مش عارف
أولا عنوان البريد الإلكتروني المكتوب أعلاه صحيح ومش هزار وده الإيميل السري بتاعي
وقبل كل شيء أريد أن أقول لكم أن هذا الموقع هو خدمة إنسانية جليلة سيجازيكم الله عنها خيرا أن شاء الله وأعتذر إن كانت رسالتي طويلة قليلا
أنا الأخ الأصغر والذكر الوحيد عندي أربع أخوات بنات لا أستطيع أن أحدد إذا كانت طفولتي سعيدة أو خلاف ذلك
ولكني أتذكر دائما أني كنت طفلا هادئا جدا وكنت أخاف من دخول المدرسة كثيرا وكنت أظن أن كل زملائي كده وهذا طبيعي في سن الطفولة وظللت محتفظ بهذا الإحساس حتى الآن وأنا في الجامعة فأنا أخشى كثيرا وجودي وسط الناس وأعمل حسابا كل موقف أو مهمة أقوم بها تتطلب الاختلاط بالبشر وأصاب بالاكتئاب وأكون عصبيا وغالبا ما تكون عصبيتي من الداخل فأنا غير معتاد على الانفعال على الأشخاص حتى ولو كنت زعلان من شخص مهما كان قريب وعزيز عليّ لا أصرح له بذلك أبدا....
المهم أن ما جعلني أكتب المشكلة الآن أو السبب الرئيسي لمعاناتي هو قلة عدد اصدقائي هم على الأكثر 1 أو 2 أفتقد الإنسان اللي أحكي له مشاكلي لا أملك الجرأة على ذلك أساسا لم أعاني من مشكلة الأصدقاء أثناء طفولتي بل كان لدي عدد كبير من الأصدقاء وكنت أشعر بحبهم لي
في ابتدائي نقلت لظروف أسرية إلى مدينة أخرى2 هي جذور عائلتي علما بأن هذه المدينة2 هي أقل مدنية شوية من المدينة1 التي ولدت بها المهم أني رفضت النقل بشدة وكنت خايف ومرعوب موت من وجودي في مدرسة جديدة وتم النقل وزال الخوف من أول أسبوع في الدراسة وصاحبت كل الفصل تقريبا
لكني ظللت مكتئبا وشايل في نفسي لأني لم أعتد على المكان بشكل كامل ولا على الناس وكنت أحس أني غريب وكنا نسكن في منطقة شعبية شوية وعانيت من مضايقة الأطفال وملاحقتهم لي واتهامهم لي بل واتهام أسرتي لي بأني ضعيف ووافي ولا أقدر على الدفاع عن نفسي
ولقد خدعت مرة وظننت أن أحدهم يتقرب إلي في مودة وبعد أن عرفني على آخرين وبعد يوم ممتع من اللعب فجأة وجدتهم يتحدثون سرا وكنا نلعب الاستغماية وقالوا أنهم يتفقون على المكان الذي يختبئون فيه وطلبوا مني أن أبقى بعيد
وعندما بدأت اللعبة حاول أحدهم الانفراد بي واغتصابي لكنه لم ينجح
أفلت منه وظللت أضربه ولكني أيضا لم أستطع أن أعاقبه كما ينبغي لأن بنياني ليس قويا وفررت عائدا للمنزل وقتها لم أكن أفهم شيئا عن الجنس ولا الشذوذ ولا أي حاجة إلا أني ظننت أنه يحاول الاعتداء عليّ بشكل ما والحمد لله أنه لم ينجح في ذلك
المصيبة أنه أشاع عني أني أمارس الرذيلة وشعرت أن الأولاد ينظرون إليّ نظرة مش أد كده ولكني فهمت ذلك متأخرا جدا وظللت أعاني من وجودي في هذا الحي لا أكلم فيه أحدا حتى نسيت الموضوع وأصبح كل الناس لا يهمونني في هذا الحي
ثم أرسل صاحب المشكلة نفسه يقول:
آسف هذه تكملة مشكلتي لا أعلم ما الذي حدث أرسلت الرسالة قبل أن أكمل، المهم رغم ذلك كانت علاقتي بالناس في المدرسة طبيعية جدا وكان لي أصحاب كتير حتى سنة 3 إعدادي حينما بدأت مظاهر البلوغ تظهر على زملائي ولم تظهر عندي- ملحوظة أنا الآن تام البلوغ والحمد لله- عانيت وقتها من سخرية زملائي مني وأشياء لا أحب أن أتذكرها كانت تضايقني وقتها..
بدأت وقتها أفقد الثقة في نفسي وفي شكلي وفي كل حاجة، وبدأت أبتعد عن الناس وأخاف من الاختلاط وأشعر دائما بعد الراحة وسط البشر وأشعر أني محل سخرية الآخرين ...وبدأت علاقاتي بأصدقائي القدامى تقل وتنحصر وبدأت أتخبط في علاقاتي وفقدت أصدقائي في المدينة التي ولدت بها نهائيا نتيجة تصرفات غير متزنة مني....ومرت سنة تانية وتالتة ثانوي ولم اكتسب صديق واحد جديد..دائما أشعر بالرهبة وأنا ذاهب للدروس وأشعر بالسخونة عندما أدخل الفصل وأحيانا رعشة في رجلي _هذه الأعراض مازالت تحدث معي- وكلما أحسست أن أحدهم يتقرب لي أنفر منه لا إراديا وأشعر أنه ربما يود مني مصلحة أو أنه سيسخر مني أو يشتغلني...
تمر الأيام وأقرر العودة إلى المدينة لدخول الجامعة هذا القرار الذي قاومته بشدة قبل عامين لخوفي الشديد من المكان الجديد..وظل هذا الخوف بداخلي وذهبت للكلية وكان أول أسبوعين من أصعب الأيام لم أكن أكلم أحدا تقريبا وكنت أشعر بالخطر وأخاف أن يدوم هذا الحال حتى تعرفت على اثنين شعرت بالراحة معهم.. وعندها شعرت بالرتياح واكتفيت بهم لكني كنت غالبا ما أشعر بعدم الرضا ..
وظلت تصرفاتي مع الناس غير متحكم فيها أعمل حاجات وأندم عليها حتى تعرفت على صديق جديد هو أقربهم الآن شعرت معه براحة لم أشعر بها مع أحد من قبل
المشكلة أنه كان من بلد أخرى غير التي أعيش فيها. وهو شخصيا له أصحاب كتير غيري..
المهم أني كالغبي سعيت لأقطع علاقتي بالاثنين الذين تعرفت عليهم سابقا لا أعرف لماذا
وهذا ما ندمت عليه الآن
وهكذا علاقتي بالناس وتصرفاتي أشعر أنها غريبة وغبية وغير مفهومة حتى أنا لا أفهمها
أشعر دائما أني أصغر سنا من زملائي أشعر كأنني كالطفل بينهم أحس أني اقل نضجا دائما واحس دائما بالندم على تصرفاتي بعد مرور الوقت..يتغير تفكيري في كل مرحلة وأشعر بالخجل من طريقة تفكيري في كل مرحلة سابقة ..وأشعر أني كنت غبي
لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك رغم أن عندي كلام كتير أوي زي الحالة جو البيت
بابا وماما في مرحلة ما بعد الستين وهم يطلبون المعاملة الحانية والرفق وأنا لا أستطيع التعامل معهم وهم كمان في خلافات مستمرة مع بعضهم ومعي وإخوتي
بالنسبة بعلاقاتي باخواتي البنات 3 منهم متجوزين وواحدة مخطوبة ببساطة زفت بهن
وبأزواجهن أساسا إخواتي من الأسباب اللي أدت لحالتي لأن البنات مع بعضهم ووسطهم ولد كان بايخ ماكنتش قادر أندمج معهن وخصوصا أني الأصغر.. وطالما شعرت أني عضو غير مؤثر في الأسرة
أنا أشعر أني إنسان بسيط من الداخل وأحب كل الناس ولا أحب مطلقا أن اظهر كأني معقد أو غير سوي وهذا ما دفعني للبحث عن حل لمشكلتي.. أنا خايف جدا من موضوع الدكتور النفساني لأني في الأصل أعجز عن أن أحكي لأحد عن مشاكلي ولا أحب الشكوى..
أرجو في النهاية تحديد نوع المختص الذي علي أن أذهب له أني سمعت أن التخصصات متشعبة
وأخيرا شكرا جزيلا على صبركم وجزاكم الله كل خير كان بودي أن أكتب مزيدا من عبارات الامتنان لكن معلش ملحوقة.....
ثم تابع صاحب المشكلة للمرة الثانية
أنا آسف لثاني مرة أصلي زي ما أكون معبي وما صدقت أفضي فمش عارف أجمع أفكاري مرة واحدة.
االمهم اللي كنت عايز أقوله أني بحس دائما أني محمل نفسي هموم فوق طاقتي وفوق سني..
يعني مثلا شايل هم بكرة بخاف جدا من المستقبل وتقدم العمر والشيخوخة، أحاسيس حاسس أني صغير عليها أنا عندي 18 سنة وفي تالت سنين الجامعة..
زائد التوتر والقلق الدائمين وعدم القدرة على النوم العميق مؤخرا،لدرجة أفقدني التركيز في بعض الأحيان... بعض الناس بيقول ولي أني دائما بمشي سرحان ومكتئب..
الغريب أن ساعات بحس إن ربنا راضي عني جدا..وألاقي نفسي طاير من السعادة وكتلة من المرح وماشي عمال أهزر والناس ملمومين حوالي وبيسمعوني باهتمام وأنا بتحدث بطلاقة وثقة، للأسف الأيام دي نادرة جدا ويعقبها لأيام حالة من الانعزال والانطواء الشديدين
أنا أتحدث كتير علي النت يمكن لتعويض النقص الذي عندي رغم أني قرأت أن هذا يساهم في زيادة الانطوائية عندي لكن الغريب أن كل من حدثته قال لي أنه بيحبني وإن دمي خفيف وعندي صداقات
علي النت بقالها أكتر من 3 سنين كلهم ماسكين فيّ وبيحبوني رغم اننا ماشوفناش بعض و كلهم من بلاد مختلفة
فقداني الثقة في نفسي يجعلني أحيانا أتصنع الثقة لدرجة تجعلني أنفر من نفسي.. لأني أكره التصنع، وأحب الصراحة والنقاء
أنا عارف أني طولت عليكم بس أنا ما صدقت ..الكلام ده أول مرة يطلع مني ...وأنا حاسس إن لو حد أمامي وبيسمع مني الكلام ده دلوقتي أول مأروح أضرب نفسي في أقرب حيطة مش متصور أن ممكن أحكي لحد على الحاجات دي
مش عارف أقول إيه ختاما بس ربنا يجازيكم خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
26/11/2004
رد المستشار
مرحباً بك على صفحة الاستشارات وشكرا على ثقتك فى موقعنا
تبدأ رسالتك وكأن الآخرين يتوقعون منك السوء ! فتذكر أن إيميلك صحيح دون داعي فلم نقل لك أنك "كاذب"!!
وأظن أن هذه هي مشكلتك أنك تتخيل أن الآخرين يرون أنك لست إنسانا حسنا!!
حينما لا يكون للطفل إخوة أو أخوات فإنه يكون وحيداً، وحين يكون الطفل هو الذكر الوحيد في وسط مجموعة أخوات فقد يطلق عليه أنه "وحيد"، أو طفلة في وسط مجموعة إخوة ذكور فإنها أيضاً تكون طفلة وحيدة!!
هذه الوحدة التي عشت فيها ساعدت على جعلك تميل إلى العزلة والبقاء بعيداً على الآخرين
وما جعل المشكلة تكبر ليس فقط تنقلك من مدرسة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى وتأخر النضج وتعامل الرفاق الأمر، بل عدم إفصاحك عن الخوف من المدرسة أو من التعامل مع الآخرين، وعدم إدراك الوالدين للمشكلة سواء الخوف من المدرسة أو نظرة الآخرين لك بعد تحرش زميلك بك.
وربما أدركا وجود مشكلة بالفعل ولكنهما لم يدركا طرق التصرف مع تلك المشكلة أو لم يهتما بها أو لم يتخيلا الآثار النفسية التي قد تترتب عليها.
ما يحدث أن الآباء والأمهات يسعدون أيما سعادة بطفلهم الهاديء الخجول الذي لا يشكو من الآخرين ... وهذا الطفل لايعتبر طفلاً طبيعياً!! فالطفل الطبيعي يتصرف "كالأطفال" أي أنه يخطيء ويصيب ... يشكو من الآخرين والآخرين يتضايقون منه أحياناً ...
والآن بعد أن شرحنا المشكلة دعنا نبحث معاً عن الحل "فكل مشكلة ولها حل" -كما يقول المثل المصري- الحل في يدك يا سيدي! نعم أنت تعرف أن هناك مشكلة وقد حددت معالمها وتفاصيلها كما بدأت في الوصول إلى بعض الحلول.
أنظر إلى إيجابياتك التي منها دفاعك عن نفسك وأنت صغير، ومنها قدرتك على تكوين بعض الصداقات بل وعلى الحصول على اهتمام الآخرين وحبهم، وأنك تعرف كيف تعبر عن نفسك –كما فعلت حين كتبت هذه الرسالة- ومن مميزاتك ما ذكره من تعرفت عليهم عبر الإنترنت حيث يرون أن "دمك خفيف". وهذا جميل والفكرة الأهم أن تقتنع بما برأي الآخرين فيك.... وأخيراً قرارك بالبحث عن حل ونهاية لما أنت فيه على يد متخصصين!.
من ناحية أخرى فإن أهمية الأصدقاء لا تنبع من عددهم أو كثرتهم فالكيف أهم من الكم، وقد يكفيك صديق واحد طالما أنه مخلص ومحبوب وأمين، وإذا رغبت في أن تكسب مزيد من الأصدقاء فأنت تعرف كيف،
ويمكنك أن تقرأ ما ورد على الروابط التالية:
كيف أكسب الأصدقاء؟
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء !؟
كيف أكون محبوبا بين الآخرين ؟
ابحث عن صديق
ما عليك سوى العمل على استمرار العلاقات بمن تحبهم، لقد ذكرت أنك ندمت على قطعك الصلة باثنين من أصدقائك، وعليك أن تتعلم من أخطائك فليست المشكلة في أن نخطىء ولكنها المشكلة هي عدم الاستفادة من خبراتنا الحياتية .... واعلم أن الماضي انتهي ولا داعي لأن تتذكره أو تعيشه مرة أخرى.
ويمكنك طلب مساعدة من أخصائي نفسي وأن تقرأ ما كتب على الروابط التالية لتساعدك:
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
خجلي أبعدني عن الناس!
وتابعنا بأخبارك
ويتبع...: الطفل الوحيد عندما يكبر.. م