وسواس قهري ديني
منذ حوالي سنة وأنا على هذه الحالة فأنا أعاني من الوسواس الديني بدأ هذا الوسواس بصورة بشعة حتى أني لا استطيع أن أصف ما مررت به قاتل وأستغفر الله العظيم كنت أصور رب العباد بصور جنسية بشعة وتعالى الله عن ذلك علوا كثيرا
ومن بعد هذا أصبحت أشكك بوجود الله والأنبياء ووصفت الله سبحانه وتعالى بالساحر والعديد من الصفات البشعة أكثر وأكثر وأنا غير قادرة على منع نفسي من هذا الفعل وانتهى عندي هذا الوسواس ليأتيني الشيطان الرجيم بشيء أقبح من ذلك فأصبح يهييئ لي أني إله والعياذ بالله وحتى استطعت اقناع نفسي أن هذا شيء خاطئ ومستحيل لينتهي هذا الوسواس
وتأتيني وسوسة تجديفية وأشياء أقبح لدرجة أني كنت سأجن ويشهد علي الله أني في هذه السنة لم يمر علي يوم ولم أبكي فيه أو أحزن على هذا الشيء وانتهى هذا الموضوع وأصبح يأتيني على فترات متفاوتة وعند الصلاة، وأصبحت أوسوس بأن الله اتخذ ولدا والعياذ بالله من القول الشنيع وهذا الموضوع ما زال مستمر حتى اليوم لا بصور متفاوتة.
وبالمناسبة هذا الأمر بدأ عندي منذ أن رجعت إلى الله وتبت إليه وكان ذلك بعد أن كنت غارقة في المعاصي لينجدني الله مما كنت فيه عن طريق حادث سمعت عنه مر علي شهر رمضان والعيد ومع هذا الوسواس لم أستمتع بطعم رمضان والعيد وأتنمى من الله ومن ثم منك أنت أن تعطيني علاجا أو تساعدني
أرجوك لا أريد أن يمر علي رمضان هذه السنة وأنا على هذه الحالة
أرجوووووك ساعدني
26/2/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا بنيتي في موقعك مجانين
أحزنني ما أنت فيه من معاناة، وساوسك صعبة جدًا ومؤلمة أعانك الله وخلصك منها. لكن الجيد في الموضوع أنك ما زلت في سن صغيرة، والعلاج المبكر يعطي نتائج طيبة، وإياك أن تتأخري فالوسواس المبكر يسوء أمره كثيرًا إن ترك دون علاج.
علاج الموسوس يتكون من شقين: علاج دوائي، وعلاج معرفي سلوكي. وهذا يعني أنه لا مفر من الذهاب إلى الطبيب، وإذا كان لديك عوائق كأغلب من يحتاج الطبيب النفساني، فحاولي التغلب عليها بشتى الوسائل، المهم ألا تهملي نفسك.
وإذا وجدت طبيبًا يجيد العلاج المعرفي السلوكي فقد عثرت على كنز فلا تفرطي فيه.
وعلاجك المعرفي أن تعلمي أن ما أنت فيه سببه أمران: شيطان، واختلال في الناقلات العصبية (أي مرض)، ولهذا لا يؤاخذ الإنسان عليه؛ فليس الأمر بإرادتك، وإنما بسبب المرض. وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ»)). فهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم أن ما تجدينه من أفكار تتضايقين منها، هو دليل على إيمانك الخالص، لأنه لولا إيمانك الخالص لما تضايقتِ منها.
وروى أبو داود في سننه عن أَبُي زُمَيْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: مَا شَيءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَتَكَلَّمُ بِهِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَشَيءٌ مِنْ شَكٍّ؟ قَالَ: وَضَحِكَ. قَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ ،قَالَ: حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ((فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ)) الآيَةَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ: ((هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ)).
وأما علاجك السلوكي فتلخيصه تجاهل ما تجدينه وإن آلمك.....، طالما أنه لا يعني شيئًا، وليس بإرادتك، فهو ليس أمرًا مخيفًا ولا يدخلك النار؛ ولكنك ستنزعجين من إلحاحه حتمًا، وسيمنعك من الاستمتاع بالحياة. هذا الإزعاج إذا واظبت على تجاهله وأنت مطمئنة أنه لا يضرك وأنه مجرد إزعاج، فإنك خلال مدة وجيزة ستتخلصين منه، ومنهم من يستطيع التخلص من وسواسه خلال خمسة عشر يومًا، أو على الأقل يتخلص من الاهتمام به والتأثير على حياته.
لا تحزني ولا تبكي، واتركي الأفكار ترتع في ذهنك ما شاءت فهي لا تهمنا في شيء، وعندما تجدك لا تهتمين بها ستنزعج هي وتهرب.
وعليك بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، وارجعي لو سمحت إلى مقال (منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري11) ففي آخره أدعية خاصة لذلك.
عافاك الله وفرج همك