مشكلة مدمرة..!
حكايتي طويلة جدا ومأساوية ولن يصدقها أحد, لقد اغتصبت في سن 12 من ابن خالتي وكان في العشرينات ولم أكن بلغت، ولم تجئ لي العادة الشهرية، ولن يصدق أحد أن أختي الكبرى هي التي ساعدته على الفرار بعملتة، فوقتها لم تهتم بالمشكلة ولم تعرها أي اهتمام حتى لم تهتم أن تذهب بي إلى الطبيبة..!
ولم أخبر أمي في ذلك الوقت فأمي مشهورة في العائلة أنها تدافع عن عائلتها حتى أمام أولادها, فهي عندها كل شيء حتى أغلى من أولادها، ودائما ما كانت تترك البيت لأتفه الأسباب، وعشت وأنا لا أعلم هل أنا فتاة أم ماذا..!؟ كنت أموت كل لحظة حتى مدرساتي وزملائي في المدرسة كانوا يلاحظون حالتي، عشت ميتة بلا روح وكل من حولي يرى ذلك لا أدري بنفسي إلى الآن، وسنة بعد سنة أكتشف حقارة أختي وانعدام مبادئها ولا أستطيع أن أفعل شيئا، حتى أنهم في المدرسة والمعهد كانوا يبتعدون عنى ويقولون أنني كئيبة ونكدية..
حتى تشجعت في السنة الثالثة من المعهد أن أذهب إلى الطبيبة وأعلمتني الحقيقة أنني لم أعد فتاة، فكرت أن أصارح أي شخص أو أن أعترف إلى أي أحد كي أحصل على حقي ولكن قد فات الأوان فقررت أن أذهب إلى ذلك الشخص، ولكن أختي منعتني وقالت لا تذهبي ولم أدرك حينها ما المقصود بكلامها؟ ويا ليت ما كنت ذهبت لقد سخر منى وقال أنه شخص آخر لم أصدق أنه سوف يقول هذا فكنت كالمخمورة اعتقدت أنه لا يعرف أو نسى لأنه منذ زمن بعيد وكنت حينها طفلة ومنذ حينها واكتشفت كم كنت بلهاء لأصدق أي أحد إلا أمي
وندمت أنني لم أخبر أمي ولا كيف وهى تدافع عن أهلها أشد الدفاع ولكن عندما زادت المشكلات بيني وبين أختي وهى من أبي فقط وليست أختي من أمي هي أخبرتها لا لشيء إلا لكي ترتاح من المسئولية ولكن بعد فوات الأوان فذهبت أمي كالمجنونة إلى أهلها ولكن هذا الشخص لم يعترف أنه مغتصب أطفال وحلف بكتاب الله ووقتها خالي عرف والكل وأنا الآن مفضوحة من غير حل
أخي يقول أن لا مشكلة فهناك العملية حتى خالي ولكن ليست هي تلك مشكلتي فأنا لا أستطيع أن أتزوج رجلا لا يرحم عذابي فأنا أتعذب إلى الآن وأموت كل يوم ولكن أقول لنفسي أنني لست المذنبة ولا زانية فأنا كنت طفلة ولكن هذا الكلام لا ينفعني..
فماذا أفعل لقد تعبت طبيبي النفسي يقول العملية أيضا وعندما وجدني أرفضها بدأ يغير الكلام ويقول سوف يأتي رجل يقدر المشكلة أنني أصلي وأقرأ القرآن كثيرا ولكنى تعبانة وأموت كل يوم ماذا أفعل؟؟
أفكر في الانتحار كثيرا ولكن الله يمنعني فأنا لم أقم علاقة مع أي شخص عمري كما تقيم الفتيات علاقات وتخرج معهم حتى أنهم كانوا يطلقون عليَّ أنني كئيبة ليس لدى أصدقاء أتساءل إلى متى سيظل العذاب فقد مضت 14 وأموت وأستيقظ الكل يلاحظني من سنين الزملاء المدرسين الأقارب ماذا أفعل لقد تعبت فكرت أن أذهب إلى طبيبة نفسانية ولكنى لا أجد عنوان واحدة..
التاريخ /.........................
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك على صفحة استشارت مجانين، المؤمن آنستي مبتلى، فكي ننجح في جتياز هذا البلاء علينا أن ننظر إلى الأمر كله نظرة أخرى!! فما حدث تم وانتهى ولن نعيد الماضي. وسأتناول عدة محاور أساسية فيما يلي:
الاكتئاب والشيطان: لقد اقترح عليك أخوك وخالك اقتراحاً قد يكون أحد الحلول الممكنة.... وتقولين:"ليست هي تلك مشكلتي فأنا لا أستطيع أن أتزوج رجلا لا يرحم عذابي، فأنا أتعذب إلى الآن وأموت كل يوم ولكن أقول لنفسي أنني لست المذنبة ولا زانية فأنا كنت طفلة ولكن هذا الكلام لا ينفعني..."، فإذا حللنا هذه الجمل سنجد أنك توقعت الشر وتوقعت الزوج الظالم وتبحثين عن حل... ولكن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتفاؤل.. تقولين: "هذا الكلام لا ينفع" أتدرين لم؟ ليس لأنه لا ينفع فعلاً ولكن لأنك دخلت في أعراض مرض نفسي يدعى الاكتئاب، ومن هذه الأعراض: اجترار أفكار مؤلمة، والتفكير في الموت، والإحساس بالذنب...
وهذه الأعراض تجعلك تفكرين بهذه الطريقة التي تجعل أي مخرج لا ينفع... وهذه الأعراض وغيرها تستلزم العلاج النفسي لذا تابعي العلاج مع طبيبك، فقد يستغرق العلاج بعض الوقت، ولكن يكن أن تقل فترة العلاج إذا ساعدت نفسك للخروج من المشكلة، واقرئي: حزن وكسل الحل: ض ح ن
هذه الأعراض أيضاً هي مدخل من مداخل الشيطان!! فيوسوس لك أن الله تعالى سيسلط عليك زوجا لن يرحمك وأن مشكلتك "مأساوية" –كما ذكرت، وأن عليك أن تيأسي من رحمة الله....وغير ذلك...
صديقتي أنت فعلاً لم ترتكبي ذنب الزنا، ولكن الشيطان يريد أن يجرك لذنوب أخرى!! فجاهديه وأكدي له أن الله تعالى أرحم بنا من أمهاتنا وآبائنا، وأنه تعالى بيده الفرج، وأنك ستأخذين بكل الأسباب بعد التوكل عليه تعالى، وأن مصائب الدنيا خير ورحمة عن مصائب الآخرة.........
ولن أقول لك أن علينا أن نصبر لأن الصبر مع عدم الرضا صعب وغير مطلوب، بل نتوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه، أي أن نلقي بهمومنا عليه تعالى مع الأخذ بالأسباب...فطالما أنت شريفة عفيفة فلا داعي لكل هذا القلق الكبير!! نعم قليل من القلق يكفي!!! الواقع واقع ولا يمكن تغييره ولكن يمكن أن نعالج الأمور بمزيد من الحكمة والصبر والثقة بالله تعالى، كما يمكن أن نعيد نظرتنا إلى الماضي والحاضر أيضاً خاصة وأنك أخصائية اجتماعية.... إن الله تعالى لم يخلقك ليعذبنك... فماذا يفعل الله بعذابك؟ إنه رؤوف كريم بعباده
لذا عليك أولاً أن تدعي الله عز وجل كي يفرج كربك، وسأعلمك دعاءً يخرجك من هذا الكرب فما من أحد دعى بهذا الدعاء إلا استجاب الله له، وهو:
اللهم إني أمتك بنت أمتك، ماض فيّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك، اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك او أنزلته على أحد من رسلك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وأن تفقهني فيه ما جهلت وتذكرني فيه ما نسيت.........
صديقتي لقد تركت نفسك تعيشين لمدة 14 عام في عذاب!! فلم؟ وإذا كنت ستعيشين بالفعل موقفا صعبا –نسأل الله ألا يحدث- في المستقبل فما الداعي أن تعيشيه الآن؟ أي ما الداعي أن تعيشيه مرات ومرات، شهورا وسنوات؟ أتدرين الحكمة من أن الله تعالى هو علام الغيوب؟ حتى لا نعيش ما أنت فيه!! فالله تعالى أعلم بما سوف يحدث في المستقبل.. يعلم إذا كنت ستعيشين هذه اللحظات الصعبة المتوقعة أم لا... وكله مكتوب في اللوح المحفوظ... فالحمد لله من قبل ومن بعد.
زوج المستقبل: لنلقي الضوء الآن على شريك الحياة المنتظر..!! ذكر أمامي أحد الأطباء النفسيين أن إحدى مريضاته أخبرته أنها لم تكن عذراء عند الزواج.... وأن زوجها لم يتعجب ولم يسألها ولم يسبب هذا الأمر لهما أي مشكلة...
من ناحية أخرى آنستي هناك أنواع من الغشاء لا تنفض بسهولة وربما لا تنفض إلا مع ولادة الطفل الأول...
أحب أن أقول لك أن صديقتنا التي أرسلت لنا رأيها تحت عنوان مشكلة العذرية أين الحل لم ترى أن فقدان البكارة مشكلة!!! نعم فهذا أمر يرجع إلى ثقافة الفرد ومجتمعه، لن أقول لك أن كل الرجال يهتمون بأمر الغشاء بدرجة كبيرة فالبعض يهتم بالفعل، والبعض لا يهتم ولا يسأل!!! ففي الغرب لا ينظرون إلى هذا الأمر أبداً، وكثير من الرجال الذين ينتمون إلى الثقافة الغربية أكثر من الشرقية أيضاً لايكترثون!! ولنفرض أنه سألك.. فما عليك إلا أن تتحدثي معه بصراحة وتقدمي تفسيرك ومبررك لما أنت فيه وستجدين –بإذن الله- الشخص العاقل الناضج الذي سيتفهم ما حدث ويقف بجانبك ويكتم الموضوع وينتهي الأمر.
إن الغشاء السليم هو دليل او جزء من الدليل على بكارة الفتاة، والرجل –في معظم الأحوال- يستطيع أن يفرق بين من فقدت بكارتها لأنها أقامت علاقة أو علاقات محرمة مع الرجال، ومن هي في مثل موقفك... نعم هناك فرق كبير فمن أقامت علاقات تتعامل مع جسد الرجل بطريقة مختلفة تماماً ومن الصعب أن تخفي خبراتها السابقة... ومن هنا يستطيع الزوج أن يعرف أن زوجته بالفعل بكر حتى إن كانت فاقدة للغشاء، والعكس صحيح يمكن ألا تكون بكراً رغم أن الغشاء سليم!! فهي من الناحية النفسية غير بكر.....
أختي وأمي: لم توضحي لي متى تعرفت على أمر الغشاء ورؤية المجتمع له؟ هل كان قبل ذلك الحدث؟؟ فإن كان الأمر كذلك -آخذين في الاعتبار أنك كنت في الثانية عشر من عمرك- فإن هذا قد يكون مؤشرا على أنك لم تكوني ضحية بنسبة مائة بالمائة.....
بل ربما كان لك دور ولو ضئيل للغاية فيما حدث!!! أعرف أن ما أقوله قد يكون قاسياً عليك، ولا أقصد أن أضايقك...
بل أطمح أن تنظري إلى زاوية أخرى من الموضوع... وهي أنه بما أن لك دورا بسيطا فيما تم، فما المشكلة أن تتحملي ولو بعض العبء في التعامل مع الأمر وتبعاته؟؟....
وإذا كان كلامي غير صحيح، وكانت الفتاة التي في الثانية عشر لا تعرف كيف تحمي نفسها حتى لا يقع ما حدث أو كيف تبعد الشخص عنها أثناء الحدث، أو كيف تتعامل مع الأمر بعد ما حدث....
فليس من المستغرب ألا تعرف أختها أيضاً كيف تتعامل مع الأمر... فلا تحملي أختك كل هذا... فأختك تعاملت مع الموقف بعد حدوثه... فسواء ساعدته على الفرار أم لا فإن فقدان البكارة حدث وانتهى...
وإذا كانت أمك نفسها –بسبب شدة الموقف بالنسبة لها- لم تعرف كيف تتصرف بحكمة فأخبرت أقاربها بالأمر وازدادت تبعات المشكلة بالنسبة لك.... فإذا كان هذا هو تصرف والدتك فلم نلوم أختك كل هذ اللوم؟...
وحتى حين أعطتك أختك نصيحة –وجدت أنها صحيحة- لم تأخذي بها، ولم تقدري أن أختك حاولت أن تجعلك تسمعين ما لا يرضيك!! ولا أقول أنها غير مخطئة... ولكن علينا أن نضع الأمور في حجمها وليس أكثر من حجمها....
أما بالنسبة لأقاربك، فلا أريد أن يرى أحد منهم ضعفك!! بل حاولي أن تبدي أمامهم طبيعية وتعاملي معهم...
وستجدين أن من قريباتك من تتفهم أمرك أو تتعاطف معك فأعطها الفرصة لأن تقف بجانبك..
واعلمي أن الله تعالى سينصرك. وكي تفعلي ذلك اشغلي نفسك عن تلك الأفكار، واشغلي وقتك كله بما تحبينه سواء عمل أو دراسة أو هواية....
رؤيتك لنفسك: إذا كنت كما يقولون "كئيبة ونكدية" فغيري من صورتك، فإذا كنت خائفة من الزواج، فما المانع أن تعيشي جوانب الحياة الأخرى وتستمتعي بها؟ ما المانع أن تكوني محبوبة من الآخرين؟ أتخيل أن عليك أن تحبي نفسك أولاً... اقرئي بعض أسرار الأنوثة: وصايا امرأة، وعلى موقعنا اقرئي كيف أكون محبوبا بين الآخرين؟، وكيف أبني ثقتي في نفسي؟ ما المانع أيضاً أن تزيدي من رصيدك الإيجابي؟ فإذا أتاك "عريس" يجد لديك كما كبيرا من المميزات... فلا يقف عند نقطة واحدة...
أخيراً.. أدعو لك بمزيد من الأمل والتفاؤل إلى أن يأتي الرجل الصالح الذي يسعدك وتسعدينه إن شاء الله... واقرئي على موقع إسلام أون لاين: رسالة مشفرة: تفسير خاطئ لسوء الحظ ومن على موقعنا اقرئي فراغ أم اكتئاب.