ماذا أفعل بحالي ؟
السلام عليكم، ويعطيكم العافية لمجهودكم في الاستشارات حبيت وأنا عم أكتب استشارتي أقسمها بشكل زمني مثل ما طلبتم أحط فيها الأحداث ومع كل فترة أحط الأعراض التي تواجدت في نفس الوقت.
من فترة 0 – 20
كنت كطفل ما عندي بشكل عام مشاكل إلا مع أمي فكانت شديدة رغم إنها تدعي إنها تحبني ... كانت شديدة من النوع المريب ... يا صح يا غلط ... يا أبيض يا أسود وخصوصاً في أول عمري ... وكان من الصعب التعامل معها وكانت تضرب وتهين ... كان الضرب عادي ولكن الإهانة كانت تزرع فيني غضب كبير ... بعد كل مشكلة معها أحكي أني أكرهها ...
والمشكلة الثانية هي إني بطبيعتي شخص حساس وبأخذ الموضوع وكأنه على نفسي وبشكل شخصي ... بالحقيقة أي موضوع مو بس هالموضوع ...
الوالدة كانت تعمل والوالد كمان وكانت علاقتهم أصابها البرود من ناحية الوالد لا يعرف في الحياة غير العمل صفر اجتماعيا ... بالحقيقة مو صفر ولكن انغلاقه يخلينا نقول صفر ... الوالدة كانت تعمل وكانت ترجع من البيت وهي معصبة طول الوقت ... كانت الوالدة تهتم أكثر بصاحباتها وطلعاتها ونحن كنا غالبية الوقت مع الخادمة ... كنت أحسن أنه هي عائلتنا للأسف وما عملنا أنشطة مع بعض. الظاهر الوالدة كانت تهرب من مسؤولياتها وعلاقتها الباردة مع بابا
من خلال مشاكلنا مع الوالدة كنت أحس أنه الوالدة ما بدها تفهمنا أنا وأخواتي كان بدها بس تخلص مننا ومن طلباتنا ... كنت أزعل لأني ما أشوف الحب بين الأم والابن يلي أسمعه برا البيت من صحابي كان يعتبر جنة تقريبا ... وكنت أسأل نفسي ليش ما يكون عندي هالحب أو أشعر فيه ... كنت حس بألم وحسرة وأبكي. كنت أحس الوالدة مثل شخص بده يجاكرنا ويعاملنا بالمثل ويشتكي كثير ويعصب ومستهتر.
كنت في المدرسة طالب نشيط وذكي ولكن كنت بسيط ما يفهمها على الطاير إلا أحيانا ... كنت أحاول أحظى برضا الأستاذ من خلال مشاركاتي عشان أحظى بالمديح يلي يخليني أرضا عن نفسي قدام زملائي. رغم هل الحكي كنت شخص قلق وخجول.
تربيت في بيئة محافظة ودينية رغم كل هالقصص والكلام. واكتشفت بعدها أنه مجرد دين للمجتمع والمظاهر أكثر ما هوي حب حقيقي لله وللرسول.
دخلت الثانوية العامة ومن الضغط النفسي والتوتر فقدت تركيزي وذكائي يلي كنت معتمد عليه في التحصيل في السنوات يلي قبلها تخرجت بمعدل جيد جداً رغم أن مستواي كان ممتاز.
ودخلت بعدها الجامعة ... في هذه الفترة كانت سنتين في نفس المدينة بجانب الأهل وسنتين بعيدة عن الأهل
سنتين بجانب الأهل 18 – 20
هي السنتين ما عانيت من صعوبة في الدراسة كوني شاطر في المواد العلمية وكون الدراسة في جامعات الخليج للسنوات الأولى في البكالريوس أسهل منها في دول أخرى ... كنت أصاب فقط بالملل وما كنت أعاني في هذه الفترة من أي أعراض حقيقة غير موضوع الحساسية وموضوع حب الشباب فقط. يلي خلاني أكثر قلقاً لشكلي ومظهري وحساسية لكلام الناس علي.
كانت الصعوبة أنه دراستنا في أول سنتين تتطلب شهادة في اللغة الانجليزية ونجحت في المرة السادسة في الامتحان وعدت المرحلة بهدوء.
بصراحة دخلت تخصص الهندسة المدنية في الجامعة ولكن في الحقيقة أنا مش عارف شو هو التخصص وليش بدي أدخله ...
ولا خضت أي نوع من الاستشارات أو حدا أعطاني نصيحة أو أرشدني ... كان الموضوع عشوائي تماماً. وأنا ما عارضت وأهلي ما أظهروا أي اعتراض.
سنتين بعيد عن الأهل 20 – 22 حتى التخرج
في السنة الثانية وقبل انتهائها عرض علي الوالد أنه أروح مع جدتي إلى سوريا في الإجازة الصيفية لأنه هي بدها تمضي كل الإجازة في سوريا قرابة ثلاثة أشهر ولازم يضل معها شخص يساعدها. وللأسف كنت أنا كنت هذا الشخص رغم إني رفضت في البداية ولكن شفت أبوي بده يحط أخوي الصغير بدالي لذلك وافقت على مضض .
أمضيت الثلاث أشهر في بلد غريب عني لأنه مو متعود أبقى في هذا الجو المختلف تماما ... كنت طول الوقت في البيت خائف أواجه الناس في السوق والشارع وخائف يخدعوني أو يضحكوا علي. كنت أطلع على الجامع وأصلي وأرجع وأجيب شوي أغراض للبيت. هي كانت تحركاتي كلها خلال فترة الشهر ونصف ما كملت الإجازة كاملة مع جدتي ورجعت عشان أكمل دراستي في الإمارات. المختصر أني تميت في عزلة لمدة شهر ونصف.
لما رجعت للإمارات طلع من المدينة يلي فيها أنا لمدينة ثانية حتى أكمل دراستي في التخصص. وقتها حصل حدثين: الأول أني ولأول مرة أنام في الغرفة وأعيش مع زميل لي في الغرفة. وكانت حساسيتي مفرطة وما أقدر أهتم بشؤوني.
والحدث الثاني أني اكتشفت إني ما بحب الهندسة بعد ما فهمت شو هي.
هذان الحدثان خلوني أشعر بالملل والإحباط والاكتئاب بعدها كنت أفكر كثيرا وأسأل نفسي كثير أنا ليش صرلي هيك. أنا شو صار فيني. كنت ألوم تربيتي وألوم نفسي وألوم الجامعة. كنت أقضي ساعات طويلة على الكمبيوتر أبحث في علم النفس وأدور على تحليل للشيء يلي عم يصير معي وأبحث في فيديوهات عن النفس ومشاكلها. وقتها دخلت في دوامات من التفكير والأوهام والهواجس كنت أشك بنفسي وباختياري لتخصصي دخلت دوامة من الشك في كل شيء حرفياً ...
انتهى الفصل بعدها رحت على العمرة مع الأهل ورجعت وخبرت الوالد أني بدي أسكن بغرفة منفردة لحالي بدون صديق وهذا الخيار كان مسبب لمصاريف زائدة عليه. عصب بسبب هذا الخيار وأني ما أستحمل أحدا معي. كانت الحساسية مؤذية جداً ما كنت أقدر فكر بنفسي مع وجود شريكي في الغرفة. المهم أني انفصلت بعدها عنه وأخذت غرفة لحالي.
بدأ الفصل الثاني وبدأت حكاية مختلفة تماماُ من الناحية النفسية وحدة قاتلة وعدم اهتمام بالنفس وبالنظافة وتراجع دراسي رهيب وتراجع في المشاعر أيضا. لأول مرة في حياتي أطلب أني أموت وأسأل أسئلة وجودية كثير. الوساوس أكلتني أهملت في أكلي أيضاً وفي نظافة غرفتي. تزامنت الحالة مع زيادة الضغط الدراسي. بطلت أركز وقلت ذاكرتي وتراجعت عقلياً ونفسياً بشكل ملحوظ جداً. وقلت ثقتي بنفسي وقلت ملاحظتي ومراقبتي لنفسي. صار كل شيء بدون طعم إلا نكهة الحزن والسواد. كنت لما أنام تنتابني ضربات قلب قوية جدا وأفكار بدي أهرب منها وأتخلص منها وما بدي منها ترجع لي.
ما بعرف كيف تخرجت تميت في الغرفة قرابة السنة والنصف كنت أقضي يومي على التلفون والنت والدراسة والنوم. كنت مرهق مرهق جداً جداً وطول الوقت. مررت بمشاعر لأول مرة أمر فيها ما تخيلت أني أمر فيها في حياتي وما تخيلت أنها موجودة أساساً مشاعر سلبية ... فقاعة سلبية حول تفكيري وحولي.
لأني كنت من الناس يلي تخاف فتميت أفكر كثير قبل ما أروح للطبيب النفسي. تميت أفكر هل أنا مريض وهل أنا عندي اكتئاب وهالنوع من الدوامات وشو ممكن الناس تحكني عني وكنت أرفض أكون مريض نفي لأنه صورة المريض النفسي معقدة فيني.
كنت في دوامة نفسية وعدم توازن طول الوقت لدرجة ما كنت أعرف أفكر بشكل سليم وكان هذا معظم الوقت الوالدة مرة حكت أنت تغيرت كثير بطلت مثل ما كنت.
هالفترة حسيت في داخلي شعور غريب حسيت أني وصلت لمرحلة في نفسي أني أعتبر كلام الناس صحيح وأمشي عليه آخر معاقل الـ ( لا ) عندي تدمرت. فقدت الثقة بنفسي ودخلت مرحلة شك غريبة في نفسي وفي قدراتي وفي ذاتي حتى.
رحت على الدكتورة ولكن للأسف ما كملت معها كانت الدكتورة عم تهون علي وحكت معي أكثر من شغلة وعطتني دواء السيبراليكس. ولكن للأسف ما نفع معي السيبرالكيس وتركته وتركت الدكتورة.
عاطفياً كنت متقلب جداً وكنت أتأثر جداً أيضاً دخلت في علاقات عن طريق النت. عددها 3 علاقات وكلها فشلت وكلها كنت أغوص في مشاعري وظنوني وكانت من طرف واحد بس وكنت أفكر وأتألم مع نفسي وبنفسي وبيني وبين مخيلتي.
كان طلبي أرجع مثل ما كنت طبيعي. ليش ما بقدر أرجع مثل ما كنت ليش ؟؟؟ كان هذا السؤال كثير أسأله وكنت أسأل ليش أنا يا الله ليش ؟
مقارنة بالالتزام يلي كنت ملتزمه بديني فأني هالفترة صرت بدون مرجعية حقيقة مثل الريشة.
النوم تأثر جداً جداً وصرت أنام بالعشر ساعات وال 12 ساعة وما أرتاح وصحتي تدهورت جداً وكنت أعاني من ضعف وآلام في كل جسمي.
تخرجت من الجامعة وفي حفل التخرج حسيت بقلق ما بعده قلق بسبب أفكار إني ما أستحق الشهادة بسبب عدم دراستي. خلص الحفل مع كل القلق هذا وانتهى وبدأت قصة البحث عن وظيفة. في أول سنة ما لقيت وظيفة وجلست بالبيت وهجم علي الاكتئاب مرة ثانية. اكتئاب وأفكار سلبية تسلطية وغيره. كل الأعراض مرة ثانية رجعت وللأسف كنت وقتها تعودت على عزلتي مررت بتجارب قدمت فيها على وظائف وما نجحت للأسف. لحد ما توظفت في شركة عن طريق صديق لي في نفس المدينة مع أهلي طبعاً كنت رجعت لنفس المدينة بعد ما خلصت الجامعة.
لقيت الوظيفة الأولى ولكن خسرتها بسبب أخطأي الكثيرة سببها كل يلي صار معي من إهمال وأسلوب تعاملي وعدم توازني وبسبب كسلي خسرتها بعد ستة أشهر بعدها حصلت على وظيفة من طرف عمي وكمان خسرتها بسبب كسلي واستهتاري.
وبسبب إلقاء اللوم على أهلي في معاناتي والصعوبات التي أعانيها وافقت على عقد عمل في مدينة أخرى تماماُ ( دبي ) بعيدة عن المدينتين. مدينة دراستي و نشأتي.
ولكن للأسف كملت معي كل هذا التاريخ معي في داخلي لدبي ومررت بتجارب كثيرة ولكن رغم كل هذا مازلت محافظ على عملي.
بدأت اهتمامي بسبب تفكري الزائد وأوهامي بالروحانيات والتنمية البشرية وتهت متاهات وخضت في أمور لا تؤخر ولا تقدم وخضت في الفلسفة ولكن للأسف كنت أخوض في أمور كثيرة وأعود في النهاية بكفي حنين مجرد نظريات بدون تطبيق وبدون عمل على الأرض.
لم أعد أفهم بسهولة كما كنت ولم أعد نشيطاً كما كنت وأيضاً الذاكرة لم تعد كما كانت وبعد تلك الدوامات التي أبحث من خلالها عن ذاتي وتطويرها وتغييرها ولكن في الحقيقة ما كنت أفعله هو الهروب والهروب فقط.
فتح لي باب التصوف أيضاً وكما دخلت علي الأوهام في كل شيء أدخل فيه دخلت الأوهام والظنون من هنا أيضاً.
أيضاُ دخلت في علاقات كثيرة هذه الفترة وكانت معظمها مع نساء أو فتيات أكبر مني سنناً لأنني كنت أحب جانب الأمومة في المرأة كثيراً وأنجذب إليه.
أدخل في علاقات لكي أعرض فيها حاجتي العاطفية لكي ألبي تلك الحاجة من خلال الآخرين ولكن للأسف فشلت كل العلاقات لأن موضوع الأمومة للأم فقط والناضجون لا يتركون في مثل هذه الأمور لهذا الحد.
كيف أتعامل مع نفسي ؟؟؟ لا أدري أنا محتار جداً كيف أرضى عن نفسي وألبي احتياجي للحب ؟؟؟ كيف أطوي الصفحة وأطور من نفسي ؟؟؟ كيف أستعيد طاقتي وتركيزي والوضوح الفكري الذي كان لدي ؟؟؟ كيف أحب تخصصي اللي لا أدري ما أفعل به ؟؟؟ وكيف أجد شغفي وما أحب في هذه الحياة ؟؟؟
وهل الزواج فعلاً هو حل للمشكلة العاطفية التي عندي ؟؟؟ وكيف ألمم شتات نفسي؟؟
هل لديكم نصائح لاستعادة القوة النفسية مرة أخرى ؟؟؟
6/8/2017
رد المستشار
أخي الكريم.. سأرد على أسئلتك قبل أن أقول لك اقتراحاتي لك؛... فتغيرك الذي لاحظته على نفسك خصوصا في آخر عامين من الدراسة لم يكن تغييرا، ولكنه كان التوقيت العلمي -كما درسناه- في بدء ظهور ما تعانيه منذ سنوات طفولتك وكان جهازك النفسي يقاومه كثيرا حتى احتاج للمساعدة النفسية المتخصصة،
وحقيقة أخرى أن ما تعانيه سببه الأساسي هو العلاقة الغير صحية مع والدتك، ووالدك؛ فهما المحضن الأول لكل ابن في أي أسرة؛ فوالدك "منعزل"، "لا يجيد العلاقات، ولا التواصل" إلا مع الكتب، والأشياء في الغالب، ووالدتك كانت أم غاضبة تحتاج لدفء العلاقة مع زوج يشعر باحتياجاتها، وتحدياتها في الحياة، ويحمل معها مهام البيت، والأبناء، ولم تحصل على ذلك! فكان قرارها أن "تهرب" من حمل ثقيل عليها وحدها، وتحاول أن تستعيض بعلاقات صديقاتها، والترفيه، والمشاركة ما لا تجده في قلب زواجها؛ فكانت البيئة التي تحيط بكم بيئة غير صحية لفترات طويلة،
وساعد على زيادة معاناتك أنك"حساس"؛ فهناك من يولد هكذا حساسا، ويحتاج لتعامل خاص ليتمكن من النمو النفسي السليم بجهد من الأبوين بإدراك وحس تربوي... هل لاحظت أن هناك درجة وراثية من سلوكيات والداك لديك؟
وهنا يأتي سؤال لماذا أنت؟؟، والإجابة.... لا أحد يعرف لماذا أنت؟ ولكننا نعرف أن لكل منا معاناته التي يعانيها مهما رأيت وجوها تضحك، وتتحرك، ونعرف أنه لا يوجد إنسانا محروما من كل النعم مهما رأينا وجوها متألمة مكتئبة، ونعرف كذلك أن لو كل إنسان يرفض أن يحدث له ما يكرهه؛ فلن يكون هناك معنى للحياة أصلا؛ فنحن نعرف قيمة الشيء حين نرى ضده في أنفسنا والحياة، والآخر،
والآن..أمامك اختياران: الأول... أن تظل مسجونا غاضبا حانقا مثلما فعلت والدتك ويبقى حالك كما هو، لا ترى سوى أنك هذا الشخص التعيس الغاضب وتختار الإكمال في هذا المسار، وتهرب في علاقات غير مشبعة تبحث فيها دوما عن أم بديلة لمن كانت أمك، وفي مقابل تلك المعاناة تفقد توازنك، ووجودك حتى لو كنت تأكل، وتشرب، وتتزوج!،
أو أن تختار اختيارا آخرا ليس على غرار اختيار والدتك تجاه وضعها الصعب؛ فتقرر أن تعالج قلقك ووساوسك، واكتئابك بصدق ومع متخصص رجل، وتراجعه حتى تشعر بالتحسن؛ لتتمكن من المسير في حياتك التي تنتظرك؛ فوالداك كانا أقل وعيا، وأقل حظا في فهم التربية والنفسية عنك،
وهذا يتطلب منك أن تربي نفسك بنفسك من جديد، وأن"تقرر"، وقلت"تقرر"- لم أقل تتحدى، ولا تواجه-، أن تتدرب بجانب علاجك الدوائي أن تتصالح مع آلامك الماضية، وأن تتواصل مع نفسك، ومع الآخرين في علاقات طبيعية، وهذا يمكن أيضا من خلال التواصل النفسي المتخصص من خلال ما نسميه العلاج النفسي الفردي، أو الجماعي، وأفضل لك الجماعي،وأنت تحمل رغم كل ما تعانيه قدرة نفسية جيدة، وذكاء، وقدرة على التعبير، والتحليل.... هيا أنت من سيختار"نوعية" وجوده.