طلب مساعدة نفسية
بسم الله
أعاني منذ الطفولة بإحساس الوحدة وعدم القبول عند الغير أبي تركني مع والدتي ولم يكن لي أشقاء إلا من جهة الأب ولم يقيموا معي إلا على فترات وأغلب طفولتي قضيتها مع والدتي وكثير ما تعرضت للإهانة والاعتداء ولم أكن أستطيع الرد ليس لضعفى فقط ولكن لإحساسي أنني وحيد وليس لي ظهر أو عزوة في حال تدهور المشكلة تحميني واعتدت على تقبل الإهانات وكبت مشاعري.
ونسيت أن أقول أن الأخ الوحيد الذي مكث معي فترات طويلة في طفولتي كانوا أبي وحتى أمي وأقاربنا الكبار وحتى الصغار يفضلونه عني ويحترموه لأنه كان عصبة المزاج وقوي في الرد أما أنا فكنت مطيع ولم أكن أقوى على الرد وبالرغم من ذلك وعصبية أخي قال لي أبي في مرة أن أخي أحسن مني وأنني جيت الدنيا بالرغم منه لأنه لم يرد أن يجيب أولاد آخرين.
وبالرغم من كل هذا تفوقت في دراستي وحصلت على وظيفة مرموقة وتزوجت وأنجبت 3 أولاد والحمد لله ولكن ليس لي أي أصدقاء قريبين شلة يعني ولا حتى صديق واحد وللأسف كبر معي إحساسي بضعفي وعدم وجود سند لي ووقعت بمشاكل مع حمويَّى بسبب رغبتهم بفرض كلامهم علي وللأسف كنت أرضخ حبا في أولادي حتى في عملي أنا مجتهد جدا ولكن يتم التحميل علي من قبل مشرفي لأني لا أرفض ولا أقول لا إلا نادرا وبعدما يفيض الكيل ويتم ظلمي مقابل محاباة زملائي وعندما أعترض أجد زملائي ومشرفي يتكاتفون علي وينبذوني حتى في الكلام لكي لا أعترض مرة أخرى
وقد تعرضت لموقف فيه إهانة قريبا من شاب أصغر مني في السوق شتمني ولم أستطع الرد حتى لا أدخل في خناقة وأضرب فيشمت في زملائي وحمواي ولكني الآن أصبحت لا أريد النزول من المنزل ولا الذهاب إلى العمل ولا حتى الذهاب إلى السوق ولا ركوب التاكسي حتى لا يعتدي علي أحد لفظيا أو جسديا ولا أستطيع أن آخذ حقي
أجلس معظم الوقت في البيت وقلبي يتمزق بسبب إهمالي لأولادي أريد الذهاب بهم للنادي والمتنزهات ولكن أخشى أن يحصل موقف وأهان أمامهم أصبحت أنتظر الموت والحمد لله أنا قريب من الله لا أفكر في الانتحار ولكن أنتظر الموت لا مزيد من السجن الداخلي الذي أنا فيه
ذهبت لطبيب ووصف لي علاج إفكسور إس آر 75 وواظبت عليه لفترة ثم توقفت وفكرت أن أذهب لنادي رياضي ولكني لم أستطع
أرجوكم ساعدوني
وآسف على الإطالة
8/7/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
في بداية الأمر أنت لست بإنسان ضعيف بل على العكس أثبت رغم ظروف الطفولة القاسية قدرتك على مواجهة التحديات والمضي قدماً. تزوجت وأنت رب لعائلة ومواقفك مع أهل زوجتك ليست بالدليل على ضعفك وإنما على تسامحك وتجنبك لأزمات عائلية لا معنى لها والسبب هو حرصك على أطفالك.
ولكن الموقف الذي حدث لك مع اعتداء شاب سيء الخلق أقرب إلى صدمة مركبة Complex Trauma تفاعلت مع شخصيتك المسالمة وعملت على تحفيز ذكريات الطفولة. تحفيز عملية الذاكرة بدوره وضع جميع الذكريات في إطار سلبي اكتئابي وبسبب ذلك سيطر عليك الخوف والقلق وبالتالي بدأت تمارس السلوك التجنبي.
هناك اكتئاب جسيم ويجب أن تتابع مع الطبيب النفساني المشرف على علاجك. جرعة العقار ربما غير كافية وأنت بحاجة لمراجعتها أو تغيير العقار. في نفس الوقت لا بد من علاج معرفي سلوكي لكي تتخلص من الأفكار الاكتئابية وتتجاوز السلوك التجنبي. مدة العلاج لا تقل عن ستة أشهر.
نصيحتي لك أيضاَ هو العمل على الالتزام بإيقاع يومي منتظم وتبدأ بالخروج من البيت مع أبنائك لأنك لن تتعرض مرة أخرى لموقف من شاب سيء الخلق وإن حدث فما عليك إلا إهمال مثل هؤلاء الأوغاد.
لابد من العلاج والتخلص من هذه النوبة الاكتئابية كما وضحت أعلاه.
وفقك الله.
واقرأ أيضا :
الاكتئاب في شخصية قلقة!!
الاكتئاب الجسيم وتحيز الذكريات
طفل حقير وشاب ضعيف !! بل اكتئاب !!