لا أعرف نفسي
فكرت طويلا بماذا أبدأ وكلامي سيكون عاميا ولا فصحى! ولكني هقسم حياتي لكذا جزء..
طفولتي :
أنا طفلة غريبة شوية خجولة نسبيا وأعاني من رهاب اجتماعي كنت أراقب نظرات الناس لي عندما أسير أعدل هدومي دايما وأنا ماشية أراقب خطوات مشي (وما زالت الأعراض دي في الآن بنسب متفاوتة والسير بحس إني مفتعلة ومش ماشية طبيعي) بخجل من الأكل وسط الناس أخاف أرفع يدي وأجاوب في الفصل وأخجل من التحدث أمام الجمهور،ده ملخص أعراضي الرهابية..
أنا اجتماعية وانطوائية في نفس الوقت يعني كنت ألعب مع أبناء الجيران في الشارع ولكني أحب لحظات الانطواء واللعب بمفردي والبحث عن الأشياء المركونة والكراكيب..... تأخرت لحد ماتكلمت وبعاني من تأتأة ولكني تغلبت عليها كثيرا الآن بنفسي كان رسمي حلو وأنا صغيرة وبعبر بالرسم عن اللغة واللفظ لحد الآن أشعر كلامي طفولي وأفكاري مفككة وكأنني لم أنضج بعد رغم نضوجي الفكري والفلسفي والوجودي..
من زمان وإدراكي بالواقع غريب لا أهتم بالنقاشات والأحاديث بين الناس حولي أنا متأملة لحالي لا أهتم لأي شيء من زمان وأنا لست متدينة ولم أكن طفلة آخذ الدين بصورة مسلمات تأملت في السماء وربنا بصورة دائما تعجبية وبتساؤلات فكرية عجيبة..
كان هناك عنف أسري وانعدام عاطفة وتفكك بين الأفراد وموت أحد الأقارب وموت الكثير من الناس في حياتي لدرجة لم أعد أتأثر بموت أحد
تركت وكرهت العالم الواقعي واتجهت للعالم الخيالي ومحادثات الواقع الافتراضي والسوشيال ميديا وأصحاب من مختلف البلدان وبعدت كثيرا عن الواقع ولم أهتم بإقامة أصدقاء حقيقيين غير شخص أو اثنين ومتغيرين دايما في مراحلي الدراسية.
بحثت عن أعراض الوسواس القهري ووجدت أعاني من كذا شيء فيه سأناقشه فيما بعد
حياتي الآن:
معنديش أي رغبة أو اهتمام بالحياة لا أريد زواج أو عمل أو خروج لا أشعر بفرح أو سعادة شعرت بالألم فقط ومازلت اللامبالاة منذ الطفولة حتى الآن.. لا أستثار جنسيا وغير متقبلة للفكرة من الأساس لا أحبها ولا أرغبها أو أشتهي ولا أقوم بأي عادة سرية منذ أعوام وأعوام فقد فعلتها مرات تتعدي على الأصابع فقط لمعرفة نفسي وأعضائي وشاهدت بعض المشاهد بسبب الفضول ولم أقرب أو أشاهد حتى الآن والفكرة مقززة وغير مقبولة بالنسبة لي.. لا أحب الأطفال أيضا كأن ليس لدي مشاعر أمومة فلماذا أتزوج والأركان الأساسية له مفقودة في حين لا أتقبل الموضوع من الأساس..
حياتي واقفة الآن تدهورت دراستي وبرسب كثيرا لا أستطيع العمل بسبب الخوف من الالتزامات والنقد وقرأت عن الموضوع وتقريبا أعاني من اضطراب تجنبي وشخصية وسواسية perfection وبحثت في الفصامية ولقيت بعض الأعراض. وأخاف من المستقبل كثيرا يعتبر أنا ميتة ولا أمارس شيئا أو محبة لشيء في هذا الكون العجيب.. أنا الآن غير متدينة يعتبر لا أدري ولن أتقرب من الله غير روحيا فقط وبحب الفلسفيات والوجوديات والأشياء المختلفة الغريبة أميل إليها أكثر
ذهبت لطبيب نفسي في بداية العلاج ولم أشخص لسة ولكن العلاج قريت عنه لأعراض فصامية وانفصام الشخصية واكتئاب حاد ووسواس ورهاب وقلق اجتماعي... الباقي أعرف أنه لدي لكن الفصام بحثت فيه في مقالات كتيرة جدا ويوتيوب ولكني محتارة هو عندي أم لا الشك بسبب الهلاوس السمعية..
وأنا لم تأتيني هلاوس سمعية غير مرات عندما كنت طفلة ألعب أسمع أمي تنادي باسمي بغضب والموضوع انتهى وتكرر منذ أيام قليلة أسمع تكرار لاسمي وأجاوب والرد أن مكنتش بتنادي علي فهل ده يعتبر أعراض موجبة أم صوت عادي كثير من البشر يسمعون أصوات تنادي عليهم.. في حين أن الأعراض السالبة للفصام كلها عندي حتى اللغة ركيكة وعباراتي مفككة الأشخاص اللي قدامي يسألوا دائما ماذا أعني بكلامي وذاكرتي بنسى كتير ولا أستطيع التعبير عن مشاعري وأفكاري..
لا أشعر بنفسي ما أنا وما شخصيتي الغريبة لدرجة لا أعرف أتخذ قرار ومترددة كثيرا وقلق عن المستقبل وبشيل هم الأحداث اللي لسة هتحصل.. أنا عايشة ليه وكل شيء رافضاه ومش مدركاه أحس أني مش بحب حد حتى أهلي أنا معتادة عليهم ولكن جوايا فراغ عميق وعدم فهم وتشوش..
بيجيلي سرحان وأحلام يقظة ولا أحلم إلا نادرا اللي حسيت إنه حلم 3 مرات فقط في حياتي أحلامي اليقظة عبارة عن مشاهد وصور فقط أنا ذاكرتي بصرية أكثر.. لا أحب الناس ولا التعامل معهم أحب غرفتي ودائرتي الصغيرة ليس أكثر أشعر أني غير ناضجة أنثويا فقط ناضجة كإنسان أحب علم النفس كثيرا (تلاحظون الآن تغير الأفكار بسرعة وتكون الفكرة غير متصلة بما قبلها.. جمل من شرق وجملة من غرب).. عندي ثقة في شكلي وملامحي ولكن لا أحب أحد يلمسني ولا أشعر بالحضن..
آسفة على الإطالة ولكني في تشوش حقيقي.. فعليا لا أعلم من الإنسان الداخلي لهذا القالب المتحرك..
أتمنى إزالة المنشور بعد مدة من قراءتي للرد أو إذا استطعت مسحه فهذه أول مرة أكتب هنا
2/7/2019
رد المستشار
صديقتي
الإنسان الداخلي لهذا القالب المتحرك هو شيء نصنعه نحن بأفكارنا وبالمعتقدات والمعاني التي نهتم بها.. خجلك من الناس وعزوفك عن التعامل معهم يأتي من إحساس دفين بالخوف من تقييمهم السلبي لك مع أنه لم يحدث... كلنا نعاني من هذا بدرجات متفاوتة بسبب أننا في الصغر غالبا ما نتعلم الخوف من رأي الناس وأن قيمتنا الذاتية معتمدة على إرضاء جميع الآخرين.
ليس من اللازم أن نحب أهلنا ولكن يجب أن نتقبلهم حتى لو اختلفنا معهم في الرأي والأسلوب.. ليس من الحكمة تجنب الحياة والمشاعر.. ليس هناك ما يخيف حقيقة إلا ما نخوف أنفسنا به.
كلنا لدينا عوامل وأجزاء من المرض النفسي.. سسيجموند فرويد ألف كتابا اسمه "المرض النفسي في الحياة اليومية".. وجود بعض العوامل المرضية لا يعني وجود المرض.
الكمال البشري هو أن نسعى نحو الكمال مع معرفة أننا لن نصل إليه، وأنه ليس هناك طريق آخر للسعي نحو الكمال إلا عبر التجربة والتعلم من الأخطاء وعدم تكرارها.. تحسن وتطور يومي ودائم.. كيف نكون أفضل مما كنا عليه في اليوم السابق؟؟ هذا هو السؤال المهم عليك العمل عليه وتفعيله بدلا من جلد الذات.
ما الذي تريدينه لحياتك ولماذا؟؟ سؤالان وجوديان فيهما كل الحلول.. لو كان النجاح والسعادة مضمونين، فما الذي سوف تجرؤين عليه؟؟
أنصحك بمراجعة معالج نفساني أو مدرب حياة لمناقشة هذه الأمور
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب