الأماكن المغلقة
بسم الله الرحمان الرحيم منذ 20سنة ركبت الحافلة، في الطريق امتلأت بالركاب عن أخرها، شعرت بالحرارة والاختناق، اقتربت وسط الزحام من النافدة لأفتحها فوجدتها محكمة الإغلاق،طلبت السماح بالنزول لا أحد اهتم بحالي، بدأت في الصراخ وقراءة القرآن، أخيرا توقفت الحافلة وتعاون الجميع لتمكيني من مغادرتها.
مند هذه اللحظة شعرت بالخوف من الأماكن المغلقة كالمصاعد والغرف التي ليس بها نوافذ إلا إذا كان بابها مفتوحا، أو في الباب إطار زجاجي وحتى النوافذ يجب ألا يكون وراءها شباك حديدي، المهم رتبت حياتي على هذا الأساس تجنبت هذه الأماكن وعشت حياة عادية.
عرضت نفسي على الطب النفسي أربع مرات، استعملت أخرها عقاري الكساناكس وأنافرانيل لكنني لم أتمم مدة العلاج خوفا من الإدمان وعدم جدوى العلاج بالعقاقير.
في الآونة الأخيرة ومع كبر سني بدأت أفكر في القيام بفريضة الحج لكن المشكلة هي أن لا مجال للقيام بذلك إلا بركوب الطائرة وهي مكان مغلق ونوافذها لا تفتح وأخاف أن تقع لي فيها مشكلة والرحلة طويلة.
للتذكير فقد قمت ببعض الإجراءات السلوكية بمبادرة مني كأن أدخل إلى إحدى الغرف المغلقة ببيتي وأغلق الباب وأبقى هناك بعض الوقت وشعرت والحمد لله ببعض التحسن فتعودت دخول الحمام وركوب الحافلة من جديد، لكن ركوب الطائرة والمصعد لازال يخيفني وأنا في قرارة نفسي أعتقد بأن موقفي خاطئ.
السؤال هل تعتبر حالتي وسواسا قهريا أم شيئا آخر؟
وما علاج ذلك وجزاكم الله خيرا
08/04/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك، من الواضح أنك عانيت كثيرا، والحقيقة أن مشكلتك كانت تستدعي العلاج المعرفي السلوكي منذ البداية، فأول ما تعرضت له من أعراض كان مجموعة من أعراض القلق الجسدية الحادة والتي تشبه ما نسميه نوبات الهلع، لا أستطيع بالطبع الفصل فيما إن كانت النوبة مكتملة أو لا ولم تذكر لنا أنت بوضوح مدى أو معدل تكرارها، ولكن ليس هذا هو المهم، وإنما المهم هو كيف فكرت أنت بعد ذلك وكيف تعاملت مع ما أصابك من عرض قاس ومخيف؟
فأول المغالطات المعرفية الكبيرة في حياتك بعد ذلك الموقف تتضح في قولك: (المهم رتبت حياتي على هذا الأساس تجنبت هذه الأماكن وعشت حياة عادية)، فكيف تكونُ حياتك عادية وقد رتبتها على ألا تكون في (الأماكن المغلقة كالمصاعد والغرف التي ليس بها نوافذ إلا إذا كان بابها مفتوحا، أو في الباب إطار زجاجي وحتى النوافذ يجب ألا يكون وراءها شباك حديدي)، معنى هذا يا أخي الفاضل أنك كنت تعيش حياة محدودة حريتك فيها لأنك تخاف أن تداهمك النوبة وأنت في مكان لا تستطيع الإفلات منه!، أي أنك رتبت حياتك بحيث تتجنب التواجد في موقف مشابه لموقف الحافلة!
على أي حال نسمي حالتك في الطب النفسي رهاب الأماكن المغلقة وهو أحد أنواع الرهابات النوعية Specific Phobia يسمى Claustrophobia- Fear of confined spaces، ويعتبر دور العقاقير في علاجه مجرد عامل مساعد، ولكن العقاقير المستخدمة في علاج الرهاب ليست تسببُ الإدمان فهي غالبا من مجموعة الماس أو الماسا إلا أن يكونَ طبيبك اختار أحد مضادات القلق ولا أعرف بالطبع أنا ما هو دواء ألكسانكس وإن كنت أشك في كون اسمه العلمي ألبرازولام فإن كان كذلك فلا تفرط في استخدامه، واقرأ لتعرف عن الماسا ومضادات القلق ردنا السابق : قلق الماسا ومضادات القلق.
والعلاج الصحيح هو ما تقول أنك بدأته من تدريج سلوكي من التعرض ومنع الهرب ويفضل أن تختار أحد المعالجين السلوكيين ليضع معك برنامجا علاجيا مناسبا لتتخلص بالتدريج من رعبك من ركوب الطائرة وتتمكن من زيارة بيت الله الحرام، وأحسب أن في الإحالات التالية من على صفحتنا استشارات مجانين ما سيفيدك إن شاء الله رغم أن الحديث قد يكونُ عن أشكال أخرى من الرهاب إلا أننا نريد أن تقرأ عن كيفية العلاج وهي واحدة من حيث الخطوط العريضة:
أفيدوني عن الرهاب
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة
رهاب الخلاء أم رهاب الساحة؟
وأما عن أشكال الرهاب النوعي فاقرأ ما تقودك إليه العناوين التالية :
رهاب الأماكن المغلقة: رهاب الساحة أيضًا
الرهاب النوعي : رهاب القطط
رهاب الدم : أم خلطة الرهاب؟
الرهاب النوعي : أخاف من الأحصنة!!
وأما علاقة ما لديك بالوسواس القهري فأحيلك فيها إلى رد سابق تحت عنوان: رهاب الساحة أم وسواس قهري؟، وأحييك على ما بدأته من خطوات نحو العلاج السلوكي وأهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.