هل يحق للإخوة الكبار معاقبة الأصغر سنا؟
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أم لأربع أطفال، بنت 22 سنة وثلاث أولاد 15,13,6 سنة أبنائي كلهم مهذبون يدرسون جيدا، الطفل الصغير مزعج قليلا خاصة لإخوته. أنا بحكم أني امرأة تعمل معظم الوقت لا أستطيع أن أكون حاضرة دائما مع أبنائي.
بنتي جامعية، فتاة قمة في الأخلاق والدين تجيد التصرف وتعرف حل المشاكل في بعض الأحيان أفضل مني وأنا أثق بها في كل صغيرة وكبيرة، لكنها تضرب أخاها الصغير إذا ما أخطأ عندما أكون غائبة، تضربه ضربا تأديبيا ليس بالضرب المبرح بالتأكيد، وغالبا ما يكون خطأه يستحق العقاب، وعندما أعود إلى المنزلي يأتي ويشكو لي "أختي ضربتني".
للعلم عندما أكون حاضرة في البيت أنا من أعاقبه. ما رأيكم هل يحق لها تأديبه؟
شكرا على الإجابة
13/7/2019
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
ليس هناك سلوكاً تعرض للدراسات النفسية الاجتماعية مثل ضرب الأطفال منذ بداية الستينيات من القرن الماضي. هناك فرضية كثيراً ما يتمسك بها الوالدان وهي فرضية تأثيرات الطفل Child Effects Hypothesis وهي أن سلوك الطفل المشاكس هو الذي يدفع الوالدين أو من يتولى أمره لضربه.
جميع الدراسات أثبتت في حين أن تأثيرات الطفل موجودة ولكن ما يتنبأ باحتمال ضربه سلوك ومشاعر الوالدين أنفسهم. بعبارة أخرى ما يدفع ولي الأمر لضرب الطفل هو مشاعرهم وأفكارهم وليس سلوك الطفل فقط. يمكن أيضاً القول بأن سلوك الطفل العدواني مصدره في غالبية الحالات سلوك ولي الأمر العدواني.
ثم أن هناك إجماعا بين الباحثين في هذا المجال وهو أن ضرب الطفل يؤدي إلى تدهور سلوكه على المدى القريب والبعيد ويتضاعف احتمال إصابته بمختلف الاضطرابات النفسية على المدى البعيد.
هناك تحيز معرفي في غاية الوضوح في رسالتك لأن ابنتك الفاضلة هي التي تتولى رعاية الأطفال وربما لا تحبين انتقادها. الأشد من ذلك هو أنك تتولين ضرب الطفل مما يعزز موقف ابنتك وتحالفك معها لإثبات بأن الطفل هو المشكلة. الطفل عمره ستة سنوات فقط ولا يجوز ضربه.
هذا هو الرأي العلمي.
وفقك الله.