أحقر فتاة في العالم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا لا أدري ماذا أريد من كتابة هذه الرسالة، ربما مجرد فضفضة فأنا لا أطمع بأن يساعد أحد فتاة مثلي .
أمر هذه الفترة بأصعب أيام حياتي لا أقول أن هذه أول مرة يحصل لي هذا بل يحصل لي سنوياً ويقارب أن يكون في نفس الشهور .
أريد أن أبدأ من عندما كنت في الثالثة عشر من عمري أو أقل عندما انتقلنا إلى بيتنا الذي لم تكن متوافرة فيه أقل مقومات السكن. كنت فتاة مشاكسة جداً جداً وأفتعل الشجار مع أفراد عائلتي في أقل الأسباب وأخبرهم دائماً أنهم ليسوا عادلين معي ولا يعاملونني كإخوتي.
وفي تلك الفترة بدأت أصاب بالوسواس القهري حيث كنت أتأكد من إغلاق الأشياء عشرات المرات وأنا لم أكن ملتزمة بالصلاة أبداً في حياتي وفي المرات القليلة جداً التي كنت أصلي فيها كنت أعيد الوضوء أكثر من ثلاث مرات، وبدأت أدمن على أكل الثلج والتراب. وبدأت أطقطق مفاصل أصابع يدي طول اليوم حتى تؤلمني كثيراً، ثم بعد فترة تركت طقطقة الأصابع وبدأت أنتف شعر رأسي الذي أصبح مثل الشجرة التي قصت أماكن منها ولم أتخلص من هذه العادة إلى يومنا هذا بل بدأت أتقبل الموضوع بأنني سأحيا هكذا طول حياتي،
كبرت قليلاً وما زلت في مرحلة المراهقة فكنت في كل شهر في الأيام الصعبة أفتعل مع عائلتي مشكلة تصل إلى الضرب والشتم والتكسير ولا أتكلم معهم لمدة قد تزيد عن الأسبوع وهكذا طوال السنة يعني 12 مشكلة في السنة وأنا أقسم بالله أنني أقول الحق .
كبرت قليلاً ومازلت الفتاة قليلة الأدب التي لا تحسن معاملة والديها، أصبحت ضعيفة الشخصية أحس أنه لم ولن يحبني أحد مهما حييت فقدت الثقة في نفسي وشكلي وأصبت برهاب اجتماعي زيادة عن التمتمة،
ليس لدي صديقات فأنا لا أثق بأحد وأشعر بأن الجميع أفضل مني وأنهم يريدون فقط إيذائي ولا حتى أثق بأهلي ولا أخبرهم بأحاسيسي أبداً ولا أعتذر كذلك ليس تكبراً والله العظيم ولكني أستحي أن أظهر مشاعري وعلاقتي مع ربي لم تكن جيدة فأنا لا أصلي- لي عشرة أيام تبت إلى الله من عدم الصلاة وأصبحت أصلي كل الصلوات في وقتها والحمد لله_ لا أهتم بمظهري حتى أنني عندما كنت في الثانوي ظنت المعلمات أنني فقيرة، وما زالت هذه الأحاسيس معي إلى يومنا هذا.
كبرت قليلاً أصبحت منغلقة على نفسي كل همي المسلسلات والأغاني وهذا أكثر ما كنت أتحدث به مع أخواتي اللاتي بدأت أحس بأنهن لم يعدن يحبنني لأنني عاقة لأهلي، مرات أقول في نفسي وما المشكلة لو كرهتني عائلتي سأحاول أن أتزوج (هذا باعتبار أن أحداً سيقبل بي أصلاً) وأحاول أن أكون عائلة ستصبح هي حياتي، ولكن أعرف أن هذه مجرد أحلام يقظة فأنا في حياتي لم يتحدث معي ولد ولا حتى برسالة.
كبرت قليلاً وأصبحت في العشرينات حاولت أن أهدء من طباعي قليلاً حتى أعيش في هدوء مع أسرتي التي استحملتني كثيراً، أصبحت أتغاضى قليلاً عن بعض الأشياء التي تثير غضبي منهم حتى أنني كنت أضع رموز الهاتف بأحرف تذكرني بألا أغضب. المهم حاولت كثيراً ولكن فجأة تحصل مشكلة مع عائلتي تقلب حياتي، أكثر ما يغضبي هو أن يظلمني أحد أو أن يقول ما ليس في عندها أثور ولا أحد يستطيع إيقافي، أضرب أي شخص أمامي أكسر الزجاج أشتم أمي وأبي لا أحد يستطيع الوقوف في وجهي فأنا كما تقول أمي "قاهر" . وبعدها لا أتكلم مع أي أحد في المنزل.
مشكلة السنة الماضية جعلتني لا أتكلم معهم لمدة سبعة أشهر، أنا أعلم أن هذه قطيعة ولكن والله والله ليس بيدي فعل شيء أنا لا أستطيع الاعتذار ولا إيذاء مشاعري الحقيقية، ومشكلة اليوم لم تختلف عن مشكلة العام المنصرم وأنا أخاف أن أضيع حياتي هكذا في عدم الحديث مع أهلي، أنا متأكدة أنني لن أتكلم معهم إلا بعد عدة أشهر.
أنا حقاً لا أعرف كيف يسامحونني في كل مرة، يجب أن يكونوا قد تقززوا مني. أنا أرغب بالعلاج النفسي ولكني لا أستطيع طلب هذا من عائلتي ولا أستطيع الذهاب بنفسي،
أشعر أنني سأتحسن لو أخبرت أحد بمشاعري التي لا يستطيع أحد الوصول إليها. معذرة على كتابتي الركيكة وعلى تضييع وقتكم
وجزآكم الله خيراً
30/10/2018
رد المستشار
صديقتي
إن كنت مصرة على اختلاق المشاكل ومحاولات الابتزاز العاطفي للحصول على الاهتمام فأنت على حق.. لن يحبك أحد ولو كنت ملكة جمال الكون أو الأكوان...من الطبيعي أن تعاني من الرهاب الاجتماعي لعدم توافقك مع الآخرين وإصرارك على هذا.. قد تكون التمتمة وسيلة من عقلك الباطن للإلهاء أو الانغلاق على النفس وعدم مواجهة الحقائق.
الوسواس القهري هو وسيلة إخفاء أو ستارة من الدخان وظيفتها حماية الوعي من فكرة مخيفة وكأنها ستؤدي إلى الجنون بمجرد الوعي بها.. نتف الشعر له علاقة بالغيظ والغضب نحو تحكمات وسيطرة الأم في أغلب الأحيان، سواء كانت هذه السيطرة حقيقية أو مبالغ فيها.... وصفها لك بكلمة "قاهر" يوحي بأن غضبك نحوها قد يكون في غير محله أو مبالغا فيه.
ما هو السر في اتهامات الآخرين لك بما ليس فيك؟؟؟ ولماذا تتعاملين مع الموقف وكأنه إهانة كبيرة لذات إلهية؟؟ نحن مجر بشر وقد نسيء الفهم أو تحليل الأمور، ولكن هذا لا يستدعي الغضب العارم والإيذاء.
لا تثقين بأحد لأنك لا تحبين نفسك ولا تحبين أحدا.. تحسين بأنهم ضدك لأنك ضد الجميع.. وكأنك تقولين "سوف أرفضكم جميعاً قبل أن ترفضونني يا أولاد الـ...."
لا تستطيعين الاعتذار وتخافين من إظهار مشاعرك الحقيقية على حد قولك.. ولكن ما هي مشاعرك الحقيقية؟؟؟ ولماذا تخافين من إظهارها إلى هذا الحد المبالغ فيه؟؟؟
لماذا القطيعة التي تطول لشهور؟؟ أهو عقاب لهم؟؟
بالعكس، أنت المنعزلة المعزولة... الحياة تمضي وأنت تسبحين في بحر من الغضب والمشاعر السلبية وكراهية النفس والآخرين... بالله عليك
لماذا؟؟ هل هناك سبب جيد لكل هذا؟؟ هل سيؤدي كل هذا إلى أي وضع مريح؟؟
تقولين أنهم يسامحونك بالرغم من أسلوبك المنفر.... يا ترى لماذا يسامحونك؟ ألأنهم يكرهونك ويتهمونك بما ليس فيك؟ أم لأن هناك جزء ولو قليل حقيقي فيما يقولون؟
تقولين أنك تريدين العلاج النفسي ولكنك لا تستطيعين طلب هذا من أهلك ولا تستطيعين الذهاب بمفردك... لماذا؟
أطلب المساعدة يساوي الاعتراف بالضعف؟ ولم لا؟ فأنت ضعيفة لا محالة بالرغم من تظاهرك بالقوة وإصرارك على تأكيدها... من يفعل كل ما تفعلين ومن لا يستطيع الاعتذار أو التعبير أو الإفصاح عن المشاعر الحقيقية هو الضعيف حقيقة.
أنصحك بتغيير أسلوبك سواء بمساعدة معالج نفساني أو بمساعدة نفسك بقرار التغيير الحقيقي.. حياتك لن تتغير إلا إذا كان هناك تغيير ولو طفيف في أفكارك وأفعالك... الأمر كله في يدك لو لديك فعلا رغبة حقيقية في التغيير... العلاج النفسي يساعد الإنسان على بلورة القرار ورسم خطة واتخاذ خطوات محددة للتغيير ولكنه لا يسبب التغيير في حياة الإنسان بدون اشتراك وتفاعل وإصرار هذا الإنسان..ليست هناك معجزات خارجية تغير الحياة للأفضل.. التغيير كله يبدأ من الداخل.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب