اكتئاب وانطواء وسحب دواء.... واجه الحياة!
هل الأدوية النفسية تسبب بلادة وضعف في الإرادة والهمة؟
الدكتور الفاضل.... أود سؤالك وبكل صراحة وشفافية حول مضادات الاكتئاب (تنقلت مابين بروزاك وحشيشة القلب(st john's) وايفكسور وسبرالكس ودوجماتيل، فقد كنت موظفاً بوظيفة ممتازة ومتمسكاً بها رغم معاناتي النفسية، لكن بعد أن تناولت أدوية الاكتئاب تحسنت بعض الجوانب النفسية لكن في نفس الوقت
حصل لدي تبلد في المشاعر وبرود وضعف في الدافعية والإرادة فأصبح لدي إهمال لوظيفتي وبدأت الانسحاب والغياب حتى تم فصلي وانسحبت من جميع العلاقات الاجتماعية التي كانت من قبل وأنا لي الآن حوالي 8 سنوات
غير موظف بعد أن كنت موظف بمكان يحلم به الكثير، طيلة هذه السنوات أجد فيها وظائف لكني لا أحضر المقابلات، وإذا حضرت المقابلات ونجحت لا أكمل وأباشر العمل (ضعف إرادة ودافعية) وبسبب ثقل النوم وعدم
القدرة على النهوض من الفراش أيضاً قد يكون للدوجماتيل أثر كبير في ذلك. كذلك الكسل. لدرجة أنني أفكر أن أتخلص من الأدوية بأي وسيلة.
سؤالي لك وبكل صراحة حفظك الله، بحكم خبرتكم هل يوجد لديكم مرضى يتناولون مضادات الاكتئاب وهم موظفين يعملون بشكل يومي وبشكل طبيعي؟ لأنني لاحظت أن مشكلتي ليست عندي وحدي وأشك في وجود موظفين يعملون
بشكل طبيعي ويتناولون مضادات الاكتئاب والقلق خاصة ما يسبب الكسل وضعف الإرادة والبلادة في المشاعر
أيضاً قرأت في كتاب "كتاب "أحكام المريض النفسي في الفقه الإسلامي" ما يؤكد كلامي وهو ما يلي:
"ومن الأعراض الجانبية التي لا يفطن إليها عادة هو ما يمكن أن تحدثه هذه العقاقير من تلبد في مشاعر المريض وإحساساته، ومن تثبيط لهمته وإرادته وفعاليته والتقليل من أدائه في العمل أو البيت أو المجتمع، وقد يظن أن هذه الأعراض بسبب المرض مما قد يدفع المعالج إلى زيادة الجرعة الدوائية فيؤدي إلى زيادة هذه الأعراض التي تقلل من إرادة المريض وحوافزه للتغلب على شعور المرض والعجز في نفسه وتجعله في قبضة السيطرة الدوائية فإذا قلل المعالج مقدار الجرعة أو وقفها كلياً يصبح أحسن حالاً من ذي قبل."
وأنا أتمنى أن أوقف هذه الأدوية ، لأنه قد تكون مثل الحلقة فضعف الإرادة والكسل وجلوسي في الغرفة بشكل متواصل قد يسبب عدم تحسن .نعم قد استفدت من هذه الأدوية نفسياً لكني للأسف تدهورت اجتماعياً ومادياً ووظيفياً
وسؤالي الثاني هل يمكن إيقاف الأدوية وأنا لم أتحسن سلوكياً؟ وما علاقة التحسن السلوكي بإيقاف الأدوية؟ ألا يمكن أن يكون إيقاف الأدوية بعد التحسن السلوكي مضر بحيث تحدث لي انتكاسة لا قدر الله؟
30/7/2018
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
نعم الاستعمال المزمن لهذه العقاقير أحياناً يؤدي إلى ثلاثية معروفة ولكن نادرة منذ عشرات السنين تتميز بما يلي:
١- ضعف الاندفاع
٢- عدم المبالاة
٣- البدانة
هذه الثلاثية تحدث بعد عدة أعوام من استعمال عقاقير الجيل الثاني من مضادات الاكتئاب المعروفة سهوً بمثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية وأخواتها. تطرق إليها الموقع في حقل علاج الاكتئاب بالعقاقير وفي استشارات عدة.
من ناحية أخرى الاكتئاب والحواجز البيئية التي تمنع المريض من عبور مرحلة الهدأة إلى الشفاء التام تؤدي بدورها إلى ظهور أعراض سالبة لا تختلف كثيراً عن الأعراض أعلاه وبدورها تؤدي إلى أعراض اكتئابية مترسبة.
في الممارسة العملية الغالبية من الذين يستعملون هذه العقاقير لفترة طويلة يقاومون سحبها خوف الانتكاسة وبالتالي تأثير ذلك على حياتهم المهنية والاجتماعية. الأداء الوظيفي طبيعي في الغالبية العظمى من الذين يستعملون هذه العقاقير لفترة طويلة.
لذلك لا يجوز استعمال هذه العقاقير بدون مراجعة طبنفسية منتظمة مع تقييم جميع الظروف البيئية والشخصية للمراجع وتأثيرها على أدائه.
التوصيات:
١- عليك بمراجعة منتظمة مع الاستشاري الذي يشرف على علاجك.
٢- سيتم قياس درجة الأعراض السالبة والاكتئاب.
٣- يجب على الطبيب المشرف على علاجك تبرير خطوته التالية وهي رفع جرعة العقار أو تغيير العلاج أو سحب العقار.
٤- العلاج الكلامي يفيد الكثير ولكن تأهيل المريض من قبل الفريق الطبي النفسي الذي يشرف على العلاج هو الحل الأمثل. ذلك بدوره يتطلب خطة علاج واضحة.
٥- اتبع التوصيات السابقة في الاستشارة الأولى.
وفقك الله
ويتبع>>>>: اكتئاب وانطواء وسحب دواء.... واجه الحياة! م1