السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرًا على هذه المساحة التي نعاني من اختفائها حتى نفاجأ بالزواج وثقافتنا الجنسية ضعيفة جدًّا، ولى سؤالان:
السؤال الأول: هل يجوز لي أن أرى صورًا جنسية لفتيات؛ حتى لا أفاجأ في يوم الزفاف بأشياء أراها أول مرة؛ فيكون الجهل بالعملية والخوف من الخطأ؟!
السؤال الثاني: لي عدد من الأخوات وأحبهن جميعا بنفس القدر، ولكن الشيء الذي يقلقني دائمًا هو الشعور الدائم للرغبة الجنسية لإحداهن مما يصيبني بالخوف وعدم الأمان في حالة وجودها معي -منفردين-،
أرجو أن تأتيني الإجابة على البريد الإلكتروني،
ومرة أخرى جزاك الله خيرًا
12/3/2023
رد المستشار
أخي العزيز شكراً على ثقتك، وعلى أسئلتك المختصرة المفاجئة وقبل ذلك على شجاعتك وصراحتك مع ما تعانيه من مشاكل.
السؤالان اللذان تفضلت بهما يكشفان عن الوضع الذي وصلنا إليه في مسألة الجنس: ثقافة وممارسة.
أنت يا أخي طالب جامعي مثل الآلاف من شبابنا، وأغلبهم مثلك: معلوماتهم عن الجنس مشوهة وناقصة ومشوشة، هذا "إن وجدت!" وعلاقتهم بالجنس الآخر - الفتيات - مضطربة بين الإفراط والتفريط، ورغم أن الأغلبية تدرس في جامعات مختلطة، فإن مسألة إدارة هذا الاختلاط تبدو مسكوتاً عنها "في أغلب الأحيان"، فالقول بالتحريم المحض للاختلاط لا يحل مشاكله ـ على ما فيه من اختلافات فقهية ـ والنتيجة أن الثقافة الموجودة في رؤوس إخواننا وأخواتنا في جامعاتنا المختلطة هي ثقافة غير نافعة، ولا تعينهم على التصرف فيما هم بصدده سواءً كانت هذه الثقافة مستندة على التحريم المحض للاختلاط – كما عند البعض – أم كانت قائمة على التحلل من كل ضابط ورابط في شأن العلاقة بين الجنسين... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والنتائج كارثة، وقليل من الناس ـ أو العلماء تحديداً ـ يفهمون هذا الواقع وضروراته فيتعاملون معه وليس مع خيال في رؤوسهم.
أعود إلى أسئلتك فأقول لك: هناك كتب ومراجع كثيرة تقدم لك الثقافة الجنسية بشكل علمي، الأمر الذي لن تشرحه لك الصور الجنسية بحال من الأحوال... وهناك من إخواننا من ينصح - ونحن نؤيد ذلك- بقراءة كتب مثل: الجزء السادس من موسوعة "تحرير المرأة في عصر الرسالة" للأستاذ "عبد الحليم أبو شقة رحمه الله" وهو خاص بالأمور الجنسية كما ينصح آخرون بكتاب "تحفة العروس" للأستاذ "محمد مهدي الإستانبولي" على ما أذكر، هذا إلى جانب كتب كثيرة متوافرة فيها الجانب التشريحي والفسيولوجي، وكذلك أذكرك بمطالعة ما ننشره من موضوعات في باب "ملفات زواجية" وباب "ملفات جنسية" بالموقع
أما سؤالك الثاني فأقول لك فيه:
هذا الشعور تجاه أختك هو شعور مرضي منحرف، ولكنه مفهوم في سياق فوضى حياتنا الجنسي، مفهوم ولكنه غير مقبول على الإطلاق يا أخي العزيز... أنت ترى من أختك ما لا تراه من الأخريات؛ لأنك من محارمها، فتراها بملابس النوم مثلاً.. إلخ. وهذه ـ كما تعرف ـ أمانة الله وأحكامه، فاتق الله، وابحث عن فتاة تحل لك تتزوجها، فالميل الجنسي لكل الفتيات أو لفتاة بعينها حلال حلال، ونيل الوطر يكون بالزواج، أما أختك فمساحة محرمة أشد التحريم، وإلا عدنا-كما يقولون- إلى أيام الجاهلية السوداء، قبل أن يكون للناس قيم وأعراف وأديان، وهو قول ضعيف؛ لأن هناك من يقول ـ وأنا معه ـ أن الدين قديم، وأن الفطرة السليمة هي الأصل، ورغبتك الجنسية تجاه أختك ضد الدين، وضد الفطرة.
بنات الناس أطهر لك، وفيهن الأجمل والأصلح بالحلال، أما أختك فلا تنفرد بها ـ ما استطعت ـ واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واشغل نفسك بما ينفعك من علم أو عمل، وابحث عن زوجة المستقبل لتوجه إليها عواطفك ورغباتك، وتشبع معها ـ إن شاء الله ـ شهوتك، ولا تسمح لنفسك بمجرد التفكير المنحرف في أختك.. على كل حال ستزول هذه الأفكار والهواجس والمشاعر حين تجد الفتاة الموعودة، فأسرع بذلك "اصنع معروفا" واعذرني أنني أعلنت سؤالك مع تجهيل بياناتك؛ حتى تعم الفائدة؛ لأننا يا أخي نعيش بلاءً لم نفتح ملفه بعد، وهو "زنا المحارم" والعياذ بالله.
فأردت أن تكون إجابتي تنبيهاً للوقاية، وقطعا للطريق قبل حدوث المصيبة.
أتمنى لك حياة سعيدة تميل فيها برأسك إلى الخلف، وتسرح ـ يوماً ما ـ وأنت مع زوجتك ووسط أبنائك، وتقول لنفسك: يا الله.. أي أحمق كنت في شبابي؟!!
رعاك الله وحفظك، احفظه يحفظك، وتجده تجاهك.