نوبات ضحك وبكاء وهلاوس سمعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوجّه ندائي إلى الدكتور وائل ابو هندي والذي سبق لي أن استشرته.
لقد وصفت لي بأن مرضي هو من الأمراض الذهانية، وقلت لي بأنه يجب علي زيارة طبيب نفساني
أعلمك سيدي بأنني قمت بزيارة طبيب نفساني بمبادرة شخصية دون أن أخبر أبي، ولقد أطلعت الطبيب على المشكلة بشكل مفصل، كما أنني أخذت نسخة من موقعكم فيما يتعلق بهذه المشكلة التي طرحتها على حضرتكم وكذلك الإجابة، ولقد .اتفق الطبيب معك في عدة نقط ووصف لي الدواء
المشكلة تكمن في كوني بمجرد مرور بضع ساعات على تناولي للدواء، حدث أن أصبت بإعاقات تقريبا علي مستوى الجسد كله وخاصة اللسان حيث أصبحت عاجزا عن الكلام، وعندما علم أبي بحالتي، أخذني إلى نفس الطبيب، فأعطاني دواءا مهدئا فاختفت الأعراض، وبطبيعة الحال.....أخبر الطبيب والدي بمشكلتي، وعندما عدنا إلى البيت لم يقل والدي شيئا ومنعني من أخذ الدواء
وبعد مرور يومين، أخبرت والدي بأن نذهب معا إلى الطبيب من أجل مواصلة العلاج إلا أنه واجهني بالرفض القاطع وصرخ في وجهي بكوني لا أعاني من شيء وكون الطبيب النفساني لا يفيد في شيء وطبعا رجعت إلى الطبيب وأخبرني بأن أبي كان قد اقتنع بضرورة مواصلتي للعلاج، ونصحني بضرورة تناولي للدواء وإن كان أبي قد رفض، لآنني في حالة حرجة ولكنني رفضت الدواء دون إذن من والدي وخيفة أن أصيب بنفس الأعراض السابقة وبالتالي أخبرني الطبيب بأنه لا يستطيع أن يقدم لي شيئا آخر، وقد تأسف كثيرا تجاه والدي
.حاليا أنا لا أُعالَج، كما أنني أصبحت أجد صعوبة في مواصلة دراستي العليا ولا أعرف ماذا أفعل؟!
أرجو أن تفيدوني والســــــــلام
5/12/2017
رد المستشار
من غير الممكن أو المعقول أن نغلق آذاننا وعيوننا إلى هذا الحد عن محاولة إدراك الأمور على حقيقتها وإعمال العقل فيها بناء على ما هو ظاهر، لا أستطيع يا عدنان يا ولدي إلا أن أطالبك بضرورة الإلحاح في طلب العلاج وطلبه من مؤسسة حكومية أو خيرية بل وربما طلب محاولة إقناع الأهل بشكل مستمر ودون يأس، أظن أن عليك برغم كل شيء وعلى آخرين ممن هم حولك أن يفعلوا الكثير لمساعدتك على التخلص من معاناتك ومواصلة دراستك يا بني!
وأما ما حدث من تصلب عضلي في بعض أجزاء جسدك خاصة اللسان عافاك الله فهو أحد أشهر أعراض مضادات الذهان التقليدية (القديمة) (مضادات الدوبامين واختصارا م.د.) ومن الممكن أن تأخذ أحد العقاقير الإضافية من مجموعة المضادات الكولينية Anticholinergic وينتفي بإذن الله احتمال حدوث مثل هذه الأعراض الجانبية ، ......... وأحسب أن هذا الأثر الجانبي المزعج الذي تعرضت له نادر الحدوث مع مجموعة مضادات الذهان غير التقليدية (الحديثة) أو (مضادات الدوبامين والسيروتونين معا، واختصارا م.س.د.) ولكن هذه الأخيرة مرتفعة الثمن جدا وهو ما أظنه منع طبيبك من وصفها لك خاصة وأنه ربما كان مهتما أكثر بإقناع الوالد فحذر من الإثقال المادي عليه - الله أعلم بحقيقة الموقف-
بل ربما يكون طبيبك قد استخدم معك أحد مضادات مضادات الذهان غير التقليدية (الحديثة) ولكنك من ذوي الحساسية المفرطة في مستقبلات الدوبامين لديك، وحتى في هذه الحالة يمكن استخدام عقاقير أخرى في حالتك، ................. كما ترى يا بني فإن الكلام الذي أحكيه كلام عن مواد كيميائية تعمل في المخ البشري ضمن عمليات التفكير والمشاعر والاستقبال والتفسير والإدراك ..... وكل أنشطة الدماغ، وقد تبين أن اضطرابا حيويا كيميائيا -واحدٌ على الأقل- مفهومٌ لنا، وتعمل العقاقير عملها من خلال ذلك فتنتظم بإذن الله أفكارك ويصح إدراكك للواقع، وأما أن تستمر بلا علاج فأمرٌ غير مقبول ولابد من أن تلح في طلب حقك في العلاج
فإن لم يكن إقناع والدك ممكنا فإن عليك أن تقنع عمك أو أحد أقاربك المخلصين ليصحبك في رحلة العلاج التي لا يصح فيها أن تنتظر أمر والدك، فالمرء مجبول على صيانة نفسه، وقد وضحت لك أن ما تعرضت له من أعراض جانبية خارج هرمية من الممكن تلافيه أو الحؤول دون حدوثه على الأقل، فلا تتردد واعلم أنك تطيع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في طلب العلاج فهو القائل: "ما أنزل الله داءاً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" صدق صلى الله عليه وسلم، وكلها أوامرُ واضحة من الله ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، بأن لا نفرط لا في نفوسنا ولا أجسادنا بإلقائها إلى التهلكة (والحياة الذهانية يا بني تهلكة) وأمرٌ لنا من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن نبحث عن العلاج، وألا نستسلم للمرض لأن الله كما خلق الداء خلق له الدواء.
وأنا في انتظار متابعتك لنا بتطورات - إن شاء الله - طيبة.