إذلال الذات أم جلد الذات؟ ولمَ؟ ،م
السلام عليكم
الأستاذ/ وائل أبو هندي.. سبق وأن عرضت مشكلتي بعنوان: إذلال الذات أم جلد الذات؟ ولمَ؟
وقد سرني للغاية اهتمامك بالرد عليها (كما توقعت).. وكنت تتساءل عن تأثير حالتي على الدراسة.. والحقيقة أن انشغالي بوصف ما أعانيه وحرصي على الخلاص منه أولا شغلني عن الاهتمام بالتعرض لحالي مع الدراسة..
الواقع يا سيدي أن مستواي الدراسي في انحدار سريع منذ أن بدأت تلك الأفكار تهاجمني (أواخر الثانوية العامة).. في هذه الفترة، استطعت التملص من تأثيرها الضعيف علىْ آنذاك لأحقق تفوقا يؤهلني لدخول كلية الطب (والحمد لله).
أما وفور أن تأهبت لدخول عالم الجامعة الجديد وبدأ قلقي الدراسي يخف بعد تخطى حاجز الثانوية العامة، بدأت أخلو إلى نفسي أكثر وأكثر(وأنا بطبعي انطوائي) مما هيأ الفرصة لهذه الأفكار التي وصفتها بالاجترارية بالتوالد أكثر وأكثر .. حتى أنه أصبح كل همي أن أتخلص منها.. كان شغلي الشاغل كيفية معاملتها لتصفى حياتي بدونها، حتى ولو على حساب الدراسة... ودون أن أشعر تضخمت أكثر وأكثر حتى أنى لم أعد أجرؤ على الاقتراب من المذاكرة مع وجودها بعقلي...
وصدقني أنا لا أبالغ مطلقاً عندما أقول أني أصبحت أكره المذاكرة كما لم أكره شيئا في حياتي؛ لأنها أصبحت سببا قوياً لزيادة شراسة تلك الأفكار ضدي..فأصبحت أعمد إلى البعد عنها لأتلافى أي قدر من تهييج تلك الأفكار أكثر ضدي.. وزاد انحدار مستواي الدراسي أكثر وأكثر حتى أني رسبت بمادة التشريح، وانتقلت بها إلى السنة الثانية (التي أنا فيها الآن)...
ومازالت الأفكار فعالة ضدي، وكذلك مازال مستواي في انحدار حتى أني لا أتوقع لنفسي النجاح مطلقاً مطلقاً هذه السنة..بل لقد تخطى أثرها بيني وبين نفسي لتظهر بيني وبين الناس بل وبيني وبين أفراد عائلتي؛حيث تمثلت في بروز هاجس سيء جداً عن الموقف الذي أمر به، ثم أجد نفسي مندفعا وبقوة جبرية للتعمق في هذا الهاجس أكثر وأكثر وبلا قيود،حتى يظهر على ملامحي وتحركاتي وربما كلماتي تأنيب نفسي على هذا الهاجس،أو رعبي من أن أخطأ وأقع فيه... وللعلم أيضا فإني أصبت نتيجة ذلك بنفور من التعرض لأي مكان يمكن أن يؤدي بي للتعامل مع الآخرين أو الوقوع تحت أنظارهم حتى لو كانت صلاة الجماعة..
وبمناسبة العرض على دكتور نفساني فقد زرت دكتور منذ سبعة أشهر (بعد أن لاحظت نقد الآخرين بالجبن وضعف الشخصية) ووصف لي العلاج الآتي (أنافرانيل75، وأكينيتون، وستلاسيل).. ولأني لم أتحمل هذا العلاج فقد تركته.. وسألت أستاذ علم النفس بالكلية عن سر عدم تحملي للدواء، فلم يناقشني واكتفى بأن وصف لي (مودابكس50) وأنا الآن أتعاطا منه على فترات متباعدة غير منتظمة..
أرجو منك سرعة الرد فحالتي يرثى لها.
وأخيرًا تقبل مني كل الشكر والتحية. أعانك الله.
10/06/2005
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك، سرتني متابعتك، واتخاذك الخطوة الأولى تجاه العلاج، وهذا شيء طيب، ربما أجد نفسي الآن أكثر انطباعا بوجود أفكار تسلطية لديك أي وسواس قهري ويبدو أن الطبيب النفسي الأول أحس نوعا من الأعراض الذهانية بشكل أو بآخر فأضاف مضادات الذهان لعلاجك، ولم تتحمل أنت ذلك، فتركت العقاقير ال م ا س (الأنافرانيل) ومضاد الذهان (الستيلاسيل) ومانع آثاره الجانبية (الأكينيتون)، وسألت أحد أساتذة الطب النفسي وليس علم النفس، فأنت تدرس في الكلية علم النفس العام والطبي بصفة خاصة، ويقوم بشرحهما أساتذة الطب النفسي، وقد رأى هذا الزميل أنك ستستفيد من ال م اس ا (المودابكس)، ولكنك لم تتناوله بانتظام لتجد فائدة مع الأسف! ونصيحتي أن تنتظم وأن تسأل أستاذك مرة أخرى لأنك قد تحتاج زيادة الجرعة.
ولكن هناك ما هو أهم في نظري من كل ما سبق وقد قلت لك في آخر ردي عليك في المرة السابقة: ولابد على أي حال من عرض نفسك على أقرب طبيب نفسي ليتمكن من تشخيص الحالة ووصف العلاج اللازم مع التنبيه على أهمية العلاج المعرفي السلوكي، ومن الواضح أنك لم تفعل في ذلك شيئا وأنا أعرف أن قليلين في مصر من الأطباء النفسيين من يقومون به، وكثيرون يكتفون بالعقاقير، لذلك أنصحك بالبحث عن من يقدم لك العلاج المعرفي السلوكي المناسب وتابعنا بأخبارك، ولا أنسى أن أعتذر لك لتأخري عيك فقد كنت نسيت متابعتك داخل قسم مشاكل لم يرد عليها، وذكرني الأستاذ يحي بها منذ ساعة فقط، سامحني إذن.