هل أشركت ؟
السلام عليكم ورحمة الله
مُشكلتي أني أعاني منذ فترة قصيرة من وساوس نغَّصت عليَّ حياتي، وصرت أشعر أني أعيش في جحيم دنيوي لا يُطاق .. فقد تمنيت لو أني مِتُّ قبل هذا، وتمنيت لو أني أفقد عقلي فيُرفع عنِّي القلم ولا أحاسَب!
هذه الوساوس عبارة عن تشكيك في كل ما يتعلق بالدين الإسلامي "والعياذ بالله"، كلما أحاول تجاهلها ونسيانها تتفاقم في ذهني .. وكلما أقرأ شيئا يتعلق بالدين أشعر أني لا أصدقه ! أقسم بالله أني كرهت حياتي، لا أريد أن أخسر آخِرتي بالله عليكم أنجِدُوني
وما يقلقني شعوري بأني أصدق هذه الأفكار وبالإضافة إلى ذلك لا أستطيع التخلص منها أو نسيانها ولو لدقيقة واحدة، فمنذ اِستيقاظي وأنا أعدد دلائل وجود الخالق وصدق النبوة والدين في ذهني لأحاربها حتى نهاية اليوم، ويُكرَّرُ الأمر كل يوم لكن دون جدوى !
عندما كنتُ صغيرة، كنتُ متعلقة جداً بدِيني وكنت أحبه حباً شدِيدًا، بدأت الصلاة في سن مبكرة جداً دون تركِها، وقد كان قرارًا مني ولم يجبرني أحدٌ على ذلك. وكلما تقدمت في السن اِزداد حبي لله تعالى ولنبيه الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام ولديني ككُل .. فطبَّقت كل تعاليمه وصرت أصلي النوافل والضحى، وأقرأ القرآن كل يومين على الأكثر - يعني لا أبقى دون قراءته لأكثر من يومين - كنتُ في قمة الاِلتزام ولم أتصور يوماً أن أفكاراً خبيثة كهذه ستأسِرُ عقلي وقلبي.
تهجَّمت عليَّ هذه الأفكار قبل حوالي شهر عندما كنت أصلي العشاء .. وبعد يومين من اِتخاذي لقرار حفظ القرآن الكريم كاملاً. أقسم بالله أنا خائفة جداً .. لن أستطيع وصف ما أحس به، لن يقدر أحدٌ شعوري ولن يحس أحد بالعذاب الذي أنا فيه إلا من أُصِيب بهذا البلاء .. أشعر أني قد أشركت .. وأن الله قد غضب علي وطردني من رحمته، وأني هدمت كل تلك الأعمال الصالحة السابقة وأن عبادتي لن تُقبل أبدا ما دمت أشكِّك ! لا أريد أن أكون ممن أزاغ الله قلوبهم بعد أن هداهم ..
رجاءً أفيدوني، ما الحل .. كيف يعود إيماني ويقيني ؟
هل ينبغي أن أغتسل وأنطق بالشهادتين مرة أخرى حتى أدخُل الإسلام ؟
ومتأسفة جداً على الإطالة ..
جزآكم الله خيرًا ورضيَ عنكم
22/7/2018
رد المستشار
صغيرتي الرقيقة النقية "مريم" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، وعلى اختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تعرفين يا ابنتي أنها وساوس وواضح أنك قرأت كثيراً عنها وعرفت أن الرد الأمثل عليها هو تجاهلها ولكن من الواضح أن آلية التجاهل لم تصلك جيداً.... ويكفي قولك (فمنذ اِستيقاظي وأنا أعدد دلائل وجود الخالق وصدق النبوة والدين في ذهني لأحاربها حتى نهاية اليوم، ويُكرَّرُ الأمر كل يوم لكن دون جدوى!) .... دليلا على صدق وحمية اهتمامك بتلك الأفكار ... وتعليلاً واضحاً لتفاقمها في ذهنك.
مبدئياً ليست المشكلة هي أن داهمتك الأفكار التشكيكية في الدين(فهي تحدث لكل بني آدم متدين تقريباً)... وإنما المشكلة في خلفيتك المعرفية الصلبة التي تستعظم الشك بإفراط وترفض وجوده كلية على الأقل فيما يتعلق بأمور الدين ! هنا هنا هي المشكلة.
تقولين في إفادتك : (أشعر أني قد أشركت .. وأن الله قد غضب علي وطردني من رحمته، وأني هدمت كل تلك الأعمال الصالحة السابقة وأن عبادتي لن تُقبل أبداً ما دمت أشكِّك !) ومن قال يا "مريم" أنك تُشَكِّكين؟ أنت يا ابنتي توسوسين فلا إشراك ... ولا إحباط عمل ولا غضب من الله جل وعلا ... وإنما رحمة وفضل وهدى لطريق العلاج إن شاء الله .... واطمئني فلن تكوني ممن أزاغ الله قلوبهم بعد أن هداهم ..
تسألين : (ما الحل .. كيف يعود إيماني ويقيني ؟) ... استخيري ربك وسارعي بطلب العون من طبيب نفساني وم.ٍس.م .... هذا هو الطريق.
وتسألين أيضاً : (هل ينبغي أن أغتسل وأنطق بالشهادتين مرة أخرى حتى أدخُل الإسلام ؟)... إياك أن تفعلي هذا ولا مرة واحدة حتى لأنك بهذا توسوسين ولا تدخلين الإسلام ببساطة لأنك لم تبرحيه يا "مريم".
مراراً تكراراً رددنا على استشارات تتعلق بحالات مثل حالتك تماماً .... خاصة في ردودنا على "ريم" اللبنانية أو الأردنية أو غيرهما من موسوسي الشك والكفر ...إلخ.... حيث تجدين كل ما تساءلت وما لم تتسائلي عنه مجاباً عليه يا ابنتي.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .