أُثار كثيراً من الرسوم أو بالأحرى أفضل المرأة الأنمي الياباني على الواقعية
كما ذكرت فأنا أثار جنسياً من شخصيات الأنمي والألعاب الإلكترونية القريبة من الأنمي فقط، لكن لا يعني ذلك أني لا أثار من النساء الواقعيات، أثار منهن قليلاً وأخشى أن يسبب لي ذلك مشاكل في الزواج مستقبلاً، كما أني أشعر ببعض التقزز أحيانا من بعض النساء اللائي يقول عنهن بعض زملائي جميلات.
أريد أن أذكر أربع نقاط مهمة:
_1 أني كنت أحب الأنمي منذ تقريباً 6-5 سنوات.
_2 نادراً ما أشاهد فتاة أقول عنها أنها تثريني لأن 90% من النساء اللائي رأيتهن على الإنترنت تشمئز نفسي عندما أفكر بالزواج بمثلها.
_3 أني لدي رغبة بالزواج كأي شاب ورجل آخر وأكثر ما أتمناه الحصول على بنت صغيرة.
_4 كما أني كنت معجب في السابق بفتاة حقيقية لكن الآن لم أعد معجباً بأي فتاة مع العلم أن أكثر ما كان يعجبني شخصيتها الجميلة التي كانت ربما مزيفة، لا أعلم.
أخشى أن تتفاقم المشكلة إلى أكثر من ذلك وينعدم شعوري بجاذبية المرأة الحقيقية،
لذا أرجو أن يكون هناك حل لمثل هذه المشكلة. وهل أنا مريض؟
11/3/2020
رد المستشار
أهلاً وسهلاً أيّها الأوتاكو على موقع مجانين للصحة النفسية.
أولاً: لا أظن أنّك مريض من هذه الجهة، وينبغي أن تفهم أنّ غياب الجانب الاجتماعي عندك قد يؤدي إلى ما أنت فيه، أستنتج أن مهاراتك الاجتماعية ضعيفة وتشعر بالضيق من مخالطة الناس ونظراتهم، ومن هنا تبدأ المشكلة، أما ما ذكرتَ من الإثارة الجنسية من lolita اليابانية أو kawaï girl فما هو إلا شيء تكوّن بعد حبّك للانعزال، هو كأحلام اليقظة لكنّها مجسدة على شكل صور وقصص يهربُ بها الإنسان من واقع يراه ناقصاً قاسياً لا يُراعي مشاعره ولا أحلامه فيتأفّف منه ويركن لعالم مثالي وردي يُدغدغ تخيلاته واستيهاماته fantasmes التي تكون في أوجِها أيام الطفولة والمراهقة.
لا عجَبَ في ذلك إن علمتَ أنّ جُلّ mangaka (من يرسمون المانجا والأنمي) رجال إن لم يكُن كلّهم، فخير من يعرف تخيلات الرجل رجل مثله، فلما يرسمون الشخصية اليابانية فهم يُسقطون عليها رغباتهم وما يروق لهم ويزيدون من شدة ودقة تلك التفاصيل الجميلة الرقيقة ويبالغون في إبرازها (حسب الأنمي وتوجّه الرسام) وحتى بعض السمات الشخصية الأنثوية يركّزون عليها فتظهر بشكل غير واقعي نهائياً، يعني لن تجد أنثى تحمرّ وجنتاها في كل موقف، أو تتحدث بتغنُّج في مواقف يومية، وتكون خاضعة لرغبة الشاب ضعيفة أمام نزواته تُظهر التمنع وهي راغبة تحب بسرعة وتضعف بسرعة، فضلاً عن كون جمال فتيات الأنمي غير طبيعي وغير موجود، ألوان الشعر والعيون، صفاء البشرة وخلوّها من أي شائبة، قوامها الخيالي وحركاتُها الأنثوية المُبالغ فيهما... إلخ وتكون هذه الفئة (لها مُسميّاتها الخاصة في عالم الأنمي مثل shônen harem وغيرها) موجهة لشباب ذكور، يدور السيناريو حول شاب اعتيادي لا مواهب له متردد وغير واثق من نفسه، يجد نفسه محاطاً بفتيات مختلفات من حيث الشكل والشخصية يتنافسون عليه كل واحدة تُظهر له التودّد والاهتمام بطريقتها. لاحِظ أنّ هذا يدغدغ مشاعر من يجد صعوبة في اقتحام تجربة عاطفية واقعية وسط المنافسة الشرسة مع أقرانه من ذوي المهارات الاجتماعية والمؤهلات المادية أيضاً.
إن كنّا نتّفق على هذه "الفانتازيا غير الواقعية" فسنتفق على ضرورة خروجك منها، ولن تخرج بمجرد الابتعاد عنها فقط، بل بممارسة انتقادات حول هذه الثقافة وجعل عقلك أكثر يقظة للرسائل التي تُمررها لك مختلف السيناريوهات والقصص والصور والعلاقات الغرامية/الجنسية وسطها، احذر من أن تشتري الوهم بعُمرك ونُضجك.
الحل الثاني: هو أن تصير أكثر اجتماعية وأن تواجه الواقع بما فيه من النقص والإزعاج، فهو على الأقل عالم موجود فعلاً، عكس عالم الأنمي الذي ما إن ينقطع الكهرباء أو تُقفل كتاباً يختفي فوراً. حاول تنمية مهاراتك الاجتماعية وأن تزيد ثقتك بنفسك بإنجازات صغيرة، وأن تغير نظرتك لنفسك إن كانت سلبية، حاول أن تتعلم وتتفهم الناس في مواضيعهم ومعاشهم اليومي بعيداً عن عالم المانجا الخيالي، كونُه جميلاً وممتعاً لا يعني أنه سيأخذ حيّزا من حياتنا بشكل يُعطّلها نفسياً واجتماعياً.
حاول أن ترضى بما عندك وترضى بما تراه من الواقع، لا ننسى تجربتك العاطفية الفاشلة، مما قد يحملك على التراجع والانكماش والبحث عن خلاصك في الفتاة اليابانية الرقيقة المُغرية، وتفرض على نفسك معايير عالية للجمال الأنثوي وسط عالم من الإحباط، لأن الإحباط قد يُنشّط دفاعات نفسية تأخذ اتجاهاً عكسياً لسبب انبثاقها، فإن فشلتَ في مادة مدرسية مثلا قد تضع معاييرَ عالية جدا كأن تصبح أنت الأول في المدرسة العام المُقبل كنوع من التعويض وردّ الاعتبار، وإن كنتَ قد فشلت في علاقة عاطفية ستضع معاييرَ عالية لهذه البنت التي ستُحبها وتُشعرك بالأمان بمجرّد النظر إليها لتكون أكثر قدرة على الحب والعطاء والتعلّق، تحفيزاً لقدرتك الضعيفة على الحب والتقبّل...
لا بأس ألا تُعجبك 90% من نساء الإنترنت، فلكل حضارة معاييرها ولكل حقبة جمالُها، ولا تُهمّك شخصياً من يقال عنها جميلة أو ملكة جمال، تكفيك 10% وهو ليس بالرقم الصغير جداً، بل قد تجد أغلب الرجال يُعجب إعجاباً كلياً وليس جزئياً بهذه النسبة أو أقلّ منها، فبنت واحدة من عشرة، أو عشرة من مئة بنت يبدو منطقياً وطبيعياً، فليس ضرورياً أن تُعجب بمن هبّت ودبّت حتى تشعر أنّك طبيعي وتنجذب للنساء، وهذا من حُسن حظك وإلا سرتَ في الشارع تلهث وراء هذه وتلك.
إن أردت أن تصير أكثر تأقلماً مع الحياة وتكتشف ما فيها من جمال وعطايا نبغي أن تخرج من قوقعتك وألعابك التي تقتل الجانب الاجتماعي فيك، وتجعل الواقع لا يُطاق بإكراهاته ونقصه وخروجه عن سيطرتك، عكس الألعاب التي صُنعت من أجل إعطائك الإحساس بالتحكم مع امتيازات كثيرة جداً لا يُمكن أن تكون ممكنة في أجواء واقعية، والإنسان جُبل على حب الأسهل وسلوك الطريق الأيسر، لكن الأسهل لا يعني الأصلح.
حاول ألاّ تقسو على نفسك في هذا الوجود، وستكون أكثر تقبُّلاً لجمال النساء وشخصياتهم وتلك التفاصيل الصغيرة الجميلة، واعلم أنّ التنظير دون تجربة إنسانية وعاطفية يحرمنا من معرفة الجمال الحقيقي ومدى قُدرتنا لتقبّله والرضى به إذا ما عشناها تجربة حيّة. إنْ اتبعتَ هذه الخطوات إضافة إلى تقدّمك في السن، ستُحصّل نضجاً وانعتاقاً.
وتمنياتي لك بالتحسن والتقدّم.
اقرأ على مجانين:
أفلام الكرتون الجنسية هنتاي
رؤية المرأةِ لجسدها من منظور اجتماعي
تصورات الجسد والجنس: رؤية نفسية
ما هيَ صورة الجسد Body Image ؟
أيزو الزواج.. ووهم أليسا وكاظم!