ما هو تشخيص حالتي
السلام عليكم،،، تحياتي لكل القائمين على هذا الصرح وبالأخص الدكتور محمد عبد الحكيم سليم الذي ساهم في تغيير حياة الكثير من الأشخاص في البداية أنا شاب عمري 28 عاماً تم تشخيص حالتي 4 مرات من أطباء مختلفة من قبل أولاً طبيب شخص حالتي بأنها قلق وسواسي وتم تشخيص حالتي من طبيب آخر على أنها اضطراب وجداني أحادي القطب وقد أكد لي أن هذا هو التشخيص الصحيح لأني عندما تناولت البروزاك دخلت في نوبة هوس ووصف لي سيبرالكس 10 ولامكتال 25 على أن تتم إعادة التقييم بعد شهرين لكني تناولت سيبرالكس فقط وكان جيداً لكنه سبب لي خمول وكسل وقلة الرغبة الجنسية وفتح شهيتي بصورة كبيرة أيضاً أصبحت لا أعلم ما هو تشخيص حالتي ولا أعلم ما أشعر به هل هي سمات شخصية خاصة بي أم ماذا؟
حيث أشعر أنني منطوي متردد أفكر في سلبيات الماضي وأشعر بالكدر لذلك أهرب من الواقع باللجوء إلى النوم وأتوقع الأسوأ دائماً وأشعر بالملل سريعاً بالإضافة أني أشعر بالذنب كثيراً وخجول وحساس جداً حيث أنني سهل التأثر بكلام الناس وأيضاً عدم التركيز والنسيان والكثير من الناس يقولوا عني غريب; قمت بتجربة العديد من الأدوية النفسية كالبروزاك والفافرين وسيروكسات وتريتيكو ودوجماتيل ونيورازين وويلبوترين وافكسر وسيمبالتا وبوسبار وديبرام وسيبرالكس ولي معهم جميعاً تجربة سيئة من آثار جانبية كارتفاع بالضغط وارتفاع هرمون البرولاكتين وكثرة لعاب وزيادة بضربات القلب وزيادة الشهية والوزن وأرق واضطرابات بالرغبة الجنسية لكن البروزاك كان جيداً جداً حيث شعرت بجرأة زائدة وشعرت بسعادة ولا أعلم نوبة الهوس التي دخلت فيها كانت مؤقتة أم ماذا؟ أم إنها كانت بسبب الأرق الذي سببه لي البروزاك لكنه سبب لي أيضاً رعشة وتململ حركي وقلق القعود
وعندما قمت بزيارة طبيب آخر قال لي أن النوبة لم تكتمل وأن تشخيص حالتي هو اكتئاب جسيم (التشخيص الثالث من طبيب مختلف) ولكني لا أثق بهذا الطبيب وقد وصف لي تريبتزول إلا أنه رفع لدي ضغط العين وعندما أخبرته قام باستبداله بأدوية أخرى منها مضاد ذهان وكلها تزيد النوم بطريقة لا تطاق ولم يراعي ظروف عملي بالرغم من أني أخبرته بذلك لم يكن يسمع لي جيداً أما التشخيص الرابع كان من طبيب قال أن حالتي عبارة عن اكتئاب نفسي من النوع المتوسط، إنني لا أريد أن أظلم أحد معي لأني على مشارف الزواج مع العلم أنني أعاني من سرعة قذف، أحد الصيادلة أخبرني أن الصفامود عبارة عن كبسولات عشبية لن تجدي نفعاً
بعد أن قمت بتجربة أدوية الاكتئاب وإن كنت بدأت بصفامود كنت سأكتفي به تماماً مع العلم أن صفامود ناقص هنا في مصر والسبب اختفاء المادة الفعالة!
20/4/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أحيي السائل الكريم على ثقته في شخصي الفقير إلى الله وإن كنت أستغرب إشارته إلى صعوبة الوصول إلي مع العلم أنني بفضل الله متاح لمرضاي يستشيرني في شأنه من أحب، وعلى أي حال فإنني أنصح السائل باستشارة طبيب واحد يثق فيه والاستمرار معه فترة كافية ليأذن الله بشفائه،
وليعلم أن الاضطرابات النفسية ليست سوى متلازمات من الأعراض التي كثيرا ما تتواكب وتتداخل في المريض الواحد فيكون لديه أكثر من اضطراب واحد، بمعنى أنه ليس هناك ما يمنع أن يكون الشخص الواحد مصابا ببعض أعراض الاكتئاب وأعراض الوسواس مثلا في آن واحد، كما يمكن أن يتغير حال المريض إما تلقائيا أو مع تناول العقارات النفسية من حال إلى حال، فكثير من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مثلا يبدأ معهم المرض بنوبة اكتئابية فإذا تمت معالجتها بمضادات الاكتئاب ينقلب الأمر إلى نوبة هوس أو ما تحت الهوس وفي هذه الحالة يوقف الطبيب مضادات الاكتئاب غالبا ويستبدلها بمثبتات أو موازنات المزاج أو يجمع بينهما حسب الحالة،
ولا توجد حتى الآن للأسف فحوصات أو تحاليل أو أشعات تميز بين مريض الاكتئاب أحادي وثنائي القطب حتى نتجنب التجربة والخطأ، وكثيرا ما تتحول أعراض المرض من اضطراب إلى آخر بدون تدخل دوائي أيضا، والخلاصة أن تقييم حالة المريض في الطب النفسي مهمة معقدة ولكل طبيب فيها اجتهاده الذي قد يصيب أو يخطئ بحسب علمه وخبرته وتوفيق الله إياه،
فلا فائدة من الدوران على الأطباء ومقارنة كلام بعضهم بكلام بعض، فلكل اجتهاده والله الشافي والموفق، كما أنني لا أظن أن عشبة القديس جون، وهي من العلاجات البديلة التي لا يقوم دليل علمي قوي على فعاليتها، والتي لم تعتمدها هيئة علمية دولية يعتد بها تفيد المريض سواء قبل تناوله للأدوية الأخرى أم بعد تناوله لها، وقد اختص الله -عز وجل- بعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، فإن كنت تستطيع استكمال حياتك وأداء مهامك فيها بدون مساعدة فافعل، وإن كنت لا تستطيع ذلك فاختر لنفسك طبيبا تثق فيه كما قلت والتزم بتعليماته دون أن تسأل غيره من الأطباء والصيادلة عسى الله أن يجعله سببا لشفائك.
والله المستعان