فقدان الذاكرة...
عندي موضوع غريب بدأ يظهر معي من فترة الدراسة الجامعية بالرغم من أن ذاكرتي قوية ومعدل الIQ عندي 138 إلا أني أفقد ذاكرتي في الأمور التي تؤلم مشاعري تماماً ولا أتذكر أي تفاصيل فقط أذكر الشعور
مثلاً غيرت جامعتي على خلفية مشكلة كبيرة حصلت معي وكان لي صديقة قاطعتها تماماً بعد أن أساءت لي بشدة وبعد مدة جاءت لتتدرب في الجامعة التي انتقلت أنا إليها والغريب أني نسيت ما حصل وأني قاطعتها وقمت بأخذها للتجول في الجامعة وعزمتها وأكرمتها وكل الوقت بدت مستغربة وغير مرتاحة وأنا لم أتذكر أبداً ما جرى حتى تكلمت هي وشرحت كم تشعر بالحرج لمقابلتي إساءتها بهذا الكرم والمفارقة أني لم أتذكر هذه الإساءة إلا بعد أن ذكرتها هي رغم شدتها ورغم أنها كانت فارقة جداً لي وسببت نقلي من جامعة لأخرى..
كان هذا أول موقف اكتشف فيه موضوع فقدان الذاكرة الغريب هذا وتكرر الأمر كثير بداية زواجي حيث كثرت المشاكل في أول سنة زواج ولم أكن أستطيع أن أجادل وأدافع عن نفسي لأني ببساطة لا أتذكر أي تفاصيل مما يجري وأكبر موقف في مسألة فقدان الذاكرة حدث أن نمت يوم الخميس وافقت الاثنين لا أتذكر لحظة من الثلاث أيام التي فاتت.. لا شيء.. فقط فراغ..
الحمد لله هذه المواقف اختفت نسبياً مؤخراً لأن حياتي استقرت ولا أمور تؤلمني إلى حد نسيانها ولكنني أبعث لكم هذه الاستشارة لأني أرغب حقا أن أفهم ما يجري لي خصوصا تلك الثلاث أيام التي ضاعت.. للعلم لم أخبر أحد عن ذلك فأنا كتومة ولا أبوح لأحد لا زوج ولاصديقة ولا أخت ولا أم.. أحب أن أحتفظ بأموري لنفسي.. أتمنى أن تفسر لي هذه الظاهرة وأشكر مجهودكم الرائع في هذا الموقع المتميز
12/2/2019
رد المستشار
صديقتي
من الواضح أن وسيلتك التلقائية للهروب من الضغط النفسي هي النسيان أو الغياب عن الواقع.. النسيان في العموم ظاهرة طبيعية تحدث يوميا.
مثلاً، كثيراً ما يحدث أن نكون في مناقشة معينة وفي اندماج كامل فيها ثم يأتي أحدهم ويسأل أحدهم الساعة وبعد أن نرد نكتشف أننا نسيناً ما كنا نتناقش فيه. ما يحدث في هذه الحالة هو انتقال الانتباه إلى شيء لا يمت بصلة لما نحن بصدده والاستغراق فيه.
ما يحدث معك هو صورة مبالغ فيها من هذه الظاهرة الطبيعية.. السبب في هذا قد يكون أنك تأخذين المشاكل بمحمل مبالغ فيه وكأنها تهديد كامل للبقاء واستمرار الحياة، خصوصاً إن لم تستطيعي مواجهة الموقف والدفاع عن نفسك وحقوقك.
الحل في البداية يكمن في أن تعرفي أنك أقوى مما تتوقعين وتعرفين.. مواجهة أي شيء والتعامل معه بحكمة وقوة من الممكن جدا لكل البشر.. ما يضعفنا هو أن نقول لأنفسنا أننا لا نقدر على المواجهة والتعامل مع الأحداث.. التاريخ البشري مليء بالقصص الحقيقية عن انتصار البشر على المستحيل وتخطي أكبر الصعاب بدون الهروب أو النسيان للأحداث ولكن بنسيان الألم ووقعه على الإنسان أو التقليل من أهمية الألم والصدمة.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني للوصول إلى طريقة أفضل في فهم الأمور والتعامل معها.
وقفك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب