الحمل والولادة!
أنا طبيبة في النصف الأول من الثلاثينيات من العمر، متزوجة ومثقفة وملتزمة دينيًّا، ومستواي الاجتماعي جيد، سعيدة وحياتي الزوجية هادئة، أعيش مع زوج محب، له نفس اهتماماتي، ولى أربعة أطفال يملئون حياتي بالبهجة والسعادة، ففضلت التنازل عن حياتي العملية ولو لفترة؛ كي أتفرغ لرعاية زهور جنتي الصغيرة، أرويها بعطائي وأبعد عنها الأشواك، وأنا غير نادمة، ومنذ زواجي وأنا أعيش حياه جنسية هادئة، ولم أكتشف المارد المحبوس في القمقم الآن، فمنذ سنتين تقريبًا بدأت أحاول أن أتعلم أكثر عن هذا العالم السحري وسبل أغواره، وكان ذلك عن طريق البحث في مواقع الإنترنت، فوجدت بين الآلاف من المواقع بعض المواقع الجيدة التي تتناول العلاقات الزوجية بشكل جاد من وجهة نظر طبية وتعليمية أفادتني، وبدأت أحاول تدريب نفسي ببعض الممارسات المنفردة أحيانًا والمشتركة مع زوجي أحيانًا أخرى، حتى إنني الآن أفضل بكثير من ذي قبل،
حتى الآن لا يوجد مشكلة، ولكن يا سيدي، المشكلة موجودة، وملخصها أنى مع كل حمل لي يتضخم جسدي بشكل زائد وخاصة صدري، وبعد الحمل يترهل بشكل كبير حتى أصبحت وأنا في الثلاثين لا أقارن بعجوز في السبعين، وأنا لا أحس بالتأقلم ولا بالتوحد مع جسدي هذا، بل أحس أحيانا أني موجودة في هذا الجسد بصفة مؤقتة، وكلما نظرت في المرآة لا أحس إلا أن هذه الصورة ليست لي، وهو إحساس رهيب، لا يدركه إلا من عاناه، والأخطر من ذلك أني أحس بالخجل من هذا الجسد ومن كشفه أو تعريته أمام زوجي، وحتى من ملامسة زوجى ومحاولة الاستمتاع بجسدي، رغم علمي بحبه الشديد لي، وتأكيده المستمر أثناء علاقاتنا الحميمة على قدرتي الكبيرة على الإمتاع والعطاء، ولكني أقول في نفسي: ما هذا إلا من مباح الكذب، وكثيرًا ما أرى أن زوجي لا يمتدح جسدي إلا من باب جبر الخاطر، وهذا ما يتعبني حتى أود البكاء،
أرجو ألا تستهين بالمشكلة فهي عند صاحبها من منغصات الحياة، وألا تتهمني بالتفاهة والفراغ، فمشكلتي حقيقية،
وما طرقت بابكم إلا كي أجد لها حلا.
18/05/2023
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
لا يوجد ما هو غير طبيعي في الفقرة الأولى من الاستشارة.
الفقرة الثانية تشير بوضوح إلى إصابتك باضطراب تشوه الجسد ما بعد الحمل، وهو الإدراك الغير طبيعي لصورة الجسد عقلياً، ويصاحبه دوماً أعراض قلق واكتئاب. على عكس ما يتصور الكثير فإن رضا المرأة بجسدها لا يتغير قبل وأثناء وبعد الحمل. علاج الاضطراب هو علاج معرفي سلوكي يستهدف هذا الاضطراب بما لايزيد عن ١٢ جلسة وإن كان البعض بحاجة إلى عقار مضاد للاكتئاب. حافظي على إيقاع يومي منتظم وفعاليات رياضية يومية. هناك أيضاً من يمارس تصوير الجسد بصورة منتظمة ومحاولة تغيير الإدراك الحسي.
راجعي طبيباً نفسانياً.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
لا الزواج ولا الحمل، بل الرجيم المتكرر!