النفور من حب الناس
السلام عليكم،
أنا أعاني منذ أن كنت طفلة بأن أقرف أو أنفر من أي شخص يحبني فمثلاً في المدرسة عندما ألاحظ حب أحد المدرسين لي أكثر عن باقي الطلاب كنت أكره المادة والأستاذة/الأستاذ،
والآن أيضاً عندما يقول أحد أنه يحبني أقرف حتى أن الموضوع وصل إلى أمي حيث أنها عندما تكون عاطفية معي أو حميمية أنفر وأتجنبها ونفس الشيء مع أبي (اللهم أطل في عمرهما)
وأحب أصدقائي جداً ومستعدة للتضحية من أجلهم ولكن أيضاً أتجنب أن أسلم عليهم بالحضن أو التقبيل فأريد أن أعلم هل أنا مريضة أم ماذا وما هو الحل؟
شكراً
16/12/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة "سارة" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
لا أستطيع الإجابة هنا عن سؤال لماذا تشعرين بالنفور من المعبرين عن مشاعر الحب لك؟؟ وربما لو أعطيت معلومات أكثر عن حياتك وصفاتك وتفضيلاتك في الحياة ربما أكون قادرا على إجابة هذا السؤال.
دعينا مع محاولة حل المشكلة على أرض الواقع.... الانفعال أو الشعور الذي يتملكك عندما يصلك التعبير عن الحب أو الإعجاب من إنسان آخر ذكرا كان أو أنثى وتسمينه القرف أو النفور هو ما يسمى علميا بانفعال القرف أو الاشمئزاز.... وأنت لم تذكري أي شيء عن اشمئزازك من أشياء أو معاني غير التعبير عن الحب....هذا الانفعال يشمل ما سبق أن وصفناه في مقالنا عن القرف أو الاشمئزاز في الموسوسين على مجانين بأنه أحد الانفعالات الأساسية في بني البشر وهناك أشياء مثل البراز والبول والصراصير والفئران تستثير ذلك الانفعال عند معظم الناس، وسلوكيا يأخذ هذا الانفعال شكل الابتعاد عن أو التحاشي لشيء أو موقف ما، وهناك تعبير جسدي يكاد يكون مشتركا بين الناس على مستوى العالم حيث تتباطأ ضربات القلب ويظهر تعبيرٌ وجهيٌّ -مشترك أيضًا- فنجعد أنوفنا لتفادي الرائحة ونفتح أفواهنا قليلا كأن سنتقيأ.... رغم أن الشيء قد يكون غير ذي رائحة!!! ولا يصل رد الفعل المَعِدِيِّ إلى حد القيء بأغلب الناس ويمكن بالطبع تخيل مستويات مختلفة من الاستجابة للشيء المقرف.
ومن الناحية الفسيولوجية كثيرا ما يصاحب انفعال القرف شعور بالغثيان Nausea وزيادة في إفراز اللعاب Salivation... ولأن انفعال القرف مصحوب في أغلب الأحيان إما بانفعال الخوف أو انفعال الغضب فإن ما تبقى من تغيرا جسدية يشمل خليطا من نشاط الجهاز العصبي المستقل وأظنك بالتحاشي المبكر قدر استطاعتك لا تصل بك الأمور إلى هذا الحد! لكن هذا يجعل حاجزا بينك وبين من تحبين وليس فقط بينهم وبينك فأنت تريدين التغلب على هذا القرف.
وبدلا من تدمير ذاتك بأن تعيشي ضحية للقرف يمكنك ألا تمكني ذلك الانفعال منك لأنه أصبح يخالف معتقداتك وأنت راشدة كبيرة. بكلمات أخرى ومباشرة أت تحبين أهلك وصديقاتك وتودين أن تكوني طبيعية ويحتاج هذا منك إلى أن تدربي نفسك على التصرف بطريقة مختلفة استجابة للشعور بالاشمئزاز أو القرف أو النفور كما تسمينه، ومن خلال التدرب على تهدئة وعيك بإبطاء فورة المشاعر التي تصاحب عملية النفور مما يعطيك فرصة لتتمكني من التفكير منطقيا وعقلانيا في علاقتك بالشخص الذي تتعاملين معه.قبل أن أشعر بالنفور من شخص فإنني لسبب ما أقيمه (أحكم عليه بأنه مقرف بشكل أو بآخر وأكرهه أو أحتقره أو أكاد).. عليك هنا حتى لا تعممي عليك أن تحاولي تشغيل ناصيتك أو فص مخك الجبهي Frontal Lobe بفكرة أن عليك النظر له كشخص كامل في إطار إنساني أي أن ترينه كاملا لا منفرا أو مثيرا لتفورك فقط... ويحدث ذلك عند تنشيط ناصيتك.
إذن لاحظي بداية الأفكار المتعلقة بالنفور عندما تبدأ في رأسك، ثم ابدئي في النظر إلى إطار الإنسان الآخر ثم تذكري أن تتنفسي ببطء فتهدئة النفس أيضا تشرك الفص الجبهي، وممارسة التنفس العميق في لحظات الشعور بالقرف، يمكنها أن تمكن الجسد من تغيير استجاباته السلبية أو على الأقل تلطيفها.... كل هذه تكتيكات يمكنك إن أردت استخدامها والتدرب عليها.يمكنك كذلك أن تتكلمي مع معالج نفساني معرفي سلوكي أو بيشخصي Interpersonal Psychotherapist يساعدك.... وأهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات
ويتبع >>>>>>>: كيف أتعامل مع قرفي من الناس؟ م