الحبل السُّري في خطر ..
مرحباً ...أشكر القائمين على الموقع على فتح المجال لنا لطلب استشارتكم ونتشرف بذلك.
كي لا ندخل بمقدمات طويلة المشكلة هي كما في العنوان توتر العلاقة بيني وبين أمي ،قبل الخوض في المشكلة أود أن أشرح العلاقة بيني وبين أمي قبل المشكلة أنا أحبها كثيراً وهي تقريباً لها حيز كبير في حياتي وتمتلك جزء كبير من قلبي ،في بعض الأحيان تحصل مشكلة بيني وبينها لكنني دائماً أسارع في حلها طالما هناك 1% من المشكلة تقع على عاتقي
لكن هذه المرة مختلفة، أنا أمرّ بظروف صعبة حالياً بسبب المستقبل وبسبب الدراسة، أشعر بأن كل العالم يقف ضدي، القدر الحظ الظروف البشر لذلك أنا حساس جداً في هذه الفترة تجاه أي حديث يوجّه إلي بخصوص المستقبل.المشكلة وقعت قبل 3 شهور تقريباً، كنت مستلقياً على سريري برفقة اللابتوب، دخلت الأم إلى غرفتي جلست على كرسي المكتب، نظرت إليّ وقالت :"إذا طي*ي بتفلح أنت بتفلح".
عذراً على الكلمة غير المناسبة لكن لا بد من شرح المشكلة وتوضيح ما حصل بشكل كامل لا لبس فيه.
أنا تضايقت جداً مما قالت، جملتها رنت في أذني، شعرت بارتفاع في درجة الحرارة وشعرت كأنما كل الدم الذي في جسدي صعد إلى رأسي، أصبت بصدمة، تركت الغرفة وغادرت لغرفة أخرى.
بقيت فاتحاً لعيوني بشكل غريب من الصدمة لـ 3 ساعات تقريباً ولم أشعر بذلك إلا بعد أن بدأت الصدمة بالزوال تدريجياً، وهي للأسف لحد اليوم لم تزل.
الكلمة كانت كـسكين استقرت في خاصرتي وشقت روحي إلى نصفين، كانت كبيرة وصادمة وقوية وغير متوقعة من شخص لا بد في هذا الوقت أن أرى منه كل جميل وكل تشجيع وكل حب وكل حنان وأن أراه واقفاً بجانبي بقوة يساندني ويدعمني ويشد من أزري، لكن للأسف...جملة نبع الحنان لم تعد تقنعني لأنها باتت خرافة بالنسبة لي.
توترت العلاقة جداً بعدها، حاولت التخفيف من شدة الاحتقان ونزلت للشارع تمشيت لمدة نصف ساعة أو أكثر قليلاً، لكن للأسف تطورت المشكلة وقررت في تنفيستي هذه أنا آخذ موقفاً شديداً لا بد منه، وكان القرار خارجاً عن إرادتي.قررت عدم التكلم معهاً نهائياً وتجاهلها تماماً وعدم تلبية احتياجاتها الشخصية وعدم قبول أي شيء شخصي منها تقدمه إلي.
بعد الصدمة بأسبوعين تقريباً شكتني لأبي بأنني قاطعتها ولا أكلمها ومتجاهلاً لها، تكلم أبي معي بعدها معاتباً لي (عتب سلبي) على ما بدر مني.
لكن للأسف بعد أن قولت له هل يرضيك ما قالته لي وأخبرته بما قالت، عرفت حينها أنها لم تخبره بما حدث تماماً إلا أنني قاطعتها، بدت على وجهه لوائح المفاجأة هو أيضاً لكن حاول إخمادها وأخبرني بأن (لا مشكلة بذلك) ويجب عليّ إصلاح الأمر (والاعتذار لها)!!
لم أرد عليه وتجاهلت ما قاله لي، توقعت أن ألقى عتباً آخر منه بعد أيام قليلة لكنني لم أسمع شيء إلا بعد شهرين، دخل لغرفتي وأيقظني للغداء وقال لي بنبرة لطيفة مختلفة عن النبرة الأولى تماماً (هل ما زالت مقاطعاً لأمك) أخبرته بما أخبرته به سابقاً وقولت له بأنني لم أخطئ أبداً وهي المخطئة 100% ولن أتراجع حتى تعتذر مني.
المشكلة يا دكتور أني لم ألقَ مبادرة منها لإصلاح الأمر، لا باعتذار ولا بملاطفة ولا حتى ببوادر ندم، بل قاطعتني كما قاطعتها وكأن أنا من قولت لها ما قالته لي.شعرت بوقاحة شديدة منها وبدأت أنفر منها ولا أشعر بأي شيءٍ تجاهها، في بداية المقاطعة كنت فعلاً أفتقد شيئاً في حياتي وكنت أشعر بأنني فقدت نصف حياتي بالكامل، لكن هذا الشعور بدأ يزول وينقشع يوماً بعد يوم وبدأت العلاقة تزداد سوءاً وبدأت أنفر من نصفي الثاني.
بعد عتب أبي الثاني بأسبوعين أو ثلاثة، أي بالمجمل بعد المقاطعة بـ 3 شهور تقريباً، قررت العائلة استئجار أحد الشاليهات المطلة على البحر والذهاب برحلة استجمام على الشاطئ، أنا فعلاً كنت بحاجة هذه الإجازة وبقوة ومن شدة فرحي صرت أكلمها من جديد ولكن بالأمور الأساسية كحاجيات المنزل ونحوها، وكان كلامي معها (بدون نفس).
وما زلت إلى يومي هذا على هذا الحال، كلام رسمي جداً والعلاقة متوترة وتتراجع يوماً بعد يوم، وأنا الآن عندما أكتب لكم ذلك أشعر بالندم على مبادرتي اتجاهها وأشعر الآن فعلاً أن المشكلة تزداد سوءاً
لا أشعر أني بحاجتها، لا أشعر بمشاعر البنوة تجاهها، لا أشعر بالحب اتجاهها، باختصار... الحبل السُّري تم قطعه لا أعلم سبب كتابتي لهذه المشكلة هنا، هل أريد تعليقاً منكم أم أريد استشارة أم تشخيص أم حل، لا أعلم بصراحة، لكنني سأعتبرها فضفضة وأعتذر منكم لذلك.
أرجو منكم عند تقديم ردكم الكريم الابتعاد عن الاستدلال بالدين تماماً وبشكل عام، كما أريد التمادي أيضاً ولا أعلم إذا كان يحق لي أن أطلب طلباً أخيراً وهو أن يتم الرد عليّ من قبل رجل أو أنثى لم تصبح أماً بعد.. والهدف من ذلك أنني بالإضافة للابتعاد عن الاستدلال بالدين لا أريد أن يقدم لي رد عاطفي مبني على مشاعر الأمومة لأنه لن يكون حقيقياً.
مع احترامي الكامل لكل سيدة تعمل على تقديم الحلول للناس هنا وهي بالنسبة لي نبية ورسولة ومن القديسين.
التفرغ والاستماع لمشاكل الناس اليومية ومحاولة إيجاد حلول لها هي فعلاً أفعال نبلاء، ترفع لكم القبعة وشكراً لكم مرة أخرى.
27/11/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك، وفضفضتك. أخطأت والدتك بإهانتك أو لنقل بمحاولة تشجيع فاشلة بالكامل، ولكن هل بخطأ واحد تمسح كل الحب والود والصداقة بينكما، هذا لا يعتبر سواء ولا صوابا من جانبك أيضا.
لن تجدي المجادلة بمن بدأ بالخطأ فكلاكما مخطئ، وأعلم أن لدى الأمهات شعور بأن لهن مساحة لدى أولادهن بما قدمن لهم ومهما قدمنا في المقابل يعتبر محاولات لرد الجميل لا يتم ايفاؤه، وستعلمك الأيام بأنه بالفعل لا يمكن ايفاؤه. لست مجبراً على قبول هذا المبدأ ولكن أشرح لك دوافع سلوك الأمهات دون أن أذكر ما يحملنه من حب لمن أنجبن، حب غير منطقي يتماهين فيه مع الولد، نجاحك نجاح لها وفشلك فشل لها، طبعا أتحدث عن الأمهات السويات نفسياً.
تسامح معها كصديقة فالتسامح من ضرورات الصحة النفسية، وانظر حولك دول تتحارب وتنتهي الحروب بالصلح. جرب أن تجلس معها واشرح لها في لحظة مناسبة لكما شعورك بالجرح والإهانة لما لها من مكانة في نفسك، ولو أتت الإهانة من شخص غير مهم لما التفت إليها. افتح أمامها بابا لعودة الطيب بينكما، ببساطة أنت تحتاجها كما تحتاجك هي.
التعليق: لم أفهم كيف لا ديني مؤمن بالقدر هههه لا بأس ربما أنا أدقق أكثر من اللازم.