أنا ولا هي؟ قل لنفسك آن الأوان م4
أمارس حياتي، لكني ناقص!
أرسلت مشاكل كثيرة فكلما يضيق صدري أُرسِل إليكم بعد كثير من البحث عن حلول لعلي أجد حلاً من خبرتكم. كنت أعيش حياةً طبيعيةً في صغري، وانضممت إلى مجموعة أصدقاء جميلة جداً في مرحلتي الثانوية، وعشت أفضل أيام حياتي، وفجأة بدأت مشكلة غريبة في الحدوث!
منذ أول أيام دخولي الجامعة، ومازال أصدقائي مثل ماهم وأنا معهم، وفجأة بدأ يتوغل داخلي شعور غريب بأني غريب وساكت ومحرج وسرحان وخائف ولا أتكلم أبداً وأرغب في البكاء ودائما حزين ومضطرب! وأصدقائي يسألونني "ماذا بك؟" وأقول على استحياء "لا أعرف، فقط أريد أن أذهب للبيت وأبقى وحدي، ولا أعرف السبب".
انقضت أول سنة في الجامعة وأنا أنتظرها أن تنقضي بفارغ الصبر، حتى جاء أول يوم في الإجازة الصيفية، وذهبت إلى البيت و كأني أحتمي فيه! ذهبت إلى غرفتي وإلى سريري، جلست وفتحت التلفاز وجلست طيلة أيامي هكذا، فقط أشاهد التلفاز وأنام وأشاهد وأنام وأفكر وأشاهد وأنام وأفكر!... اتصل بي أصدقائي أكثر من مرة وأنا تارةً لا أرد، وتارةً أخرى أرد وأقول "سامحوني، أنا مرهق ولا أريد الخروج"، لدرجه أن جاءني واحد منهم خصيصاً وبيته بعيد عني لكي يطمئن عليَّ ويرى لماذا لا أريد الخروج ويحاول إخراجي من هذا المستنقع علي حد قوله، ولكني أصررت على قول "سامحني، لا أريد الخروج"، وكم من حزن كان بداخلي لكسرتهم وكسرة طلبهم لي ورغبتهم في أن أكون معهم ورغبتهم في مصلحتي، لكني كسرتهم ورفضت وأنا من داخلي حزين، لكن من خارجي أقول "أنا فقط مرهق" ولكني لست مرهقاً، مجرد خائف ولا أدري ماذا بي، وذهبوا وانتظروني كثيراً لأعود، لكني لم أعد يوماً حتى إلى الآن، وأنا لم أنسى هذا الموضوع أبدا، وأثَّر فيَّ وفي حياتي، ودائماً أشعر نفسي ناقصاً.
مرت الأيام وتعمدت عدم التقائي بأصدقائي القدامى مرة أخرى أياً كان السبب، لكنهم مازالوا ببالي دائماً، وأشعر بالنقص وتأنيب الضمير الشديد لخذلاني لهم، مع أنهم أكيد عاشوا حياتهم بكل طبيعية، لكني لم أعش أبداً طبيعياً.
حاولت العيش ومرَّت الأيام والسنين وكادت أن تنتهي فترة الدراسة بالجامعة، وقبل الانتهاء قال لي أبي "نريد أن نزوجك"، رأيت زميلة لي في الكلية كان وجهها هادئاً وضحكتها عفوية وملتزمة دينياً وأخلاقياً (ظاهرياً) ولا تخاطب إلا بنات جنسها، ذهبت إليها وقلت لها أني معجب بها وأريد التعرف عليها وخطبتها، وبالفعل تمت الخطبة والزواج بعد انتهاء الدراسة، والآن عندي أسرة وأولاد منها.
إلى الآن لم أستطع يوماً أن أتغلب على مشكلتي النفسية التي حدثت مع أصدقائي، فهي مازالت موجودة، ولا يوجد عندي أصدقاء وأخاف من القرب، وأشعر بالوحدة والغربة الشديدة دائماً.
كنت وأنا صغير في بداية بلوغي أمارس العادة السرية كثيراً، وأتذكر أني كنت أفعل أفعالاً شاذة بنفسي من مشاهده الأفلام الجنسية حيث كنت أرى نفسي مكان المرأة، وكل ما يحدث في الفيلم أحاول تطبيقه عليَّ من تدخيل أشياء في فتحة الشرج للقذف على وجهي ومحاولة مص قضيبي، لدرجة أني كنت أجرب لمس المنطقة فوق فتحة الشرج بيدي ظناً مني أنها تُثير كما كانت المرأة تثار من البظر في الأفلام!
كنت مراهقاً وأول مره أشاهد هذا ولا أعلم شيئاً، فعلت كثيراً من هذا الأشياء مع نفسي، وكنت أتلذذ بإدخال الأشياء في دبري وممارسة العادة السرية مع نفسي، لكني لم أمارس مع أحد أي شيء.
كان هذا قبل دخولي الجامعة... هل ممكن أن يكون هذا سبب في ابتعادي اللاإرادي عن أصدقائي وعن كل الناس عموما إلى الآن؟ هل هذا سبب في إحساسي بالغربة داخل نفسي؟ هل أنا شاذ مثلاً ولهذا أشعر بالغربه وسط أبناء جنسي؟!
أشعر بالحرج دائماً من نفسي، وأشعر أني تزوجت كي أحاول إخفاء نفسي أو إصلاحها، ودائماً أشاجر زوجتي وأتصرف كالنساء تماماً في التفكير! أدقق في التفاصيل، لا أهدأ أبداً، أفتعل مشاكل من لاشيء، ودائماً ألقي اللوم عليها.
أرغب في الراحة النفسية لكني لا أشعر بها أبداً!.. هناك شيء بداخلي تغير ولم أستطع إصلاحه من وقت دخولي الجامعه، وحتى الآن بعد مرور أكثر من 15 عاماً مازلت كما أنا.
أرجو التفسير والنصيحة.
13/10/2020
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
سؤالك هو إن كنت شاذاً أم لا؟... لا يستطيع أحد الإجابة على هذا السؤال سواك، ولكن قراءة متابعتك هذه مع الاستشارات السابقة يمكن منها الاستنتاج ببساطة أن العصاب الذي يعبث بك منذ أيام المراهقة إلى اليوم لا يزال يرافقك، ولا ترغب أنت أيضاً في التخلص منه لسبب أو لآخر.
دخلت العقد الرابع من العمر ولا تزال إنساناً ضعيفاً التكوين نفسياً واجتماعياً وغير قادر على إقامة علاقات ناضجة مع الكائنات التي حولك.
ما أنصح به أن تُرَاجع معالجاً نفسانياً، وتحاول التخلص من عقدك النفسية، واللجوء إلى دفاعات نفسية ناضجة، والتخلص من النرجسية الكامنة في شخصيتك .... لا أظن أن البحث عن هوية جنسية مثلية مكبوتة هو الحل، وإنما القبول بضعف كيانك النفسي ونرجسيتك.
توجه صوب معالج نفساني كفء.
وفقك الله.