وسواس الاغتسال 50% تكفي للموسوس ! م
البكاء على الأطلال
السلام عليكم
مشكلتي تكمن في التعلق بالأشياء من حولي فحساسيتي المفرطة تجعلني أبكي الأطلال بكاء سواء أكان هذا البكاء تجاه الأحياء أو الجماد، أو..... فأنا سرعان ما أبني حالة شعورية بيني وبين ما حولي تتحول بدورها إلى تعلق مرضي.
دائما ما أعيش ذكريات الماضي، بساطته، حلاوته، جماله، صفاؤه، حب الناس فيه من دون حسابات، ولا مزايدات ولا زيف...هذه العودة (العودة إلى الماضي) في معظم الأحيان أجد فيها لذة.
يصعب علي أن أترك الأشياء التي أمتلكها أو أفقدها، وفي هذا الصدد أذكر أن والدتي قامت ببيع جهاز تلفاز قديم (أبيض_ أسود) من دون أن أعلم بذلك، فثارت ثائرتي ذلك أن هذا الجهاز كان بمثابة خزان لذكريات جميلة.. في الحقيقة كان معطلا ولا يعمل، ولكن كنت أرى فيه: طفولتي، وشقاوتي، واجتماع العائلة حوله...بكل بساطة هو موجود حتى قبل أن أولد و ظل موجودا معنا إلى غاية أن كبرت قبل أن أفاجئ بأنه غير موجود...
وحتى التلفاز والذي أنا بصدد الحديث عنه فأنا أحب أن أشاهد فيه كل ما شاهدته في الماضي من رسوم متحركة، وأفلام ووثائقيات فتنتابني نشوة الرجوع إلى الماضي....
في هذا الصدد أود أن أشير إلى أن هذه الحالة أجد لها امتدادات تعود إلى مرحلة الصبا، فأنا أتذكر جيدا كيف أن والدي سجلني لأقضي أياما من العطلة في مخيم صيفي فوجدت صعوبة بالغة في فراق الأهل على الرغم من تحمسي الكبير قبل الذهاب...في هذا المخيم كان يصعب علي رمي الأشياء التي كنت لا أحتاجها، من مثل معجون الأسنان لا لسبب سوى أن هذه الأشياء كانت تمثل جزءا يذكرني بعائلتي ومدينتي في غربتي التي امتدت 20 يوما..
سرعان ما أفتقد البعيد من أفراد العائلة وأجد فراغا بعد انتهاء الزيارة..
لا أخفيكم أمرا أن هذا الشعور (الحنين إلى الماضي) لم يسبب لي إزعاجا، بل كنت أستأنس به خاصة في وحدتي إلى أن تزوجت وانفصلت عن منزل العائلة الكبير إلى منزل آخر أنا والزوجة..
هنا بدأت المشكلة فأنا لم أتقبل مطلقا فكرة الابتعاد عن أفراد العائلة خاصة وأننا جد مترابطين ومتفاهمين ومتناغمين...فكلما ذهبت إلى منزل الزوجية إلا ووجدت في نفسي قنوطا أحاول أن أتعايش معه قدر الإمكان..
أضف إلى ذلك تبعات الزواج وما يترتب عنه من قيود وكثرة الملاحظات وتقلص مساحة الحرية التي كنت أتمتع بها. واختلاف بعض الطبائع والاهتمامات، وووو..الخ
إذن بعض تلك اللذة التي كنت أجدها في العودة إلى الماضي في ما يشبه ربما الاسترخاء، تحولت إلى ألم بعد الزواج. فكلما تذكرت كيف كنت حرا من دون قيود ولا مسؤوليات، وكيف كنت محاطا بأفراد الأسرة ودفئها وحنانها بعيدا عن كثرة الملاحظات والآراء من مثل: لا تطل الغياب - أطفئ التلفاز فهو يزعجني - البس كذا، ولا تلبس كذا - لا تطل في استعمال الهاتف.... تصيبني بالإحباط والقنوط...
خاصة زوجتي فهي أحيانا تبالغ في إبداء مثل هذه الملاحظات، والأدهى والأمر أنها تفعل ذلك عن حب وإن كنت قد نبهتها إلى عدم المبالغة في إبداء الملاحظات إلا أنها تفعل ذلك من دون شعور منها.....
للعلم فإنه لا يمكن أن أعود للسكن مع العائلة لسببين:
-1 ضيق المنزل
-2 وعدت الزوجة قبل الزواج بأن نسكن بسكن مستقل..
مع الملاحظة: وهو أنني كنت سعيدا باختيار الزوجة
أنا من قرر وعن قناعة الاستقلال بالسكن بعيدا عن العائلة وكنت سعيدا بهذا الاختيار
الأسئلة:
هل هذه الحالة أي حالة تعلق بالأشياء إلى درجة المبالغة: هي حالة مرضية؟
هل أنا الوحيد في العالم من يعاني من هذه الحالة الغريبة وبهذا الشكل المبالغ؟
هل توجد طرق استرخاء فعالة تساعد على تجاوز حالة التوتر ؟
24/8/2017
رد المستشار
الأخ المتصفح الفاضل "Mohamed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك.
أرسلت قبلا إلى مجانين استشارة ظهرت على الموقع بعنوان وسواس الاغتسال 50% تكفي للموسوس ! وقامت بالرد عليها وعلى متابعتك لها أ. رفيف الصباغ، ومن الغريب أنك اليوم لا تذكر أي شيء عن تلك الاستشارة وكيف أنت الآن... لكن يبدو أن بكاءك على الأطلال يشغلك جدا حتى أنك نسيت.
لا شيء غريب في ما تشتكي لنا منه فالتكديس والتخزين وفرط التعلق بالأشخاص والأشياء وحتى الحيوانات المنزلية هي صفات كثيرا جدا ما توجد في مرضى اضطراب الوسواس القهري وفي مرضى اضطراب الشخصية الوسواسية وأحيانا تكون جزءًا من ذهان وأحيانا أقل توجد الصفة بشكلها المرضي وحدها دون أي من اضطرابات الطيف الوسواسي.... في أغلب المرضى تكون صفة التعلق أو التخزين موجودة بصورة أقل من أن تستحق تشخيصا منفصلا لكنها تصل أحيانا إلى مستوى الاضطراب النفسي القائم بذاته.
ويشترط لذلك أن يتعدى السلوك المستوى الطبيعي ويؤدي إلى ازدحام المكان الذي يعيش فيه المريض وإلى التأثير عليه وأسرته بما يتعارض مع الطبيعي .... ولا أظن حالتك مثلما وصفتها من الشدة بحيث تصل إلى مستوى الاضطراب المنفصل إنما هي جزء من اضطراب الوسواس القهري الذي تعاني منه.
نقطة أخرى مهمة تتعلق باحتياج الموسوس لفترة طويلة حتى يعتاد الأشياء الجديدة في حياته، إضافة لاحتياجه وقتا طويلا حتى يخفت تعلقه بأشيائه القديمة ... فهو لا يتعلق بالجديد بسهولة ولا يفضل التغيير في كثير من الأحيان.
أجبنا على تساؤلك الأول بأن هناك فعلا حالة مرضية هي التكديس القهري لكن حالتك لا ترقى إلى مستوى الاضطراب، وأما تساؤلك الثاني هل أنا الوحيد في العالم من يعاني من هذه الحالة الغريبة وبهذا الشكل المبالغ ؟ بالتأكيد لا فالحالة التي تصل مستوى الاضطراب لها معدل انتشار (2-5%) فما بالك بعدد الحالات مثل حالتك التي لا تصل شدتها إلى مستوى الاضطراب.
وأما تساؤلك الثالث : هل توجد طرق استرخاء فعالة تساعد على تجاوز حالة التوتر فنعم توجد
واقرأ في ذلك :
الاسترخاء
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات.