ابني يتبرز على نفسه
ابني عمره 5 سنوات إلا 4 شهور بدء يتبرز على نفسه 3مرات على فترات متباعدة أنا أنجبت حديثاً طفل صغير منذ 42 يوم هو قبل ما أنجب لم يحصل أنه تبرز، لكن منذ الولادة وهو قعد عند جدته حوالي 3 أسابيع مع العلم أنه ابني الأكبر وكان من زوج سابق انفصلت عنه وهو عمره سنة وحدثت مشاكل كثيرة من والده بعد الانفصال وهو في عمر سنتين رآه يكسر باب الشقة علينا ويضرب جدته (والدتي) وأنا وهو نفسه الطفل إتخبط وختنق من رقبته بسبب والده وهو مسكه ولكن بعد فتره أصبح لا يراه بعد هذه المشكلة ورجع يراه مرة آخرا وبعدها ابتدأت تصرفاته تتغير
أنا لا أنفعل عليه لما يعمل غلط مع أخوه أو يتصرف بغلط عادة ما أتحدث إليه بهدوء وأحاول شرح له أن ما فعله خطأ أو مثل هذا في أي موقف
ولكن أريد أن أعرف سبب الرئيس لتصرفاته وعنيد والتبرز الجديد ؟؟
وأعتذر للإطالة
19/1/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة "دينام" حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أختنا الفاضلة على شبكتنا.. سائلين الله – عز وجل – أن يوفقنا لإرشادك إلى سبيل الرشاد، وبخصوص ما جاء في رسالتك أقول وبالله التوفيق:
هذا الابن - حفظه الله - يعاني من التبرز اللاإرادي، وهي حالة يمر بها بعض الأطفال لفترة مؤقتة من الزمن ثم تختفي، ولكن حدوثها بعد فترة من قدرة الطفل على التحكم في عملية التبرز يشير إلى نكوص أو ارتداد في السلوك الإنمائي، ولذلك فان التبرز اللاإرادي يعرف بأنه حالة نفسية في كثير من الأحيان، هناك بالطبع أسباب عضوية مثل حدوث الإمساك المزمن، ولكن الأسباب الغالبة هي الأسباب النفسية، وهو دليل على عدم استقرار الطفل من الناحية الوجدانية والعاطفية، حيث يحدث التبرز اللاإرادي لدى الطفل الذي يكون عرضة للغيرة (الطفل الغيور) كأن يكون قد أتى مولود جديد للأسرة، وهذا يجعل الطفل أكثر غيرة، أو في حالة حدوث متغير كبير في حياة الأسرة، كالانتقال من منزل إلى منزل، أو من بلد إلى بلد، أو مع بداية المدرسة، وقد يحدث كنتيجة لعدم الارتياح النفسي بسبب وجود صعوبات أسرية، كعدم وجود استقرار أسري بين الزوجين أو انفصال الوالدين مثلاً، أو نتيجة تعرض الطفل إلى ضغوط نفسية داخل محيط الأسرة مثل التهديد الزائد أو الشدة في المعاملة أو الضرب مثلاً أو الاستهزاء الدائم والاحتقار والتهميش لدوره داخل الأسرة أو الغيرة من أحد إخوانه أو جميعهم أو انتقاصه في شيء من شكله الخارجي وخاصة الخلقي، أو أن يكون الطفل لم يجد حظه الكامل من التربية المتوازنة، وغير ذلك مما يحدث غالباً داخل الأسرة من بعض التجاوزات التربوية التي ربما تكون أحيانا غير مقصودة. وقد يحدث بسبب تعرض الطفل إلى توتر شديد نتيجة فقدان أحد الأصدقاء، أو فقدان أحد أفراد الأسرة الحميمين إليه، أو قد يكون سبب ذلك رسوبه في أحد الأعوام الدراسية على غير المتوقع.
وفي بعض الأطفال يكون هذا التصرف نوعاً من الاحتجاج بصورة لا إرادية، أي أن يحتج الطفل على وضعه ويود أن يثبت ذاته، وقد رأى بعض العلماء أنه أيضاً ربما يعادل نوعاً من الاكتئاب النفسي لدى الأطفال، حيث يكون التعبير عن الاكتئاب عند الصغار في صورة ظهور اضطرابات في السلوك، كالسرقة أو التبرز اللاإرادي، وقد يحدث بسبب الإصابة باضطراب يسمى "رهاب أو فوبيا الحمام" Toilet phobia وفيه يتجنب الطفل الجلوس على قاعدة الحمام لخوفه منها أو لخوفه أن يسقط داخل قاعدة الحمام مثلاً لذلك يتجنب دخول الحمام من البداية، و قد يحدث أيضاً في الأطفال الذين تعرضوا لتحرشات أو اعتداءات جنسية لكن ليس معنى هذا أن كل طفل يعاني من التبرز اللاإرادي قد تعرض لتحرش أو اعتداء جنسي أو أنه مصاب بالاكتئاب أو برهاب الحمام، وليس بالضرورة أيضاً أن الأسباب النفسية تعني وجود مشاكل في البيت بل ربما وجود إفراط في العناية والحماية للطفل (الدلال الزائد) سبب لذلك فيستخدم الطفل هذا السلوك للتعبير عن عواطفه ومكنوناته.
وبالتالي – أختي الكريمة – فإن أيا من الأسباب أو الضغوط النفسية التي تعرض لها طفلك – حفظه الله – والتي تفضلتي وذكرتها في رسالتك يمكن أن تكون سبباً لحدوث التبرز اللاإرادي والعند في طفلك، وإذا حاولت ضبط هذه المتغيرات والاهتمام بها فإن ذلك سيقضي على هذه الظاهرة تماماً في خلال عدة أسابيع بإذن الله. وغالبا ما تكون بدايات التبرز اللاإرادي مع حدوث نوع من الإمساك للطفل، حيث يكون الإمساك في هذه الحالة مرتبط بالخوف أو القلق، وهذا الإمساك يؤدي إلى توسع في المستقيم، ويؤدي إلى توسع في الجزء السفلي من المستقيم، وهذا بالطبع يجعل مخزون البراز أكثر مما يجب، وهذا يؤدي إلى تسرب البراز؛ مما يؤدي إلى التبرز اللاإرادي.
ولعلاج هذه الحالة – أختي الكريمة – لابد أولاً من عرض الطفل على الطبيب المختص للتأكد من عدم اصابته بأي اضطرابات عضوية تمنعه من التحكم في عملية التبرز، أو تكون سبباً في إصابته بالإمساك، حيث سيقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية الملينة، والتوصية بتنظيم وجبات الطعام مع احتوائها على قدر مناسب من الألياف لتنظيم حركة الأمعاء.
أما إذا كانت هنالك مشكلة خاصة بطريقة التعامل مع هذا الطفل، فلابد أن يصحح مسار هذا التعامل، مع طمأنة الطفل بأنه على الرغم من أن هذا السلوك غير مرضٍ، وغير إرادي، ولكنه هو إن شاء الله مقبول ومحبوب داخل الأسرة، ولكن عليه أن يذهب إلى الحمام في فترات معلومة، على سبيل المثال كل ست ساعات، مع محاولة إرشاده بأن يجلس في الحمام لفترة معقولة حتى وإن لم يكن له الرغبة في التبرز؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى نوع من الانبساط في عضلات الشرج والمستقيم، مما يجعلها تنكمش وتنقبض وتنفتح بصورة آلية، وهذا يؤدي إلى التحكم في البراز إن شاء الله.
لابد أيضاً أن نسعى لتشجيع وتحفيز هذا الطفل ،مع عدم الانتقاد كثيراً، بالطبع أنا سعيدة أن أسمع أن الطفل يتم توجيهه بهدوء ودون انفعال؛ لأن هذا أمر ضروري جداً؛ فالعنف مع الطفل لن يساعد كثيراً في علاج مثل هذه الحالات، ومع هذا فلا مانع من التوبيخ التربوي البسيط إذا تطلب الأمر ذلك.
أرجو أيضاً بصفة عامة تشجيع الطفل اللعب مع الآخرين، وأن يعطى الفرصة والحرية لتكوين شخصيته، وذلك عن طريق الاختلاط بالأطفال الآخرين، وأيضاً الاستفادة من الألعاب التعليمية من أجل تحسين القدرات وبناء الشخصية؛ لأن ذلك أيضاً يساعد بصورة غير مباشرة في توقف التبرز اللاإرادي، وسوف يكون من الجيد أيضاً أن يشجع على ممارسة الرياضة مثل كرة القدم وخلافها، فهي أيضاً إن شاء الله تفجر طاقاته بصورة صحيحة، وتمتص غضبه، وكل مشاعره السلبية الداخلية التي يعبر عنها فعلاً وليس قولا.
أختي الكريمة: اتبعي ما ذكرت لك من إرشادات سلوكية أولا ، أما إذا استصعبت الأمور، واستمر الوضع على ما هو عليه فلا مانع من الاستعانة بالدواء، والدواء الذي يستعمل في هذه الحالة يعرف باسم تفرانيل، والجرعة هي 25 مليجرام فقط ليلاً، لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.
وفقك الله إلى كل خير وأعانك على تربية أبنائك التربية الصحيحة واحتساب الأجر في ذلك ... آمين