فوبيا التسوق والتعامل مع الغرباء
مرحبا، أنا فتاة أخاف التسوق.. ومقابلة الناس الجدد عموماً وخاصة الرجال فأناً أشعر بالارتباك كثيراً عند الحديث أو التعامل معهم ولا أستطيع التصرف بأريحية وبشكل طبيعي لذلك كثيراً ما أتجنب الزيارات والتجمعات وحتى التسوق بشكل خاص أكرهه كثيراً على عكس الفتيات في عمري
فالتعامل مع البائعين والتفكير باحتمالية غشهم والبحث عن السلعة المناسبة وتجربتها والقياسات غير المناسبة.. كل ذلك يصيبني بالاكتئاب والإجهاد ولا أفهم المتعة التي تراها صديقاتي في ذلك!!
أشعر أنني أدقق بشكل مبالغ فيه على ما أقول وما أتصرف مما يشل حركتي ويخنقني وربما أفعل ذلك خوفاً من حكم الناس علي.. وحتى خوفاً من حكمي على نفسي.. (فمثلاً عندما أرى شخص يخطئ أحاول أن أجنب نفسي الوقوع بهذا الخطأ فأظل أراقب أفعالي.. ربما يكون هذا مفيداً لي لأكون أفضل ولكن تجاوز ذلك حد الإفادة ليكون نقمة علي لا نعمة ولا أدري كيف يمكنني التخلص من ذلك)
كما أنني أدقق بتصرفات وكلمات الآخرين أيضاً وأعيدها مراراً في عقلي وأنا أفكر ماذا قصد عندما قال هذا أو عندما أشار هكذا أو أو...
سئمت كثيراً من احمرار وجهي وانخفاض صوتي وتلعثم أحرفي وتسارع دقات قلبي وخوفي من النظر في عيون الآخرين ونظراتهم لي..
أنا أعتبر نفسي متفوقة إلى حد ما في دراستي وأطمح للتفوق بالحياة العملية بعد الجامعة وأعرف جيدا أن النجاح في هذه الحياة يتطلب الاختلاط مع الآخرين والتعامل الصحيح معهم وأن أتحلى بالقوة على الأقل حتى أكون قادرة على صد الأذى عن نفسي ..
أعرف كل هذا وحاولت أن أغير نفسي لكن لا أجدني إلا تراجعت وآثرت الانسحاب إلى عالمي الخاص ومواقع التواصل الاجتماعي حيث يمكنني التواصل مع الآخرين دون احتكاك مباشر معهم فأشعر بالراحة إلى حد ما.
أحيانا أحمل أهلي جزء من المسؤولية لكوني هكذا فلو أنهم حاولوا زرع الثقة في نفسي بدلاً من إشباعي بالتوجيهات والنصائح والمقارنات مع الآخرين معظم الوقت لربما كنت أفضل حالاً .
أرجو حقاً أن تستطيع كلماتكم تغير ما بي وأن تكون برداً وسلاماً على قلبي
شكراً جزيلاً
10/6/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ليس من السهولة صياغة رسالتك الواضحة والقول بأنك تعانين من اضطراب قلق ورهاب اجتماعي. هناك درجة عالية من التبصر حول عدم الثقة بالنفس ومحاولة تغيير نمطك تعاملك الاجتماعي والانتقال إلى موقع جديد في الحياة.
القلق والرهاب الاجتماعي يخضع لعملية تطورية في الإنسان٫ ويتم زرع ذلك من الأطفال من قبل الوالدين وغيرهم٫ ووظيفة هذا الخوف هو وقاية الإنسان من المخاطر وحمايته. كذلك يشجع الوالدين تنافس الأبناء مع أقرانهم منذ مرحلة مبكرة.بعد فترة زمنية محدودة يصل الإنسان إلى مرحلة جديدة ويبدأ بتقييم المخاطر بنفسه وخوض التجربة بعد الأخرى. العملية الأخيرة تحصل في مرحلة المراهقة وتكتمل بعد عدة أعوام اعتمادا على المجتمع الذي يعيش فيه وتوجيهاته الأخلاقية. نهاية الطريق هو أن عملية تقييم المخاطر تنتقل مما تم غرزه في الإنسان عند الطفولة إلى إرادة الإنسان نفسه.
تأزمت هذه العملية التطورية النفسية كما هو واضح في استشارتك.أصبحت تدركين الآن بأن التواصل الاجتماعي على أرض الواقع في غاية الأهمية من أجل تلبية احتياجات ناقصة. ما لا يساعد العملية التطورية وجود التواصل الالكتروني الذي هو أقل تحدياً من الاتصال الاجتماعي٫ وما يحدث معك يحدث مع الكثير وبالتالي لا يساعد الإنسان على تعريض نفسه للمواقف المحرجة والتأقلم عليها.
التوصيات:
١_عليك أولاً إتباع إيقاع يومي منتظم حول النشاط البدني٫ الطعام الصحي وتواصل اجتماعي.
٢_الحرص على تحديد وقت معين للتواصل الإلكتروني وإغلاق الكمبيوتر يومين في الأسبوع.
٣_ إتباع برنامج أسبوعي للذهاب إلى السوق أو الفسحة.
٤_الأهم من ذلك كله هو البحث عن عمل حتى ولو كان تطوعياً لفترة ما. عن طريق العمل تزداد الخبرة الاجتماعية ويتم زرع الثقة بالنفس والانتقال إلى مرحلة جديدة حيث سيتم تقييم المخاطر بنفسك وتجنب ما يجب تجنبه وتجربة ما يجب تجربته.
٥_ إذا كانت لديك أعراض أخرى فجلسات محدودة مع معالج نفسي تساعد الكثير.
وافقك الله.