ليتني كنت ضعيفة أو بلا وعي م
ليتني كنت ضعيفة
أعود إليك بسرعة كبيرة هذه المرة وأتصور أن الرسالتين ستنشران في وقت واحد
أذن الفجر منذ دقائق ومرة أخرى أجد أنه لا معنى للصلاة وإن الأمر سواء وقررت أن أكتب إليك أسالك وأرجو منك أن تصدقني القول، لا تفعل مثلي وتجيب جوابا دبلوماسيا، قل الحقيقة وإن كنت تخاف أن تسمع نفسك وأنت تقولها، هل الله يهتم؟! هل يسمع؟! هل كل ذلك فرد عضلات؟!
ما معنى أن تصب قلبك على الأرض بين يديه ولا يفعل شيئا ؟! قرأت أن أم البخاري حين أصابه العمى التزمت الكعبة 90 يوما حتى عاد إليه بصره وقالوا أي إله هذا الذي لم يكن ليسمع دعائها 90 يوما؟! للأسف هو لم يسمع دعائي.
حين أقرأ في الأدب الإنساني أجد قصص مشابهة لقصتي، بل هي قصة واحدة تتكرر في صور متعددة وأجدني أفكر ، لما عليه أن يذيقنا المر أولا ويترك أرواحنا تجف مش شدة القسوة ثم ينزل علينا رحمته وقد ذبلت زهرة العمر و فات الأوان
لم أحك لك عن أهلي، عن قسوة أبي وعن سلاطة لسان أمي وعن غيرة إخوتي (إخوة يوسف) يكفي أن أقول لك أن أبي لم يحتضننا أبدا ولا قبلنا طوال حياته وما بكيته حين مات وما حاولت أن أقبله قبلة وداع، قال لي قبل أن يموت أنه فخور بي، وترفعت عن أن أنطق بما قالته عيناي من أني أنا هذا الشخص رغما عن قسوته وبشاعته وأن ليس له في حق ولا له علي فضل ليفخر بي.
أما أمي فهي شخصية حدية بامتياز، تقول لي أني عمود ظهرها وابنة عمرها وقلبها وأن لولا وجودي في حياتها ما استطاعت أن تتحمل قسوة أبي ولا بتر قدميها وأني مصدر الأمان لها منذ أن كنت صغيرة وأن كل نساء العائلة يحسدونها علي وأن مثلي هي من أضحت أسطورة أن الرجال هم من يقيمون العوائل. أسمع منها حلو الدعوات حتى أشعر وكأنما يد الله في يدي وأني سأفوت في الحديد.
وأحيانا أصبح أنا الشيطان الرجيم وسبب حزنها ومرضها وأني وصمة عار في حياتها !!! وأنها ما رأت مني خيرا قط ( رغم أنها أوصت إخوتي أن يعطوني جزء من مالها آخذه قبل تقسيم الميراث في حالة موتها لقاء مالي الذي أنفقه عليها) وأسمع منها مر اللعنات تستنزلها علي في صحتي وعمري وأولادي وتسأل الله أن يضع في طريقي شرار خلقه وتدعو ألا أرى خيرا أبدا ولا راحة، حتى قلت له إن استجاب الله لك وأنا لم أظلمك فهو ظالم.
لم تنفعني أدوية الاكتئاب فتركتهم منذ شهور وأحاول أن أعيش هادئة بعيدا عنهم، أختي ولدت طفلا جميلا لم أر إلا صورته فهي لا تريدني وتقول أني أغار أنها تزوجت وأنجبت وهي الصغرى وأني سأظل عانسا ما حييت، أختي هذه قاطعتني منذ سنوات بسبب التمييز الشديد بيننا في المعاملة من قبل أمي وسخرية أبي المستمرة منها، هي أيضا ضحية جهلهم زاد على ذلك عدم تفوقها في المدرسة وإحساسها بالنقص الذي تحاول تعويضه بالتفاخر، منذ آخر خلاف بيننا تسير في البيت تغني الأغنية التي لا تعرف غيرها( والنبي لنكيد العزال) حيث يصور لها غبائها أنني عزول مع أني أدعو لها ولطفلها بالخير ودافعت عنها قبل زواجها حتى تأخذ ما تحتاج إليه من ميراث أبي الذي لم نقسمه بعد ووقفت أمام أختنا الصغيرة مهددة إن هي تحدثت في هذا الأمر ثانية.
ساعدتني عائلة صديقة أن أجد شقة بالقرب منهم ويعتبرونني ابنتهم ولا يمر يوم دون أن يطمئنوا علي، استضافوني يوميا على الإفطار في رمضان ولأول مرة منذ سنوات أجلس على مائدة سفرة دون وجود جو عدائي تنافسي، دون همهمة وتنبيط بالكلام، فقط اهتمام واحترام وود.
يقولون أن الله لا يحمل نفسا إلا وسعها، ولكني كما يقول المصريون ماليش جنب أتعدل عليه، ولا أعتقد أني أستطيع التحمل أكثر من ذلك. بكيت قدر ما بكيت، أتعرف لما؟ لأني أحتاج حضنا من أحد، حضن قوي، أحتاج ضمة تلملم شملي، سرت في الطريق أمسح الوجوه لعلي أجد بينها خال أو عم، مجرد حضن حلال ليس فيه إثم ولكني لم أجد، لقد تخلى الخال وعمي قلب العم.
هل حرام علي أن سعيت وراء إشباع هذا الوسواس الذي لا يكف عن التكرر في عقلي؟ لم التعفف إن كان الله بكل قدرته لا يعنيه أن يفتح مدخلا للحلال؟!
أنا على حافة الجنون
ماذا أفعل دلوني
17/7/2017
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع. تم إرسال الاستشارة بعد تأخر الرد.
لكل إنسان احتياجات خاصة به يسعى إلى تلبيتها والعيش بسعادة وهناء. الاحتياجات الروحية للإنسان لا تعني بالضرورة تمسكه بعقيدة دون أخرى وتقييمه بمؤمن أو غير مؤمن أو ملحد وما غير ذلك من المصطلحات. الأهم من ذلك اكتشاف الإنسان بأن هناك احتياجات روحية ينتبه إليها ويسعى إلى تلبيتها عن طريق تمسكه بعقيدة دينية أو إيمانه بالإنسانية دون العقيدة الإلهية. يختار ما يشاء وعلى الآخرين احترام اختياره.
ولكن الإنسان المتأزم أحيانا يسقط اللوم على العقيدة التي يتمسك بها من حوله من الناس والمجتمع الذي يعيش فيه. هذا التحويل في معالجة الأزمات لا يزيد الإنسان إلا تضاعف تأزمه ودخوله في معضلة جديدة.
أما البحث عن حضن دافئ ليضمك فهذا هو الآخر حق مشروع. الحضن الجديد يستقبل الإنسان وأزماته التي يحملها في جيوبه وحقائبه٫ ولكن بعد فترة تقصر ولا تطول يطلب الحضن أن يحضن إنسانا نجح في تفريغ جيوبه من أزماته الماضية وألقى بحقائبه في البحر. تسعين إلى حضن دافئ والحضن الدافئ بدوره يسعى إلى الشعور بالدفء في من يحتضنه.
الإنسان هو أشبه بمدير إداري أو مدرب لفريق يلعب على الساحة. أفكار الإنسان ومشاعره هو الفريق الذي يلعب في الساحة. ولكن لكل فريق مجموعة من اللاعبين الاحتياطيين يجلسون وكل ينتظر دوره في اللعب. ولكن الإنسان أفضل من مدرب فريق لأن احتياطي المشاعر والأفكار لا عد له ولا حصر وباستطاعته تغيير من يلعب على الساحة في أي وقت. تخلصي من المشاعر والأفكار التي تلعب بملعب حياتك واختاري ما هو أفضل من احتياطي المشاعر والأفكار التي تجلس تنتظر دورها. أنت المدرب والمدير الفني للعبة حياتك.
نصيحتي لا تبالي باستشارة طبيب نفسي وواجهي التحديات بنفسك .
وفقك الله.