وساوس الشرك: كفرية وكفرجنسية متى نحاسب؟ م14

رد المستشار

 وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ريم"

أجبتُ على أول رسالة أرسلتِها إلينا، ثم ها أنا ذا أعود في متابعتك الرابعة عشرة!

استعرضتُ ما تفضل الدكتور وائل  وأجابك به، وخلصت إلى سؤال أريد أن أسألك إياه: ماذا تريدين بالضبط يا بنيتي؟

هل تريدين العلاج؟ أم الإرشاد؟ أم طلب الطمأنة؟

إن كنت تريدين العلاج فنحن في غاية الأسف؛ لأن العلاج عن طريق الشبكة غير ممكن، ولا يعطي نتائج مرضية.

وأما إن كنت تريدين الإرشاد إلى حل، فقد أرشدك الدكتور إلى الحل مرارًا وتكرارًا: (ذهابك إلى طبيب)، ولكن لا يعجبك هذا الحل!

وإن كنت تريدين طلب الطمأنة أنك لست كافرة في كل فكرة تطرق ذهنك، فطمأنتك من أضرّ الأمور على الموسوس، حيث يطمئن ويزول قلقه لفترة وجيزة، ثم يعود أقوى مما كان، وهذا شيء لا ينتهي....

عزيزتي: أصبحتِ في سنّ تؤهلك لتحمل مسؤولية نفسك، ولمعرفة صالحك، وللسعي وبذل الجهد لتحقيق ما تريدين

لا يوجد شيء في الحياة اسمه (أحصل على ما أريد دون أن أتعب أو أتنازل عن أمور أحبها)

لا يوجد نجاح دون تعب الدراسة، والتنازل عن النوم والراحة....

لا يوجد طعام دون تعب الشراء والطبخ والتنازل عن بعض النقود وعن الجلوس خلف التلفاز أو التمدد على الأريكة.

لا يوجد شفاء يا صغيرتي دون أن تأخذي بأسبابه، فتناضلي بحكمة لإقناع أمك بالذهاب إلى الطبيب، وتتحملي ألم كلمة (أذهب إلى الطبيب النفسي) ريثما تكتشفين أنه أمر عادي وبسيط وغير مشين.

لن تحل مشكلتك، بأن تصرخي، وترسلي آلامك بكبسة زر إلى بلد آخر....، لن تحصلي على ما تريدين بهذا... انتهى عهد الطفولة الذي يصرخ فيه الولد في طلب حاجاته، فيأتيه منها ما يريده أبواه، لا ما يريده هو....

الشفاء يأتيك عبر طريق واضحة، لكنها شاقة بعض الشيء، ومشقتها أقل من مشقة الوسوسة، قال لك الدكتور وائل: (اذهبي إلى الطبيب)، وبهذا يكون الموقع قد أدى دوره تجاهك في الإرشاد والتوجيه. لكنه لن يستطيع علاجك! واعذريه إن لم يطمئنك في كل مرة ويقول لك: (إنك مؤمنة)؛ لأن هذا يضرك، والموقع لا يضر أحدًا....

فمهما أرسلت لنا، سنقول لك: اذهبي إلى الطبيب وفقط، حتى لو بلغت متابعاتك مئة متابعة.

فقولي لي يا عزيزتي، ماذا تريدين؟؟
ويتبع >>>>>>>>>: وساوس الشرك: كفرية وكفرجنسية متى نحاسب؟ م15

المستشار: أ. رفيف الصباغ