أنا أقتل نفسي بالهم والوسوسة
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: أنا إنسان مكتئب دائما وبدأت عندي هذه الحالة قبل سنة ونصف تقريبا وازدادت سوءا بعد وفاة عمي بمرض السرطان أعاذنا الله وإياكم منه فزادت حالتي سوءا أكثر وأكثر لم أترك طبيب ولا مستشفى إلا وزرته فتفكيري بأني مريض بأي مرض أسمعه خطير نهايته الموت وأخاف من ذكر الموت كثيرا ولو أتتني إنفلونزا أقول إنني سوف أموت لو أتتني حكة في رجلي قلت إنني سوف أموت وأذهب للمستشفى لقد كنت في السابق مستخدما لمادة الحشيش وحبوب الكبتاجون بكثرة لمدة 9 سنوات تقريبا مع الكحول وبعد ذلك كثرت الغازات في بطني وأكثر أوقاتي في المستشفى مع إقناع الدكتور المعالج لا يوجد أي مرض عضوي مع إحساسي بآلام في بطني في بداية الأمر بعد ذلك بدأت أحس بصداع وبعد ذلك كانت حالتي تزود سوء في سوء مع إقناع إخواني وأهلي والدكتور بأني بخير ولكن دون جدوى.
ذهبت لطبيب نفسي قبل 8 أشهر وصف لي علاج لا أذكر اسمها حبوب حمراء صغيرة جدا ثلاث مرات يوميا مع حبوب وردية اللون مرتين يوميا صغيرة أيضا فاستخدمتها لمدة شهرين ثم مللت منها مع إحساسي بعدم الفائدة والملل وتركتها بعد ذلك بعدة أشهر أحسست بمثل الكره في حلقي دائما فذهبت لأكثر من طبيب ووصف لي أدويه ولم تذهب وذهبت إلى استشاري معروف جدا وقال لا يوجد أي مرض عضوي ظاهر مع إحساسي بوجود مرض
بعد ذلك تركت التدخين وقطعت كل شي بدأت أحس بالنسيان واللخبطة في الكلام والسرحان الشديد والأحلام المزعجة فذهبت لطبيب مخ وأعصاب ووصف لي علاج بروزاك وحالتي في النسيان أحسها في تحسن ولكن صعوبة البلع كما وصفها الأطباء تذهب وتعود لي مرة أخرى فعملت قبل أسبوع أشعة الصبغة فظهرت النتائج بأن جزءا من المريء لم تغطيه الصبغة فقال لي الدكتور لا بد من عمل منظار وأنا تعبت من حالتي ومن دخولي المستشفيات لا أنام الليل من الخوف والإرهاق وكتمة الصدر والتفكير والأوهام بالأمراض مع إنني لم أكن كذلك،
ساعدوني إنني أقتل نفسي وأضيع عمري وشبابي
مع العلم أنني كنت عاطل عن العمل في تلك الفترة التي بدأت فيها حالتي في التدهور واستخدام الحشيش والكبتاجون
26/11/2017
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، أنت تصف لنا واحدة من خلطات القلق والاكتئاب المشهورة فيها وسوسة بالخوف من المرض المفضي للموت وهو أحد اكتئاب وشعور بالموت: أوله الحشيش.
وفي حالتك أعراضٌ جسدية من أعراض القلق والاكتئاب الجسدية، ثم ظهرت أعراض عصبية القولون كجزءٍ من الأخيرة وتزامن ذلك مع تعاطيك الحشيش وحبوبا لم تذكر لي اسمها العلمي فلم أعرفها وإن كنت أخمنها من مجموعة البنزوتروبينات -والله أعلم- وهي أيضًا مهلوسات لكنها أسوأ أثرا على المتعاطي من الحشيش.
ومن الجميل أن تشدنا للحديث عن تعاطي المخدرات من نوع الحشيش وغيره وأثره على جعل النفس مؤهلة للمرض أو الاضطراب النفسي، سواء بإظهار ما كان كامنا منه فظهر أثناء التعاطي أو ما كان واضحا أصلا فأدى بالمريض إلى التعاطي الذي يبدأ كنوع من التداوي الشخصي بالمخدرات، وعلاقة ذلك بنوبات الخوف من الموت التي كثيرا ما تجيئنا الشكوى منها عقب التعرض لخبرة الحشيش أو غيره من المهلوسات، هذا موضوع يطول فيه الحديث ولا أريد الابتعاد كثيرا بك، لذا فإنني أحسب أن التركيز على شكاواك أهم.
أنت هديت لطبيب نفسي لم يكن موفقا معك في إقناعك بضرورة الكف عن عرض نفسك على اختصاصيين أو استشاريين من أي تخصص طبي دون أخذ رأي طبيبك النفسي المعالج!... تخيل... إلى هذا الحد تصل أهمية دور العلاج النفسي البناء في حياتك.
في حالتك كذلك خليط من الأعراض بعضها من نوع أعراض التهويل الجسدي ربما مثلما فيها وسوسة فيها أعراض قلق يكاد يكونُ دائما ومزمنا معك، لهذا سأكون واضحا –وإن مختصرا- في شرح ما تحتاج من علاج بوجه عام:
-اقرأ يا محمد بانتباه وتركيز- العلاج الذي تحتاجه حالة كحالتك هو من نوع العلاج المعرفي السلوكي... فيه تتبدل أفكارك عن جسدك وأعراضه ونفسك، في نفس الوقت الذي تعمل عقَّاقير علاج القلق والاكتئاب المسماة غالبا بعقاقير الاكتئاب، وأكثرها استعمالا اليوم على مستوى العالم هو عقّاقير الماسا: ضد الاكتئاب والوسوسة، وأنت تتناول أحدها وهو الفلوكستين Flouxetine والذي قد يساعدك كثيرا إن شاء الله، ولكن بعد مزيد من الفهم لحالتك من جانبك –معرفيا- وضبط لتصرفاتك بنفسك أنت سلوكيا، ومع مزيد من الصبر على العقَّار حتى يعمل وعلى التغير المعرفي السلوكي الذي ستتعاون في تنفيذه مع ربك وطبيبك ونفسك....
بعد طريق كهذا واحتسب صعوبته جزاء خير من الله، لأنك مأمور شرعا بأن تسلك طريق العلاج طالبا له من كل داء، بعد طريق كهذا سيكون من الممكن أن تكتب لنا لتقول أنك أنجزت كذا وكذا وإن شاء الله تنجز كل طريقك للشفاء فينعم عليك به الله، وتابعنا بالتطورات الطيبة.