوليسية، والاستماع إلى القصص المخيفة مثل قصص الجن والعفاريت. فالطفل في المراحل العمرية المبكرة يعتمد تفكيره على الخيال الخصب، والبعد عن الواقع، لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور.
- فقد الحب والرعاية، حيث تكثر مخاوف الأطفال من فقد أمه أو أبيه، أو انفصال أمه عن أبيه.
- الصراعات الأسرية، فجو المشاحنات المستمرة تولد خوف لدي الأطفال من المستقبل.
- تسلط الآباء وسيطرتهم، أو المبالغة في الخوف والقلق علي الأبناء.
- أيضا قد يكون الخوف ناتجا عن التدليل الزائد أو الحماية الزائدة، والنقد الكثير أو الزجر، والقسوة المفرطة أو التوبيخ والضرب، فالنقد الزائد للطفل يولد شعورا قوياً لديه بالخوف من الوقوع في الخطأ، مما يؤدي في النهاية لفقد الطفل لثقته في نفسه. والتدليل يجعله واهن العزيمة غير قادر على تحمل مشاق الحياة، مما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها، فالأمر يحتاج إلى توازن بين التدليل والقسوة .
- مقارنة الآباء بين طفل وآخر، بهدف التحفيز والتحميس مما يأتي بنتائج عكسية.
- كذلك رد فعل الوالدين المبالغ فيه، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة، فينشأ أطفالهن علي الخوف من هذه الحيوانات. فالارتباك والهلع التي تصيب الأمهات أمام الأطفال، تعزز ذلك السلوك لدى الأطفال.
- وقد يستخدم الطفل الخوف للسيطرة على الوالدين وجذب الانتباه له، وهذه الطريقة تعزز بشكل مباشر وجود المخاوف لدى الطفل، فيصبح الخوف تجربة مريحة ومؤلمة في آن واحد.
- أيضا التنشئة الاعتمادية للطفل.. التي لا تدفع الطفل إلى التعرف بمفرده علي مواقف الحياة.
-الضعف النفسي أو الجسمي للطفل (كالعرج - الحول - الطول المفرط – القصر الشديد - التشوه - السمنة المفرطة - انخفاض درجة الذكاء- والتأخر الدراسي)، فالضعف النفسي أو الجسمي يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل، مما يكون لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة.
-كما لا نستطيع – أخي الكريم - أن ننكر أن الوراثة ربما تلعب دوراً في حدوث المخاوف لدى الأطفال، فقد وُجد أن 30% من الأطفال الذين يعانون من الخوف لديهم تاريخ لحالاتٍ مماثلة في أُسرهم، حيث كان أحد والديهم يعاني من المخاوف، خاصةً الذهاب إلى المدرسة في أثناء الطفولة، كذلك فإن النشأة في بيئة تعاني من القلق النفسي والخوف وعدم الثقة تعزز الشعور بالخوف وقلة الثقة بالنفس في الأطفال.
وأكثر مخاوف الأطفال شيوعًا تكون من الأشياء المحسوسة؛ مثل الخوف من العسكري أو الطبيب، أو الخوف من بعض الحيوانات كالقطط، أو الكلاب، أو غيرها، أو الخوف والارتباك عند مقابلة الناس خارج البيت، بينما المخاوف غير المحسوسة تكون أقل شيوعًا، مثل الخوف من الموت و المرض والعفاريت.. إلخ وتلك أمور غالبًا ما يكون السبب في نشوئها لدي الأطفال هم الآباء أنفسهم.
والأطفال اللذين يعانون من الخوف معظم المواقف، يعانون من ضعف الثقة بالنفس، وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة، وقد يصاحبها ظهور مخاوف غير واقعية وأعراض أخري كعدم القدرة علي الكلام، والتهتهة، والانطواء والخجل، والاكتئاب، والتشاؤم، وتوقع الخطر، كما هو الحال ربما مع طفلتك.
وعلاج الخوف في الأطفال ممكن بعون الله، إلا أنه لا بد من الحكمة والتروي، وأن لا نجعل من مشكلة الخوف مشكلتين: الخوف ومن ثم ضعف ثقة الطفلة بنفسها. ويقوم العلاج بشكل أساسيّ على مبادئ الطرق السلوكية، وهو العلاج الأكثر فعالية، وهو محاولة تغيير السلوك، وعدم الاستسلام للأفكار المخيفة، ولكن ليس من خلال عتاب الطفلة، أو تخجيلها وخاصة أمام الآخرين، حتى لا يزيد خوفها وقلقها، ويتأخر تعافيها من الخوف، وهذا ما يحدث مع الأسف عند الكثير من الأطفال بسبب قلة حكمة الأبوين في التعامل مع الموقف.
وعندما تكون الطفلة في حالة من الخوف والارتباك، تعاملوا مع الموقف بكل هدوء، بالتفهم، وبث الأمن والطمأنينة في نفسها باستخدام عبارات مثل لماذا أنت خائفة ؟ نحن نريد مساعدتك.. نحن بجوارك..، ومواجهة الموقف بالتقدير وعدم السخرية، وعدم المقارنة، وتفهم حقيقة الشيء الذي تخاف منه برقة وحنان مع إجابة الأسئلة التي تُحيِّرها لتستطيع التخلص من مخاوفها، واحذروا من علاجها من الخوف عن طريق مساعدتها على نسيان الموقف المخيف حتى لا يتحول داخلها الى مخاوف مدفونة.
كما أنصحكم بإبعادها عن مثيرات الخوف كالروايات المخيفة- الخرافات- الجن والعفاريت-.. إلخ ، وتفادي التعبير عن القلق الزائد، والتقليل من التحذير، وعدم المبالغة في الحماية الزائدة، أو استخدام أسلوب التخويف أو الضرب، مع الحرص على الاتزان والهدوء أمامها (بلا هلع ولا فزع) في المواقف المختلفة؛ لتفادي الإيحاء والتقليد والمشاركة.
ولا شك أن إحاطة الطفلة بجو من الدفء العاطفي والحنان والمحبة، مع الحزم المعتدل والمرن، وتوفير جو عائلي هادئ ومستقر سيشبع حاجاتها النفسية، ويساعدها في التغلب على مخاوفها بإذن الله.
كما يمكن لهذه الطفلة أن تُعطى بعض الأدوية البسيطة، والتي لن تؤثر عليها سلباً إن شاء الله، ومن أفضل الأدوية التي تُعالج نوعية هذه المخاوف في الطفولة، الدواء الذي يُعرف باسم تفرانيل، والجرعة هي 10 مليجرام فقط، بواقع حبة ليلاً، لمدة ثلاثة أشهر.
وبإذن الله سوف تتحرر هذه الطفلة من الخوف، واحرصوا على تحصينها في الصباح والمساء بقراءة المعوذتين والأذكار. أسأل الله أن ييسّر الخير لطفلتكم والأسرة، وأن يقرّ عيونكم بها، وأن يصرف السوء والشرور عن أطفالنا وأبناء المسلمين..... والله الموفق،،،
واقرأ أيضًا:
ولدي والخوف الشديد
أخي الصغير والخوف
خوف الخروج من المنزل قلق الانفصال
أختي والخوف ! ماذا نفعل؟
الخوف عند الأطفال.. غالبًا عابر!
الخوف من ميكي ومن أقنعة المهرج !
الخوف من الظلام في الأطفال (برنامج سلوكي)