اضطراب الوسواس والعادة السرية
السلام عليكم دكتور أرجوك أريدك أن تساعدني أنني خائفة ولدي هاجس ورعب أنني شديدة الندم والله شديدة الندم أريد الانتحار لدي خوف كثير مارست العادة السرية فقط بالبظر أجريت فحص طبي مرتين عند دكتور المرة الأولى أجريته بعدها مارست العادة غفلة شيطان بعدها أجريت فحص أنني عذراء وبعدها الآن مارستها مرة عندما كنت حائضة هل سيكون دم البكارة أو تأثرت ومرة أخرى عندما كنت نائمة مارستها فقط فوق البظر بالإصبع ليس بعنف وبعدها بكيت كثيراااااا والله ندمت أنا أذهب عند الطبيب لأسمع أنني عذراء
والآن هل الفحص والممارسة يعني ستكون تمزقت أم كثرة ممارستها تمزقت أرجوك ساعدني هل أذهب مرة أخرى أجري الفحص لماذا أنا أعمل هكذا ولا أريد أن أثق في نفسي أنني عذراء أريد أن أجري فحص وأسمع أني عذراء وبعدها أنسى ممارستها لكن الشيطان والله لم أرد
والآن خائفة كدت أن أنتهي من الوساوس والآن رجعت أخاف أرجوك ساعدنييييي هل يوجد توسع أو تمزق
10/7/2017
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة" سلمى" حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك دائما على شبكتنا ،ونحمد لله عز وجل أن هداك إلى الطريق الصحيح، فأدركت ضرر وحرمة تلك الممارسة القبيحة المنافية للفطرة, ونسأله - جل وعلا- أن يكون إلى جانبك، وأن يتقبل توبتك، ويعينك على الثبات في طريق التوبة.
ابنتي العزيزة : ما تعانين منه هو نوع من الابتلاء البسيط -وأنت إن شاءَ الله قادرة على تجاوزه- وهو الوسواس القهري، وأنا أجد لك العذر فيما تشعرين به من ألم نفسي، لأن الوساوس من طبيعتها أصلاً أن تكون سخيفة المحتوى، ومؤلمة للنفس، وفي أمور حساسة وعزيزة على نفس الإنسان. وأنا أتفهم خوفك وقلقك جيدا، وأحب أن أطمئنك بأن غشاء البكارة عندك سليم، وأنت عذراء -بإذن الله تعالى- فعندما يتم النظر إلى الأمر، ومناقشته بدرجة من المنطق، ستجدين أن ممارستك كانت ممارسة خارجية، ولم تقومي بأي ممارسات خاطئة تتضمن إدخال أدوات في جوف المهبل –والحمد لله- فلا داعي للقلق مطلقاً، لأن غشاء البكارة لا يتمزق بدون سبب، والأصل أنه موجود عند كل الفتيات منذ الحياة الجنينية، ولا يتمزق إلا في حال تم إدخال جسم صلب إلى جوف المهبل، وكان حجم هذا الجسم أكبر من حجم فتحة غشاء البكارة، وهذا كلام علمي ومؤكد، وليس كلام مجاملة أقوله فقط لأطمئنك, وأعتقد أن هذه المعلومة وحدها تعتبر كافية للجزم بسلامة الغشاء عندك من أي توسع أو تمزق.
اطمئني -يا ابنتي- وأبعدي عنك الوساوس والمخاوف التي تنغص عليك حياتك، ولا داعِ للذهاب إلى الطبيبة كل فترة لعمل فحص للغشاء، فأنت لا تحتاجين إلى ذلك، واشغلي نفسك بما يعود عليك بالفائدة في دينك ودنياك. كما أنصحك بمناقشة الأمر مع أسرتك – والدتك ووالدك – واطلبي منهما أن يعرضاك على طبيب نفسي ليصف لك العلاج المناسب لحالتك- فهذا أفضل- مع إتباع بعض نصائح العلاج السلوكي، والتي ستفيدك كثيرا بإذن الله تعالى.
وفيما يتعلق بالدواء فأحب أن أطمئنك إلى أن الوسواس القهري يستجيب للعلاج الدوائي خاصة في مثل عمرك، وستكون الأدوية مفيدة جدا في علاج حالتك، لأن الوساوس في حقيقتها تؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ، حيث توجد مادة في المخ تعرف باسم (سيروتونين)، وقد وجد الباحثون أنه عندما يحدث اضطراب أو عدم انتظام في إفراز هذه المادة فإن هذا يؤدي إلى حدوث الوسواس، لذا يجب أن يُستعمل العلاج الدوائي كمضاد لهذا الاضطراب الكيميائي، وإن شاء الله تعالى تعود الموصلات والناقلات العصبية إلى مساراتها الصحيحة وتشعرين بالتحسن السريع –بإذن الله تعالى.
وفي حالة ما إذا لم يكن الطبيب متاحا في منطقتك فأنصحك باستعمال عقار اللسترال (السيرترالين) 50 ملجم ،فهو من أفضل الأدوية التي نصفها لعلاج الوسواس القهري وهو آمن، ومتوفر، ولا يحتاج لوصفة طبية، كما أنه دواء لا يسبب الإدمان، ولا يسبب التعود، وليس له تأثيرات سلبية على الهرمونات النسائية. الجرعة المطلوبة في حالتك من هذا العقار هي قرص واحد في اليوم، يتم تناوله يوميا بعد الغداء لمدة أسبوع، وبعد أسبوع ترفع الجرعة إلى قرصين – أي 100 مليجرامًا – في اليوم، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك، والتي يجب أن تستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى قرص واحد في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم قرص يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للعلاج السلوكي في مثل حالتك فأنصحك بإتباع الآتي:
أولاً: حقري الفكرة المتعلقة بالوسواس ولا تستجيبي لها، فمثلا لا تتخذي أبدا التحوطات التي تُشعرك أن غشاء البكارة لديك لم يمسه سوء ولم يُخدش، عيشي حياتك بصورة طبيعية، فمثلا لا تحجمي عن الاستنجاء والاستبراء والغسل بحجة عدم إيذاء الغشاء، لأنك إن اتخذت تحوطات غير منطقية لا داعي لها فسوف يثبت لديك الوسواس، اقتحمي هذا الوسواس وحقريه وقومي بفعل ما هو مضاد له.
ثانيا: لا أريدك أبدا أن تُحللي هذا الوسواس، وتشرحي الفكرة، إنما خاطبي الفكرة حين يأتيك الشعور بأنك لست عذراء قولي: (أنت فكرة وسواسية قبيحة وحقيرة لن أهتم بك، أو أناقشك)..... قولي لنفسك: (الحمد لله تعالى أنا عذراء، أنا فتاة طاهرة نقية، وأسأل الله تعالى أن يرزقني الزوج الصالح)خاطبي نفسك هذه المخاطبات، وكرريها عدة مرات مع نفسك.
ثالثا: يجب أن تصرفي الانتباه - وهذا أمر ضروري – وصرف الانتباه نعني به ألا تتركي للفراغ مجالاً، أن تشغلي نفسك بما هو أفضل وأفيد، وأن تديري وقتك بصورة سليمة وصحيحة، ولا بأس من تعلم بعض تمرينات الاسترخاء وممارستها لتساعدك بصورة كبيرة على التخلص من القلق الذي يسببه الوسواس.
نسأل الله -عز وجل- أن يكتب لك فيه كل الخير، ويسدد خطاك....وتابعينا دوما بأخبارك.