مزاجية رودينا وخوفها
السلام عليكم ورحمة الله. أنا إنسانة تربيت في عائلة جميلة تخلو من المشاكل وغير معرضة للعنف، ولكن فقدت 2 من إخوتي لأمراض مختلفة وهذا سبب لي وقتها وأنا طفلة أنني تركت الصلاة وكل شيء لاعتقادي بأن الله لم يستجب لدعواتي، وأيضاً لإصرار أمي على الصلاة تركتها سراً، ومن طفولتي كنت أتمنى الانتحار دائماً لاعتقادي أن الانتحار هو السبيل الوحيد لكي لا أتعرض للعقاب في الآخرة.
كبرت وكبرت مشكلتي معي، ضميري يأنبني لترك صلاتي ولكن لا فائدة فكلما أحاول ألتزم يوم وأعود لتركها. أيضاً تعرفت على بنات في فترة مراهقتي فتحول نظري للأمور الجنسية والعادة السرية فأدمنتها. وفي مرحلة الثانوية أعجبت بقريب لي ولكن لم تدم علاقتنا حيث أنه اعترف لي وعاد ليقول أنه كان كاذب بخصوص مشاعره، استمريت فترة ألاحقه برسائل شتم ودعاء وكنت أجرح نفسي وأحرق قدمي وغيرها خاصةً أن في تلك الفترة بلادي بها حروب ومستقبلي توقف وكان كل شيء مدمر كلياً، وحبست نفسي في الحمام.
بعدها حملت برامج دردشة وتعرفت على أشخاص من دول مختلفة، لم أترك لهم مجال للتمادي إلا شخص سوري تكلمت معه فيديو وعندما بدأ بممارسة الجنس عبر الهاتف انفصلت عنه، وبدأت أدخل بعلاقات واحدة تلو الأخرى لأشغل فراغي وكلما يكسرني شخص أذهب لآخر، رغم علاقاتي لكن مازال شكي بهم وبالجميع، لا أستطيع ترك ما أعمله وخوفي من فقدان الحب والشخص يجعلني أأذي نفسي، وأحياناً أكرهه وأحيانا أحبه.
في فترتي الجامعية تعرفت على شاب ظننت أنه هو الذي سيخرجني من كل شيء، تركت كل الشباب لأجله لكنه لا يهتم بي ولا بمشاعري، وأنا كوني إنسانة لا تحب الحديث مع أحد أدمنته هو وأبقى طول اليوم بانتظاره، حبنا لا يوجد فيه لقاءات ولكن في الفترة الأخيرة طلب صورتي وكان يستعمل الضغط حتى أعطيته، ولم يسبق لي أن أعطيتها لأي أحد، وبدأ بالتكلم معي بانفتاح نوعاً ما كوصف لجسمي، مشكلتي أنه لما تحصل مشكلة بسيطة أكرهه وأتمنى الانفصال لكن لا أستطيع، ولا أثق به أحياناً، وفي أحيان أخرى أثق به ثقة عمياء، أحياناً أراه السند وأحياناً العكس.
وفي دراستي أصبت بالإحباط، وأيضا أفقد الذاكرة كثيراً وأنسى وجوه أشخاص وأسماء وأيضا أحداث، ولم يعد لدي أحلام، أحيانا أكون سعيدة، وأحياناً أسجن نفسي بالساعات في غرفتي، ولم أعد أريد التحدث مع أحد، وأذيت نفسي كثيراً جداً، وأفكار الانتحار تراودني كثيراً لولا خوفي من العقاب.
أيضا أعاني من مشكلة الخوف من المستقبل، والخوف من كلام الناس، والخوف من الخطأ، والخوف من الهجران، لا أستطيع إلقاء أي شيء أمام أحد خوفاً من أن يضحك عليّ، ولا أثق بقدراتي، أخاف الأماكن المزدحمة ووجود البشر.
13/6/2020
رد المستشار
أحس بألمك ومعاناتك من خلال كلمات أوجزتها ببساطة تعبر عن مكنون نفسك التي تعبت، ولربما نبضات قلبك وتسارعها وخجلك وخوفك من الناس لشعورك بعدم قيمتك وعدم كفائتك، مضافاً إليه ما سُطّر من أعراض الاكتئاب وإيذاء الذات ومعانتك من الرهاب أو بالأصح الخجل.
يبدو واضحاً أنك تعانيين من فراغ عاطفي، وممارستك للعادة السرية هي تعويض عاطفي لمشاعر سلبية تنتابك بسبب غياب أي حافز أو طموح يشغلك، وبسبب الوحدة والفراغ فإنك تبحثين عن التسلية والمتعة فتلجئين إلى ممارسة العادة السرية، وبعد أن تقومي بهذه الممارسة السيئة فإنك تشعرين بالندم وتأنيب الضمير فتتولد لديك مشاعر سلبية نحو نفسك تصيبك بالحزن والاكتئاب. والفراغ الذي تعيشينه من خلال البحث عن الحب وتعلقك بالواحد تلو الآخر من خلال الإنترنت أو المهاتفات، ومن خلال الإنترنت تعرفت على كثير من الأمور الجنسية التي جعلك تدمني على السلية والمتعة.
الشيء الآخر أنك تعانين من الاكتئاب وأعراض الرهاب كما هو واضح من خلال العبارات التى وردت في رسالتك، وكذلك لديك ميول واضحة في إيذاء الذات والتفكير في الانتحار، لا أريد أن أتكلم عن أسباب أو عوامل تؤدي لمثل حالتك. الحل بسيط إن كانت هناك الرغبة في العلاج حتى بدون طبيب أو اختصاصي.
1/ املئي الفراغ الروحي وضعف الوازع الديني.
2/ أحسني الظن بالله ولا تنظري إلى هذه المشكلة ياليأس والحزن.
3/ قوي صلتك بالله.
4/ لا تستسلمي للفراغ، والتحقي بالأنشطة الحسنة، وطوري من قدراتك وإمكانياتك. والمهم هو أن تخرجي من وحدتك، وأن تشغلي وقتك، فستجدين حينها أن ذهنك قد انشغل بأشياء أخرى كثيرة، وسيصبح للحياة عندك معنى فتحبين نفسك وتتصالحين معها، وحينها سيزيد تقديرك لذاتك وستتولد لديك مشاعر إيجابية كثيرة تعطيك متعاً دائمة وتعوضك عن أي متع أخرى زائفة أو مؤقتة، وبذلك تخرجين من هذه الحلقة المفرغة.
5/ اعتني بجمال نفسك ومظهرك، واحترمي ذاتك وطوريها للأحسن بالقراءة والهوايات المفيدة.
6/ حاولي استعادة ثقتك بنفس من جديد.
7/ لا تتعجلي الحب وتضعي عينيك على علاقات من خلال النت، فهذا لن يعطيك حبًا صادقًا ولا مشاعر حقيقية.
8/ حاولي أن تضعي حدوداً فى تعاملك مع الجنس الآخر وقللي من التعامل بشكل فردى.
9/ انظري للحياة بتفاؤل وحب، ويجب من تجاربك السابقة أن تكون نبراساً لك يضئ حياتك.
10/ وأخيراً: اخلقي علاقات طيبة مع الآخرين، انظري كيف يفكر الآخرون وتعلمي من تجاربهم، كوني عوناً لمن يحتاج مساعدة، اجعلي من الحب أساساً في تعاملك وخاصة مع الأسرة، استبدلي الكره بالحب والحقد بالحب.
أنت لست بحاجة إلى أقراص نفسية، بل إلى إدراك شيء واحد هو أنك قادرة على التغيير. ابدئي الآن، لا تنظري إلى الخلف، انسي ما كان، وفكري الآن بما سيكون. لك احترامي.